فضائح «فيفا»: استقالة رئيس لجنة الاستماع دومينيكو سكالا

احتجاجًا على ما سماه «هدم الإصلاحات»

دومينيكو سكالا
دومينيكو سكالا
TT

فضائح «فيفا»: استقالة رئيس لجنة الاستماع دومينيكو سكالا

دومينيكو سكالا
دومينيكو سكالا

قدم رئيس لجنة الاستماع والمطابقة المستقلة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري دومينيكو سكالا، استقالته من منصبه، اليوم (السبت)، احتجاجا على ما سماه «هدم الإصلاحات» التي أقرت في فبراير (شباط) الماضي، من أجل تحسين صورة «فيفا» المشوهة بفعل موجة الفساد غير المسبوقة.
ويحتج سكالا خصوصا على تبني مؤتمر «فيفا»، أمس (الجمعة)، في مكسيكو، إجراء يشكك في استقلالية بعض الأجهزة داخل المنظمة الكروية المكلفة خصوصا بالتحقيق مع الأعضاء.
وتبنى المؤتمر السادس والستون لـ«فيفا» تعديلا ينقل إلى المجلس (التسمية الجديدة للجنة التنفيذية) سلطة تعيين وإقالة رئيس لجنة الأخلاق المستقلة، أو لجنة الاستماع والمطابقة، وغيرهما.
وقال سكالا، في بيان: «هذا الإجراء يحرم الأجهزة المختلفة داخل (فيفا) من الاستقلالية، ويهدم بالتالي أحد المكتسبات الأساسية في الإصلاح».
وتأتي استقالة سكالا في وقت أكدت فيه الأمينة العامة الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم، السنغالية فاطمة سامورا، أنها «تريد مساعدة (فيفا) على استعادة صورته التي شوهتها الفضائح».
وقالت سامورا، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، من أبوجا: «إن (فيفا) هو الأمم المتحدة لكرة القدم، وسأقدم خبرة 21 عاما في القطاع الخاص، ومع الأمم المتحدة، فيما يتعلق بالإدارة الجيدة والشفافية والمساءلة، سواء على صعيد الاتحادات (الوطنية والقارية) أو (فيفا)».
وتأتي تصريحات سامورا، الموجودة في نيجيريا كممثلة للأمم المتحدة في إطار البرنامج الأممي للتطوير، غداة إعلان تعيينها أمينة عامة لـ«فيفا» من قبل رئيس الاتحاد الدولي الجديد، السويسري جاني إنفانتينو، الذي خلف في فبراير مواطنه جوزيف بلاتر، الموقوف والملاحق من قبل القضاء السويسري بتهم فساد.
وتبدأ سامورا (54 عاما) مهمتها في منصب الأمين العام خلفا للفرنسي جيروم فالك، الموقوف 12 عاما في إطار فضائح «فيفا»، اعتبارا من منتصف يونيو (حزيران).
وقالت سامورا، التي تحضر لانعقاد قمة حول الأمن في أبوجا بهدف القضاء على حركة بوكو حرام المتطرفة: «هدفي دعم برنامج الرئيس جاني إنفانتينو لكي تستعيد كرة القدم صورتها التي شوهتها الفضائح، والذين يتحدثون عن افتقادي للخبرة أطلب منهم أن يعطوني الوقت لأقدم لهم البراهين».
وتابعت سامورا، المعجبة برئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني، اللاعب الدولي السابق كارل هاينتس رومينيغه: «يجب العمل بطريقة أن تصبح كرة القدم كما يجب أن تكون»، كاشفة: «جاني تحدث إلى عن التنوع، وعن عزمه على جمع كل كرة القدم التي ليست هي رياضة للرجال فقط.. وعلى هذا الأساس، سأحاول خصوصا دعم كرة القدم النسائية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».