المغرب: إحباط مخطط إرهابي شبيه بـ«أحداث 16 مايو» لعام 2003

كان يستهدف البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية

المغرب: إحباط مخطط إرهابي شبيه بـ«أحداث 16 مايو» لعام 2003
TT

المغرب: إحباط مخطط إرهابي شبيه بـ«أحداث 16 مايو» لعام 2003

المغرب: إحباط مخطط إرهابي شبيه بـ«أحداث 16 مايو» لعام 2003

تمكنت السلطات الأمنية المغربية أمس من إجهاض مخطط إرهابي خطير شبيه بأحداث 16 مايو، التي عرفتها مدينة الدار البيضاء عام 2003 كان مواطن تشادي تابع لتنظيم داعش يعتزم تنفيذه لزعزعة أمن واستقرار البلاد. وتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) أمس من إيقاف المواطن التشادي الموالي لتنظيم داعش، في أحد البيوت الآمنة بمدينة طنجة، وذلك بناء على معلومات ميدانية دقيقة. وذكر بيان لوزارة الداخلية توصلت «الشرق الأوسط» بنسخة منه، أن «التحريات الأولية كشفت أن المعني بالأمر، الذي دخل المغرب عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، يوم 4 مايو الحالي، قادمًا إليه من تشاد، تم إيفاده إلى المملكة من قبل ما يسمى بتنظيم داعش، من أجل تأطير وتكوين خلايا نائمة تضم متطرفين جزائريين ومغاربة متشبعين بالفكر الداعشي لشن عمليات إرهابية نوعية، تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية، في أفق زعزعة أمن واستقرار البلاد تماشيًا مع أجندة «داعش».
وتابع البيان أنه في إطار هذا المشروع الإرهابي، قام المعني بالأمر بعمليات استطلاعية لبعض المواقع المستهدفة، وذلك بهدف التحضير لتنفيذ عدة عمليات متزامنة من حيث التوقيت، لإرباك المصالح الأمنية وإحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات على غرار الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء بتاريخ 16 مايو 2003.
كما أظهرت الأبحاث نفسها أن هذا المواطن التشادي كان يعتزم إعلان المنطقة الشرقية للمملكة ولاية تابعة لـ«داعش».
وتأتي هذه العملية الاستباقية، يضيف البيان، في خضم تصاعد التهديدات الإرهابية من لدن ما يسمى بـ«داعش» من أجل خلق ولايات تابعة لها أسوة بفرعها بليبيا.
وأبرز البيان أنه يتضح جليًا من خلال الجهود المتواصلة للمصالح الأمنية من أجل التصدي للأهداف التوسعية لـ«داعش» وإيقاف المتشبعين بفكره الدموي والحاملين لمشاريع إرهابية داخل التراب الوطني، لجوء هذا التنظيم إلى تغيير استراتيجيته من خلال إيفاد أحد أعضائه المنحدرين من دول جنوب الصحراء إلى المملكة. وخلص البيان إلى أن العمليات الاستباقية المتوالية ضد الشبكات الإرهابية، مكنت من إحباط الكثير من المشاريع الإرهابية التي كانت تستهدف أهدافًا نوعية سواء داخل المملكة أو خارجها، بالإضافة إلى حجز ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة والمواد المستعملة في صناعة المتفجرات والسموم لدى أعضاء هذه الخلايا المفككة، مشيرا إلى انه سيتم تقديم المشتبه به أمام العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري معه تحت إشراف النيابة العامة. وفي سياق متصل يعتزم معتقلون إسلاميون سابقون التظاهر أمام مقر البرلمان في الرباط، بعد غد الاثنين، وذلك للمطالبة بالتحقيق في أحداث 16 مايو الإرهابية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء عام 2003، وأودت بحياة 45 شخصًا. كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين الذين سجنوا على خلفية تلك الأحداث.
وحملت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين المتطرفين المنظمة للتظاهر، الحكومة مسؤولية «غياب أية مبادرة جادة لطي هذا الملف وإنهاء معاناة المئات من المعتقلين وعوائلهم».
جدير بالذكر أن أحداث 16 مايو التي مرت 13 سنة على تنفيذها، كانت عبارة عن سلسلة من الهجمات المُتزامنة بالأحزمة الناسفة نفذها 14 شخصًا، ينحدرون من حي فقير في الدار البيضاء يسمى حي سيدي مومن، وكانت الأكثر دموية في تاريخ البلاد. واستهدف منفذو الهجمات عدة أماكن من بينها مطعمان إسباني وإيطالي، وفندق من فئة 5 نجوم، ومقبرة يهودية. وأدت التفجيرات إلى مقتل 45 شخصا بينهم شرطيان، وجرح أزيد من 100 آخرين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.