الحكومة اليمنية تتجه للاستفادة من التجربة السعودية في ملاحقة الإرهاب

وزير يمني لـ«الشرق الأوسط»: خلايا نائمة وفرق مخصصة للاغتيالات يغلب عليها الطابع الإيراني

سيارة محترقة تعرضت للقصف خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في عدن (رويترز)
سيارة محترقة تعرضت للقصف خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في عدن (رويترز)
TT

الحكومة اليمنية تتجه للاستفادة من التجربة السعودية في ملاحقة الإرهاب

سيارة محترقة تعرضت للقصف خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في عدن (رويترز)
سيارة محترقة تعرضت للقصف خلال مواجهات مع الميليشيات الانقلابية في عدن (رويترز)

تتجه الحكومة اليمنية للاستفادة من التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب، لملاحقة الخلايا النائمة في عدد من المدن المحررة، وتطوير القدرات الأمنية في معرفة أساليب الجماعات الإرهابية بمختلف أشكالها ومسمياتها؛ للقضاء على هذه الظاهرة التي زرعتها ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قبل انطلاق عملية التحرير.
ويأتي توجه الحكومة اليمنية، وفقا لوزير الشباب والرياضة، في أعقاب الانتصارات التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية، خلال الأيام الماضية من ضبط عدد من الخلايا الإرهابية في «عدن، حضرموت، ومأرب» وبعض المديريات، كانت تتأهب للقيام بأعمال تخريبية، واستهداف شخصيات سياسية وعسكرية، بأسلوب مشابه للنمط الإيراني في تنفيذ مثل هذه الأعمال.
وكشفت التحقيقات، التي أجريت مع عناصر الجماعات الإرهابية، عن أن ميليشيا الحوثيين، وقيادات من الحرس الجمهوري، تقوم على تمويلها، في حين ثبت أن العشرات منهم كانوا يعملون في قطاعات أمنية إبان حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأن بعضهم يتملك القدرات العسكرية في المناورة واستهداف الشخصيات البارزة في الحكومة الشرعية التي تتخذ من عدن مقرا لها.
وقال نايف البكري، وزير الشباب والرياضة اليمني لـ«الشرق الأوسط»: إنه «لا بد أن ندرك أن عددا من المناطق خارجة من حرب وتعيش فترة متأرجحة، وبخاصة أن جميع الأجهزة الأمنية قبل انطلاق عملية التحرير، كانت موالية في وقت سابق للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وما يحدث الآن هو إعادة ترتيب وبناء الأجهزة الأمنية، التي تقوم بدور جيد على الأرض».
وأضاف البكري: «إن انتشار هذه الخلايا في (عدن، ولحج، وحضرموت) وعدد من المديريات له أهداف استراتيجية تعمل عليها الميليشيات في تحقيق مكاسب فعلية على الأرض بعد تراجعها في جبهات القتال»، وبخاصة أن «الجماعات الإرهابية أو الحوثيين أو أتباع صالح يوجد بينهم رابط وتلازم بين هذا المكون الثلاثي في دفع البلاد إلى الهاوية».
وأكد البكري، أنه سيكون هناك تشكيلات جديدة للأجهزة الأمنية، وبناء لها بشكل يتوافق ومتطلبات المرحلة المقبلة، وهناك دعم من قوات التحالف، وتحديدا السعودية، والإمارات، لتقوية القدرة الأمنية، موضحا أنه «رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، إلا أن هناك إرادة قوية من الحكومة والشعب لمكافحة هذه الجماعات الإرهابية وميليشيات الحوثي ووقف عبث هذه الجماعات في البلاد».
وحول الاستفادة من التجربة السعودية، قال وزير الشباب والرياضة: «إننا نسعى للاستفادة من التجربة السعودية في ملاحقة الإرهابيين؛ لما تمتلكه السعودية من باع طويل في دحر هذه الجماعات ومعرفة أساليبها، وآلية تتبعها والعمل الاستخباراتي واللوجستي والعسكري والشعبي، وسنعمل على تطبيق هذه التجربة، وسيكون هذا التوجه متوافقا مع رؤية التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب».
وأشار البكري إلى، أن «هناك مختصين سعوديين وصلوا لتدريب القيادات العسكرية، إضافة إلى تهيئة الموانئ في حضرموت، وهناك الكثير من اللجان، منها لجان سعودية، وإماراتية، وأخرى أجنبية وصلت لفك ما زرع من ألغام، ونجحت هذه اللجان في انتشال الآلاف من الألغام في الموانئ».
وشدد البكري، أن الأجهزة الأمنية لديها عملية رصد ومتابعة للخلايا النائمة، وأسفرت هذه العمليات عن الإطاحة بعدد من الخلايا الإرهابية، وخلايا تابعة مباشرة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في المدن المحررة، منها «عدن، حضرموت، ومأرب»، والخلايا الموجودة في حضرموت هم من الحرس الجمهوري، وكشفت التحقيقات عن أن عشرات من عناصر تنظيم القاعدة كانوا يعملون في القطاعات العسكرية التي كان يشرف عليها الحرس الجمهوري، مشيرا إلى أن هذه الخلايا كانت بصدد تنفيذ أعمال إجرامية كبيرة، وهي مجهزة بفرق متخصصة في عمليات الاغتيالات السياسية، وهو أسلوب مشابه للنمط الإيراني في تنفيذ مثل هذه الأعمال.
وحول تحرك وحدات عسكرية تابعة للحوثيين باتجاه المدن الجنوبية، قال البكري «إن ذلك صحيح، ويشكلون تهديدا لهذه المواقع، إلا أن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقوم بردع هذه التحركات، وضرب هذا التحرك العسكري في الجنوب، كما استهدفت آليات وتحركات عسكرية للميليشيا أثناء محاولة تقدمها في تعز».
وأكد الوزير البكري، أن الحكومة تتعامل هذه التحركات المريبة بجدية، ووضعت بالتنسيق مع الجيش والمقاومة الشعبية خطة عسكرية لمنع الميليشيا وحليفهم الرئيس المخلوع من التقدم في محاور عدة، وهذا لا يعني أنه أوقفت جميع خروقات الميليشيات، إلا أنها تقف بالمرصاد لمثل هذه الخروقات والتحركات على الأرض.
وعن محادثات السلام في الكويت، قال البكري: «إن الحوثيين غير جادين، وهناك فشل كبير ولم تحرز هذه المشاورات أي تقدم في تسيير عمل لجنة تسليم السلاح والمعسكرات، وتسليم العاصمة اليمنية (صنعاء)، وهذا دليل على أن الحوثيين لديهم مشروع آخر يتمثل في العودة إلى هذه المناطق المحررة للسيطرة عليها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.