«الحاسة السادسة» تنقذ السائقين عند تشتت انتباههم

لا تسعفهم عند إرسال الرسائل بهواتفهم

«الحاسة السادسة» تنقذ السائقين عند تشتت انتباههم
TT

«الحاسة السادسة» تنقذ السائقين عند تشتت انتباههم

«الحاسة السادسة» تنقذ السائقين عند تشتت انتباههم

قال باحثون أميركيون أن «الحاسة السادسة» هي التي تنقذ السائقين الذين يتشتت انتباههم نتيجة ضغوط عصبية أو معاناة عاطفية، أو يسرح فكرهم بعيدًا، خصوصًا مع تقدم العمر.. لكنها لا تنقذ السائقين الذين يستخدمون هواتفهم الجوالة لإرسال الرسائل القصيرة.
ودرس آيونيس بافليديس الباحث في جامعة هيوستن وروبرت وندرليك الباحث في معهد النقل بجامعة «تكساس إيه إم»، سلوك السائقين عندما كانوا في حالة شرود الذهن، أو يعانون من مشكلات عاطفية، أو مشغولون بإرسال الرسائل الهاتفية. وطلب الباحثان من المشاركين في الدراسة وعددهم 59 متطوعا، أن يكرروا قيادة سياراتهم أربع مرات في مقطع طريق سريع محدد على نظام للمحاكاة - مرة في «الظروف الاعتيادية» عندما يكون السائق مركز الذهن عند القيادة، وأخرى عندما يجابه تحديا فكريا يشتت ذهنه، ومرة ثالثة عندما يتشتت ذهنه بسبب مشكلة عاطفية، ومرة أخيرة عندما يقوم بإرسال الرسائل بهاتفه. وكان هذه الاوامر توجه إلى السائقين بشكل عشوائي من غير ترتيب.
ووجد الباحثون أن حالات النرفزة ظهرت على كل السائقين في كل التدخلات الثلاثة - تشتت الذهن، وتغلب العواطف، وإرسال الرسائل الهاتفية مقارنة مع القيادة الاعتيادية بذهن مركز. إلا أن حالة النرفزة هذه أدت إلى انزياح خط سير السيارة وحدوث حالات سياقة غير آمنة في حالة واحدة فقط - وهي عند السياقة مع إرسال الرسائل الهاتفية. بخلاف ذلك كان السائقون المتنرفزون في حالتي تشتت الذهن، والمعاناة العاطفية، يقودون سياراتهم في مسار مستقيم مماثل لاتجاه السيارة أثناء قيادة سائقين مركزي الذهن لها.
وقال بافليديس إن «التفسير الأرجح لهذه المفارقة هو أن المسار يتحدد بوظيفة جزء من الدماغ يسمى «القشرة الحزامية» congulate cortex مسؤول عن التدخل أوتوماتيكيا لتصحيح أي خطأ عند حصول مشكلة. وفي هذه الحالة كان أساس المشكلة يرتبط بالإدراك، أو العاطفة والجوانب الحركية الحسية، أو كتابة الرسائل أو الضغوط والتوتر، التي أدت إلى ظهور حالة النرفزة.
ويؤدي تدخل الدماغ إلى إعادة التوازن عند ظهور النرفزة، فبدلا من تغيير المسار يمنة ويسرى يصحح الدماغ الحالة ليوجه المسار في خط مستقيم. ولكي يقوم الدماغ بواجبه هذا فإنه يحتاج إلى دعم من حلقة التنسيق بين اليد والعينين.
وفي حالة إرسال الرسائل تفتقد هذه الحلقة، لذا تحيد السيارة عن مسارها، مسببة ربما حوادث الاصطدام.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.