الانقلابيون ينقضون اتفاقات الهدنة ويرفضون فتح ممرات تعز

محافظها يشيد بدور مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر القطري والإماراتي

الميليشيات الانقلابية ترفض فتح منافذ تعز وجميع المداخل من وإلى المدينة بحسب الاتفاق الموقع من جميع الأطراف في 16 أبريل الماضي(ا.ف.ب)
الميليشيات الانقلابية ترفض فتح منافذ تعز وجميع المداخل من وإلى المدينة بحسب الاتفاق الموقع من جميع الأطراف في 16 أبريل الماضي(ا.ف.ب)
TT

الانقلابيون ينقضون اتفاقات الهدنة ويرفضون فتح ممرات تعز

الميليشيات الانقلابية ترفض فتح منافذ تعز وجميع المداخل من وإلى المدينة بحسب الاتفاق الموقع من جميع الأطراف في 16 أبريل الماضي(ا.ف.ب)
الميليشيات الانقلابية ترفض فتح منافذ تعز وجميع المداخل من وإلى المدينة بحسب الاتفاق الموقع من جميع الأطراف في 16 أبريل الماضي(ا.ف.ب)

اتهم ممثل الشرعية والمقاومة الشعبية في محافظة تعز ورئيس لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار البرلماني عبد الكريم شيبان ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، استمرارها بنقض اتفاق وقف إطلاق النار، وفتح الممرات والطرق من وإلى مدينة تعز، وهو الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين جميع الأطراف في 16 أبريل (نيسان) الماضي.
وقال عبد الكريم شيبان في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي الحوثي وصالح يرفضون فتح منافذ تعز وجميع المداخل من وإلى المدينة بحسب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه من جميع الأطراف في 16 أبريل الماضي، وكنا قد قمنا بزيارة يوم أمس وأول من أمس إلى المنفذ الشرقي، الخط الرئيسي بين محافظتي تعز وصنعاء، والمنفذ الغربي، الخط الرئيسي بين تعز والحديدة، وبحضور الكثير من وسائل الإعلام المختلفة وتواصلنا مع الحوثيين وجماعة صالح للحضور، وذلك بعدما بعثنا لهم برسالة بأننا سنخرج من أجل تنفيذ الاتفاق الذي ينص بفتح المنافذ والمداخل».
وأضاف شيبان أنه أرسل بنسخة من الاتفاق وبرنامج الزيارة إلى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ ولجنة التهدئة والتواصل في الكويت، «ولكنهم لم يأتوا». وقال: «نؤكد لمسلحي الحوثي وصالح بأننا سنخرج اليوم وغدا وبعده حتى يلتزموا بالاتفاق، وأبلغنا ولد الشيخ واللجنة الإشرافية للتهدئة والتواصل في الكويت بذلك برسالة أخرى، إضافة إلى رسالة عامة موجهة للجميع نعلمهم أننا سنستمر بالخروج إلى المنافذ إلى حين يتم الالتزام بالاتفاق».
وتابع القول: إنهم تواصلوا مع رئيس اللجنة التابعة للحوثيين، الشيخ محمد عبد الله بن نائف، الذي وعدهم وقال لهم بأنه مستعد أن يأتي يوم السبت القادم ويفتح المنفذ الغربي، خط الحديدة – تعز، «نحن منتظرون وإن غدا لناظريه لقريب، وقد أبلغنا اللجنة الإشرافية وولد الشيخ في الكويت برسالة بما حصل».
وأكد شيبان لـ«الشرق الأوسط» أنه إلى «اليوم لم ينفذ الاتفاق الذي تم الاتفاق بشأنه، وما زال الحصار مستمرا، وما زالت تعز محاصرة، ولا يزال مسلحو الحوثي وصالح يمنعون دخول المواد الإغاثية والدوائية والغذائية وكل متطلبات الحياة إلى تعز» مضيفا أن ما يدخل يتم من خلال طرق وعرة وصعبة، وأن وصلت المتطلبات إلى المدينة تكون أسعارها مرتفعة جدا. واعتبر شيبان أنه «ليس هناك تهدئة من الأساس حتى نتحدث عن خروقات من قبل الحوثيين وصالح، الأمور مستمرة على ما هي عليه كما في السابق».
وطالب شيبان المتحاورين في دولة الكويت وممثل الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ وجميع المنظمات الحقوقية والدولية أن تضغط على «هذه العصابة التي جاءت من خارج المحافظة وترحل عن تعز وعن أهالي المدينة المسالمة الذين لم يرفعوا السلاح إلا للدفاع عن نفسها، وكل يوم يمر من الحوار والمشاورات في الكويت من دون تحقيق أي تقدم يذكر يزداد عدد القتلى والجرحى من أبناء محافظة تعز».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، شن هجماتها على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مختلف الجبهات، ويرافقها القصف العنيف وبشكل عشوائي على الأحياء السكنية. حيث شنت الميليشيات هجومها العنيف على المحور الشمالي المدينة في محاولة لاقتحام مواقع المقاومة واستعادة عدد من المواقع تم تطهيرها منهم.
وبينما سقط قتلى وجرحى من المدنيين العزل جراء استمرار خروقات الميليشيات الانقلابية بقصفها على الأحياء السكنية، ذكرت مصادر طبية أن الهجمات أسفرت عن مقتل طفلة في مديرية سامع، جنوب محافظة تعز، جراء قصف تعرضت له قرية حيضه، وأصيب أربعة مدنيين آخرين.
ولا تزال منطقة الربيعي في الجهة الغربية لمدينة تعز، تشهد مزيدا من التعزيزات العسكرية وآليات ثقيلة من قبل الميليشيات، التي قصفت معسكر اللواء 35 مدرع بالأسلحة الثقيلة. وما زالت مستمرة في عمليات القنص للمواطنين.
في المقابل أشاد محافظ محافظة تعز بدور مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر القطري والإماراتي في دعم مدينة تعز والتخفيف من معانات أهالي المحافظة، أبرزها المجالين الصحي والإغاثي، في حين أكد أن تعز «لن تنسى للأشقاء هذا الاهتمام والدعم وستظل وفية لكل جهد قاموا به في سبيل دعم المدينة ورفع المعاناة عن سكان تعز، حيث إن جهودهم واضحة وملموسة وهناك ارتياح واسع لأدوار الأشقاء ونتمنى مضاعفة خدماتهم».
وقال المحافظ خلال فعالية أقامها مستشفى الثورة العام في تعز لتكريم الجهات الداعمة للمستشفى، بحضور المحافظ المعمري ووكيل المحافظة المهندس رشاد الاكحلي وقائد محور تعز العميد يوسف الشراجي، إن «المعركة في مدينة تعز شاملة وعلينا أن نخوضها باقتدار لأن الأقدار كتبت على مدينة تعز أن تكون في المقدمة ويجب أن تظل في المقدمة حتى الانتصار واستعادة الدولة والحياة في المحافظة».
وأضاف أن «دعم القطاع الصحي في المحافظة يتصدر أجندة السلطة المحلية خلال المرحلة القادمة، وأن القطاع الطبي في تعز قام بأدوار عظيمة وجبارة، وينبغي أن نفاخر أننا من أبناء هذه المحافظة، وأننا بين أطباء وممرضين لا أملك إلا أن أقف إجلالا للأدوار العظيمة التي قاموا بها في خدمة المواطنين والجرحى».
ودعا المحافظ المعمري الكوادر الطبية الموجودة خارج مدينة تعز إلى سرعة العودة إلى المدينة وتقديم الخدمات لأهالي المحافظة، وذلك لضرورة أن يستشعر الجميع «المهمة الموكلة على عاتقهم في هذه الظروف الصعبة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.