المغرب: المصادقة على أول هيئة للمناصفة ومحاربة التمييز ضد النساء

المعارضة تنتقد إخفاق الحكومة في رفع تمثيل المرأة في البرلمان

المغرب: المصادقة على أول هيئة للمناصفة ومحاربة التمييز ضد النساء
TT

المغرب: المصادقة على أول هيئة للمناصفة ومحاربة التمييز ضد النساء

المغرب: المصادقة على أول هيئة للمناصفة ومحاربة التمييز ضد النساء

صادق مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان المغربي) ليلة أمس، على مشروع قانون إحداث هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز، التي نص عليها الفصل 19 من الدستور المغربي، وهي أول هيئة من نوعها يمنحها القانون اختصاصات تتعلق بقضايا المساواة بين الجنسين، وظلت مطلبا نسائيا ملحا، ويدخل ضمن مهام الهيئة أيضا استقبال الشكاوى والتظلمات، التي قد ترفعها جهات سياسية أو بعض المنظمات المدنية، أو مؤسسات في القطاع الخاص، للاحتجاج على قوانين تكرس التمييز ولا تحقق المناصفة.
وتأتي المصادقة على الهيئة قبل 4 أشهر من موعد الانتخابات التشريعية، التي كانت تأمل النساء من خلالها رفع نسبة تمثيلهن في البرلمان المقبل على الأقل إلى الثلث، وذلك في انتظار المناصفة الذي قد يطول. وصاحب إعداد قانون هيئة المناصفة من قبل وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، التي توجد على رأسها بسيمة الحقاوي، المنتمية لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، جدلا واسعا بسبب رفض المنظمات النسائية، مدعومة من بعض أحزاب المعارضة لمضامينها، وذلك «لعدم توفر الهيئة على أي صلاحيات رقابية وزجرية»، فيما ترى الحكومة أن منحها صلاحيات شبه قضائية مخالف للدستور، الذي نص على أنها هيئة استشارية.
واتهمت آمنة ماء العينين، النائبة عن حزب العدالة والتنمية، فرق المعارضة في البرلمان «بعرقلة إخراج مشروع قانون الهيئة، الذي أحيل إلى لجنة القطاعات الاجتماعية منذ الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حتى لا يحسب في رصيد الوزيرة الحقاوي، وفي رصيد الحكومة التي بذلت مجهودا تاريخيا في إخراج القانون، فيما فشلت فيه الحكومات السابقة».
ومنذ توليها منصب وزيرة التضامن والمرأة، ظلت العلاقة بين الحقاوي والمنظمات النسائية متوترة، ولم تؤيد أي من القوانين التي أعدتها، رغم أن الوزيرة نجحت في إخراج مشروع قانون إحداث هيئة المناصفة ومحاربة التمييز، وقانون آخر ظلت المنظمات النسائية تطالب به لعدة سنوات، وهو قانون محاربة العنف ضد النساء، الذي لم تفلح وزيرتان سابقتان في إخراجه، فيما ترى الحقاوي أن هناك «إصرارا على إظهار حزبها على أنه مناهض لحقوق النساء، وهو أمر غير صحيح». وعلى الرغم من أن مهمة هيئة المناصفة لا تقتصر على تحقيق المساواة في مجال التمثيل السياسي للنساء داخل البرلمان، بل تتعداه إلى مختلف المجالات، فإن نسبة النساء داخل المؤسسة التشريعية المقبلة تحظى باهتمام أكثر، لا سيما أن المغرب يظل في مرتبة أقل من دول عربية تجاوزت فيها نسبة النساء البرلمانيات 30 في المائة، وهي الجزائر والسودان وتونس، في حين لا تتجاوز هذه النسبة 2 في المائة في بلدان عربية أخرى.
وحملت فرق المعارضة المسؤولية للحكومة التي لم تنجح في رفع هذه النسبة، حيث إن التعديل الأخير الذي أقرته وزارة الداخلية على القانون التنظيمي لمجلس النواب لم يسمح سوى بزيادة 15 مقعدا إضافيا للنساء في البرلمان المقبل، وذلك عن طريق اقتسام اللائحة الوطنية، التي كانت مخصصة للشباب الذكور والمكونة من 30 مقعدا، بينهم وبين الإناث، لتضاف إلى 60 مقعدا المخولة للنساء في اللائحة الوطنية، وبالتالي فإن 75 امرأة ستكون ممثلة في البرلمان المقبل، وهي نسبة لا تتجاوز 17.5 في المائة، فيما ينبغي فوز 132 امرأة في الانتخابات التشريعية المقررة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لتحصل النساء على نسبة الثلث من مقاعد مجلس النواب، المكون من 395 مقعدا.
وفي المقابل ارتفع تمثيل النساء في البلديات من خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت في 4 سبتمبر (أيلول) الماضي، من 12 في المائة إلى 27 في المائة، ومن 2.9 في المائة إلى 37 في المائة على مستوى الجهات. فيما ظلت نسبة البلديات التي ترأسها نساء لا تتعدى 1 في المائة، ولم تحظ أي امرأة برئاسة جهة (منطقة) من الجهات الـ 12 للمغرب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».