السيسي: مصر حريصة على تعزيز التعاون العسكري مع إسبانيا

أكد أهمية تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب خلال استقباله لوزير الدفاع الإسباني

الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير دفاع إسبانيا بقصر الاتحادية في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير دفاع إسبانيا بقصر الاتحادية في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيسي: مصر حريصة على تعزيز التعاون العسكري مع إسبانيا

الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير دفاع إسبانيا بقصر الاتحادية في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس عبد الفتاح السيسي لدى استقباله وزير دفاع إسبانيا بقصر الاتحادية في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين دول جنوب المتوسط وشماله، خصوصًا في ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من تحديات وأزمات، مؤكدًا على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، فضلاً عن أهمية تعزيز التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتبني استراتيجية شاملة لا تقتصر على الجوانب العسكرية والتدابير الأمنية، وإنما تشمل كذلك الأبعاد التنموية والاجتماعية والفكرية.
وكان السيسي قد التقى، أمس، مع وزير دفاع إسبانيا بدرو مورينيس أولاته، وذلك بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بالإضافة إلى السفير الإسباني في القاهرة.
وقد أوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس رحب بوزير الدفاع الإسباني، مؤكدًا على عُمق علاقات المودة والصداقة التي تجمع بين البلدين، لا سيما عقب زيارته الأخيرة لإسبانيا العام الماضي، التي وضعت أساسًا جيدًا لتعزيز التعاون بين الدولتين. كما أكد حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتوثيقها في مختلف المجالات، لا سيما في المجال العسكري.
وأضاف المتحدث الرسمي أن وزير الدفاع الإسباني أكد خلال اللقاء على دور مصر الرائد وثقلها السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، معربًا عن تطلع بلاده لتعزيز علاقات التعاون مع مصر في جميع المجالات، ومن بينها المجال العسكري والأمني، أخذًا في الاعتبار ما يربط البلدين من علاقات تاريخية وأواصر صداقة وتعاون.
كما أعرب وزير دفاع إسبانيا عن تضامن بلاده مع مصر في حربها ضد الإرهاب، مؤكدًا على أن إسبانيا تُدرك وتُقدر مدى الخطر الذي يمثله الإرهاب، وضرورة العمل على مكافحته والقضاء على أسبابه. وأبدى الوزير الإسباني اتفاقه مع أهمية تعزيز التكاتف الدولي والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب لاستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة. كما أكد تطلع بلاده واستعدادها لتعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات بما يسهم في دفع عملية التنمية بها.
وذكر علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء مناقشة سُبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات الثنائية، بالإضافة إلى التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.