قد يكون روبرت إيه إم ستيرن معروفًا في دوائر معينة في مدينة نيويورك الأميركية بفضل «الشقق السكنية» رفيعة المستوى، التي صممتها شركته، «روبرت إيه إم ستيرن للهندسة المعمارية» في الأحياء الراقية، على غرار البيوت الكبرى والأنيقة في فترة ما قبل الحرب.
لكن الشركة تضع بصمتها كذلك في وسط المدينة من خلال مبان مثل «ألبرايتون هاوس»، وهو مبنى للاستئجار في تشيلسي، و«سوبرير إنك»، وهو مبنى سكني في «ويست فيلدج». ومن بين المجمعات السكنية التي قامت بتصميمها «30 بارك بليس»، وهو برج يتألف من 82 طابقًا في الحي المالي، ومن المتوقع أن يبدأ باستقبال سكانه في غضون شهور قليلة.
الآن يأتي دور المبنى رقم 70 بشارع فيستري في حي ترايبيكا. ما زال المبنى في طور الإنشاء - وهو مبنى كبير يمتد على طول شارع «ويست ستريت» بين شارعي فيستري وديسبروسيز، حيث تجري عمليات الحفر. لكن سيكون من الصعوبة بمكان منافسة هذا الموقع - الذي يطل مباشرة على حديقة نهر هدسون، ويقدم إطلالة على مياه النهر من دون أي عائق. وقد افتتحت الشركة المطورة للمبنى «ريليتد كومبانيز» معرضًا للمبيعات على مسافة مربعين سكنيين إلى الشرق، في رقم 50 شارع فيستري، حيث تعرض تصميم المجمع والغرف النموذجية التي صممها المهندس المعماري دانييل روموالديز، الذي تولى عمل التصميمات الداخلية لمبنى رقم 70 فيستري.
وبالنسبة إلى واجهة المبنى، فلم يستلهم المهندسون المعماريون طراز المباني ذات الارتفاعات المنخفضة المجاورة للموقع - فمكان عرض المبيعات يقع في حقيقة الأمر في مبنى من طابق واحد يعود إلى عام 1920، وكان في السابق ورشة لإصلاح السيارات - لكنهم استلهموا العنابر الأنيقة التي يعود زمن إنشائها إلى بداية القرن العشرين، والتي شاهدها السيد سيترن وفريقه وهم يتجولون في محيط المكان. وقد وصف السيد ستيرن هذه المباني في مقابلة هاتفية بأنها «صاخبة ومصقولة في آن معا».
وسيرتفع مبنى 70 فيستري، الذي ينطلق من قاعدة ارتفاعها 6 طوابق، سيرتفع 13 طابقا. وستوفر الارتدادات الجدارية شرفات لكثير من الشقق في الطوابق العليا، مما يمنحها إطلالات على نهر هدسون.
وشأن كثير من المباني التي صممتها الشركة في نيويورك، فإن واجهة مبنى 70 فيستري ستكون مغطاة بالحجر الجيري - وهو في هذه الحالة حجر بيومانيير ذي اللون العسلي المستخرج في فرنسا. أما إطارات النوافذ الفسيحة فستحتوي على ركنيات معدنية سمراء، تزينها مسامير تستدعي الماضي الصناعي لنيويورك.
سيستدير المبنى حول فناء خاص يتخلله ممشى حجري. وسيدخل السكان المبنى من الفناء بعد الوصول عبر بوابة على شارع فيستري. كما ستخلق صفحات المياه التي تنبع من أحد الجدران المطلة على الفناء هديرًا ذا مفعول مهدئ. كذلك سيعمل نظام مميكن على صف السيارات إلى طابق للركن أسفل المبنى.
السيد روموالديز، وهو عضو سابق بشركة السيد ستيرن، ومعروف بتصميمه للمنازل لصالح توري بورش وأرين لودر، قال إنه اختار أن يغطي الردهات الداخلية بقطع من البلوط الأبيض المسطح، المتداخلة مع شرائح من النحاس المصقول لخلق «أروقة مريحة».
وستتراوح مساحات الشقق الـ46 ما بين 1900 قدم مربع إلى أكثر من 7 آلاف قدم مربع، مع أسقف ترتفع أكثر من 12 قدما في بعض الوحدات. ستضم غرف المطبخ 4 مواقد: بخاري وحراري وتقليدي وسريع. كما ستكون غالبية الشقق مجهزة بجهازين لغسل الأطباق وجهازين للتنشيف. أما الحمامات القياسية المصنوعة من قطع من الرخام العاجي، فستكون لها أبواب من الزجاج غير الشفاف المغلف بإطارات من النيكل، وخزانات كبيرة للأدوية. وستبدأ الأسعار بـ6.25 مليون دولار.
وفقا لشركة «ريليتد»، فإن المبنى سيتم الانتهاء منه في بدايات العام المقبل، ومن المتوقع أن يفتتح مطلع عام 2018.
ويتطلع السيد ستيرن، صاحب الـ76 عامًا، إلى المبنى قائلا: «في فترات ما بعد الظهيرة، عندما تتماس الشمس مع النهر سيكون لديك ألوان خرافية على هذه الواجهة. سيتوهج المبنى».
وسيتقاعد المهندس المعماري الخبير عن عمادة مدرسة جامعة ييل للهندسة المعمارية - وهو منصب يشغله منذ عام 1998 - بنهاية الفترة الحالية. وقال إنه سيعود إلى التدريس في «ييل» بعد أن غاب عاما عن الحياة الأكاديمية.
وفي نفس الوقت، ورغم أنه أقسم ألا يكتب كتابا آخر عن عمارة نيويورك - حيث أنتج هو وشركاؤه 5 كتب بالفعل - فقد شرع مؤخرا في تأليف كتاب سادس، يغطي مباني المدينة منذ عام 2000، من المقرر أن ينتهي منه في 2020. وبالطبع سيظهر مبنى 70 فيستري في هذا الكتاب.
* خدمة «نيويورك تايمز»