مقتل زعيم «داعش» في الأنبار .. والقوات العراقية تواصل تطهير الفلوجة

إبطال عبوات ناسفة في العامرية

وصول القطع العسكرية إلى مشارف الفلوجة بعد تحرير مناطق في أطراف المدينة («الشرق الأوسط»)
وصول القطع العسكرية إلى مشارف الفلوجة بعد تحرير مناطق في أطراف المدينة («الشرق الأوسط»)
TT

مقتل زعيم «داعش» في الأنبار .. والقوات العراقية تواصل تطهير الفلوجة

وصول القطع العسكرية إلى مشارف الفلوجة بعد تحرير مناطق في أطراف المدينة («الشرق الأوسط»)
وصول القطع العسكرية إلى مشارف الفلوجة بعد تحرير مناطق في أطراف المدينة («الشرق الأوسط»)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقتل القيادي المسمى «أبو وهيب» قائد تنظيم داعش الإرهابي في الأنبار، حيث استهدفته غارات قوات التحالف يوم الجمعة الماضي.
يأتي ذلك، في وقت انطلقت فيه القطعات العسكرية العراقية لتحرير ناحية الكرمة شمال شرقي الفلوجة بالأنبار من سيطرة تنظيم داعش، بمشاركة قوات من الفرقة 14 بالجيش العراقي ودعم من مقاتلي عشائر الأنبار وإسناد من الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي.
وقال مصدر أمني في قيادة العمليات المشتركة في حديث لـ«الشرق الأوسط» «إن عملية تحرير ناحية الكرمة انطلقت من المحورين الشمالي والشرقي للناحية، وتستهدف إحكام الحصار على مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها (داعش) منذ أكثر من سنتين».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن القوات المشتركة انطلقت من الجهة الشمالية لمناطق ذراع دجلة باتجاه منطقة «البوخليفة»، وأما المحور الثاني فانطلقت القوات من ذراع دجلة باتجاه منطقة البوخنفر والدواية، متابعًا أن عملية تحرير الكرمة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي سيمكن القوات العراقية من سهولة الدخول إلى مدينة الفلوجة وتحريرها من قبضة التنظيم الإرهابي.
وأشار المصدر إلى أن «طيران الجيش العراقي منع وصول أي تعزيزات عسكرية لتنظيم داعش إلى منطقة العمليات بالكرمة انطلاقًا من مدينة الفلوجة، كما أن العملية العسكرية - العسكرية تستهدف الوصول إلى نهر (علي السليمان) الذي يفصل الفلوجة عن الكرمة عبر منطقة (ذراع دجلة) من الجهة الشمالية»، مشيرا إلى أن مقاومة «داعش» في المنطقة تقتصر على وجود قناصة يتم التعامل معهم بواسطة القصف من قبل طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي.
ونجحت القطاعات العسكرية في استعادة السيطرة على مناطق شاسعة تقع ما بين ناحية عامرية الفلوجة وبين مدينة الفلوجة، وكذلك تحرير منطقة الصقلاوية بالكامل، والاقتراب أكثر من الدخول إلى مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يأتي ذلك في ظل تقدم القوات العراقية المشتركة خلال العمليات المتواصلة لتطهير مدن محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش، وبمشاركة من الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب ومقاتلي العشائر، إلى جانب مساندة طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي.
وقال رئيس مجلس عشائر الأنبار، التي تقاتل تنظيم داعش، رافع عبد الكريم الفهداوي لـ«الشرق الأوسط»: «القوات العراقية المشتركة حققت وما زالت تحقق مزيدًا من التقدم في المناطق القريبة من مدينة الفلوجة، تمهيدًا لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي الذي فرض الإقامة الجبرية على أكثر من 105 آلاف شخص من أهالي المدينة، لاستخدامهم دروعًا بشرية».
من جانب آخر، نفذت القوات الأمنية عمليات تعرضية استهدفت معاقل وتجمعات تنظيم داعش في مناطق الهور ومحطة زبن الحنشل جنوب المدينة، مما أسفر عن مقتل 25 عنصرًا من التنظيم الإرهابي، بينما تمكنت من تدمير الخطوط الدفاعية التي وضعها التنظيم في مناطق الهور ومحور الهريمات ومناطق أخرى في ناحية العامرية.
وتمكنت القوات من تفكيك العبوات الناسفة والقناني المفخخة على الطرق الرئيسية والفرعية في المناطق المحررة في العامرية، ومنها منطقة الفحيلات وتقاطع السلام والبو عاصي والبو يوسف، جنوب الفلوجة. وأضاف الفهداوي: «قطاعاتنا المسلحة تمكنت من تحرير الطريق الرابط ما بين مدينة الفلوجة والحبانية، الأمر الذي سيسهل من عمليات دخول المدينة».
في المقابل، أغلق عناصر التنظيم الإرهابي جسري الفلوجة، وحشد عناصره في مداخلها، لإعاقة تقدم القوات الأمنية، في حين اقتاد المسلحون مئات المدنيين قرب الجسر من أجل استخدامهم دروعًا بشرية، ولا تزال آلاف العائلات المحاصرة داخل مدينة الفلوجة تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية، في وقت يموت فيه المئات من سكان المدينة جوعًا، وسقط أكثر من 10 آلاف آخرين جراء القصف الوحشي على الأحياء السكنية في مدينة الفلوجة المحاصرة.
وفي السياق ذاته، فتحت قيادة العمليات المشتركة والقطاعات العسكرية الموجودة على مشارف الفلوجة 3 محاور لإمكانية إخراج العوائل، وقال آمر لواء كرمة الفلوجة في قوات العشائر العقيد جمعة فزع الجميلي لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتنا معلومات استخبارية تؤكد أن قادة تنظيم داعش طلبوا من جميع عناصرهم التوجه إلى الفلوجة وترك مناطق تمركزهم في مناطق عامرية الفلوجة والفلاحات غربًا والاحتشاد في مداخل الفلوجة ومحيطها»، مؤكدًا أن «القوات الأمنية توشك على اقتحام الفلوجة من جميع المحاور بعد انهيار التنظيم خلال معارك التطهير التي كبدتهم خسائر فادحة».
وأضاف الجميلي أن قوات من الجيش العراقي ومقاتلي العشائر في الأنبار توجد في أطراف الفلوجة بانتظار إعلان ساعة الصفر للدخول للمدينة.
وتبدو مدينة الفلوجة حاليًا شبه معزولة عن مناطق سيطرة التنظيم، ويعتقد أن «داعش» يواجه تحديات كبرى لإيصال الإمدادات إلى مسلحيه داخل المدينة.
وبدأ التنظيم يخشى من رغبة السكان في التعاون مع الحكومة، حيث أعدم حديثًا 6 أشخاص بتهمة التجسس لصالح الحكومة.
وفي سياق متصل أكدت قيادة عمليات الأنبار، مقتل القيادي في تنظيم داعش شاكر وهيب بقصف جوي في مدينة الرطبة غرب الأنبار.
وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي لـ«الشرق الأوسط» إن القصف الجوي استهدف عجلة يستقلها الإرهابي شاكر وهيب، أحد قادة تنظيم داعش في مدينة الرطبة (310 كيلومترات غرب الرمادي). وأضاف المحلاوي أن القصف أسفر أيضًا عن مقتل عدد من مرافقيه وتدمير العجلة، لافتًا إلى أن «مساجد مدينة الرطبة التي يسيطر عليها التنظيم أعلنت خبر مقتله».
يذكر أن المسؤولين والقادة الأمنيين أعلنوا في أوقات سابقة عن إصابة القيادي في تنظيم «داعش» شاكر وهيب، خلال ضربات جوية استهدفت مقرات التنظيم بمحافظة الأنبار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.