قطاع طرق يجوبون شوارع صنعاء ومسؤول أمني يعدها نهاية سقوط الانقلاب

تسجيل محاولات اختطاف فتيات.. ومسلحون بزي عسكري لنهب المواطنين

عدد من الأطفال اليمنيين في مخيم مؤقت في منطقة نهم غرب مدينة مأرب للنازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الانقلاب الحوثي والقتال الدائر في البلاد (أ.ف.ب)
عدد من الأطفال اليمنيين في مخيم مؤقت في منطقة نهم غرب مدينة مأرب للنازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الانقلاب الحوثي والقتال الدائر في البلاد (أ.ف.ب)
TT

قطاع طرق يجوبون شوارع صنعاء ومسؤول أمني يعدها نهاية سقوط الانقلاب

عدد من الأطفال اليمنيين في مخيم مؤقت في منطقة نهم غرب مدينة مأرب للنازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الانقلاب الحوثي والقتال الدائر في البلاد (أ.ف.ب)
عدد من الأطفال اليمنيين في مخيم مؤقت في منطقة نهم غرب مدينة مأرب للنازحين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الانقلاب الحوثي والقتال الدائر في البلاد (أ.ف.ب)

قال اللواء محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية إن الميليشيات الانقلابية تعيش آخر أيامها بالعاصمة صنعاء والمدن التي لا تزال تحت سيطرتها، وذكر أن الانقلابيين يفقدون السيطرة على الأمن بعد ازدياد معدلات الجريمة وانتشار العصابات الإجرامية في عدد من شوارع صنعاء.
وأكد سكان بالعاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» انتشار مسلحين بزي عسكري في أوقات متأخرة من الليل يقومون بعمليات نهب للمواطنين في عدد من الشوارع، إضافة إلى تسجيل ثلاث محاولة اختطاف لفتيات من وسط العاصمة من قبل مسلحين خلال أسبوع واحد، وأوضحت شهادة السكان أن مسلحين يلبسون زيا عسكريا، حاولوا اختطاف فتاتين من وسط شارع الستين الشمالي، لكن وجود الناس أفشل العملية، فيما ذكر أحد المواطنين بأن مسلحين بزي الأمن حاولوا اختطاف زوجته التي قاومت المختطفين وتمكنت من الإفلات منهم.
ويعيش سكان العاصمة صنعاء البالغ عددهم 3 ملايين نسمة تقريبا، تحت حكم ميليشيات الحوثي وصالح منذ أكثر من عام ونصف، وتدير ما تسمى اللجنة الثورية الطوق الأمني لصنعاء، وجندت أكثر من 20 ألف مسلح من أتباعها وضمتهم إلى الوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، بينهم متهمون بجرائم جنائية وعمليات تقطع.
وإلى جانب الحالة الأمنية التي تعيشها صنعاء، فإن الوضع المعيشي للسكان ينهار بشكل تدريجي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية اليومية للمواطنين، إضافة إلى توقف الكهرباء بشكل نهائي منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية، وهو ما أجبر الكثير من السكان للعودة للريف والبحث عن مكان آمن للعيش فيه.
وأوضح اللواء محسن خصروف لـ«الشرق الأوسط» أن تصاعد مظاهر السقوط لحكم الميليشيا يتمثل في انتشار العصابات بسبب غياب الوحدات العسكرية والأمنية التابعة للدولة، وأصبح الأمر بيد ميليشيات لا تحتكم للقانون ولا للدولة.
ولفت إلى أن أغلب من يمارس عمليات قطع الطريق ونهب المارة هم ممن لديهم سوابق جنائية، حيث قامت الميليشيات بتجنيد كثير من اللصوص وقطاع الطرق والفاسدين وعينتهم فيما يسمى اللجنة الثورية، بعضهم اشتهر بعملياته الإجرامية في طريق صنعاء الحديدة، والبعض منهم كانوا ضباطا فاسدين بالجيش والأمن من الموالين لصالح وهم حاليا من يديرون العملية الأمنية في داخل صنعاء. واعتبر خصروف هذه المظاهر بأنها تعجل بسقوط الانقلابيين، كما أنه يحصل مع أي نظام فاشي بدول العالم، لأن القوة الغاشمة والحكم بالسلاح والنار، لا يستمر، داعيا المواطنين في صنعاء إلى الدفاع عن أنفسهم وبيوتهم وأعراضهم من هذه الميليشيات التي نشرت الدمار والخراب بكل منطقة تسيطر عليها، وانتهكت الحرمات والقيم التي اشتهر بها الشعب اليمني على مر العصور.
إلى ذلك أعلنت قيادة أركان الجيش الوطني والسلطة المحلية بمحافظة صنعاء أنها اتخذت إجراءات عاجلة لإصلاح شبكة أبراج الطاقة الكهربائية التي تمتد من محافظة مأرب إلى العاصمة صنعاء، والتي توقفت بسبب استهداف المتمردين للمنظومة الوطنية للكهرباء، والتي تغذيها محافظة مأرب عبر المحطة الغازية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».