سوريون يحتجون على التعاطي المصري مع مجازر حلب

شكروا الإعلام السعودي على مهنيته ومسؤوليته حيال الملف السوري

شعار «حلب تحترق» الذي تصدر بروفايلات عدد كبير من حسابات السوريين
شعار «حلب تحترق» الذي تصدر بروفايلات عدد كبير من حسابات السوريين
TT

سوريون يحتجون على التعاطي المصري مع مجازر حلب

شعار «حلب تحترق» الذي تصدر بروفايلات عدد كبير من حسابات السوريين
شعار «حلب تحترق» الذي تصدر بروفايلات عدد كبير من حسابات السوريين

واصل عدد من الإعلاميين المصريين استفزازهم لمشاعر السوريين عبر تناول معاناتهم الدامية بسخرية وإسفاف تجاوز حدود أدبيات الإعلام، وانحدر إلى درك التشفي بما يحصل في سوريا، وهو الحد الذي وصله الكوميدي المصري أحمد آدم في برنامجه «بني آدم شو» عبر شاشة «الحياة» المصرية، وقوله إن «ما يروج في الإعلام عن المجازر والقصف في حلب تمثيل وأكاذيب»، وإن بشار الأسد إذا ترك الحكم، فإن إسرائيل ستحتل دمشق في ثلاث دقائق»!
وجاءت سخرية أحمد آدم بعد سلسلة من التعليقات لإعلاميين مصريين معروفين، أعربوا فيها عن دعم واضح للنظام السوري الذي يشن حربًا طاحنة على شعبه، بدعم ومشاركة من روسيا وإيران وميلشيات شيعية إيرانية ولبنانية وعراقية. من هؤلاء الإعلاميين مصطفى بكري وتوفيق عكاشة وأماني الخياط وريهام سعيد، وغيرهم ممن يقولون بأن ما يجري في سوريا ليس نتيجة ثورة الشعب على النظام الديكتاتوري الدموي وإنما مؤامرة دولية والحرب الجارية هي بين أطراف دولية، حيث قالت الإعلامية أماني الخياط في برنامجها الصباحي «هنا القاهرة» إن خروج بشار الأسد من البلاد يعني خرابه.
واستنكر السوريون هذا التعاطي الإعلامي مع مأساتهم التي باتت توصف بأنها مأساة العصر، وأصدر أكثر من 200 سوري (كتّاب وإعلاميين وصحافيين وفنانين وأطباء ومهندسين)، بيانًا أعلنوا فيه استياءهم الشديد، وإدانتهم لما أسموه «حملة التزوير والتضليل الممنهج، التي مارسها الإعلام المصري في تغطية مجازر حلب الأخيرة، بأبشع صور الافتراء والادعاءات الكاذبة، مرة عبر القول إن صور المجازر قديمة، وأخرى عبر الادعاء أن المجازر حدثت في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وثالثة عبر فبركة روايات سخيفة تنم عن جهل مطبق بالأحداث الجارية، متجاهلين أخبارًا وصورًا تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، والبيانات الرسمية الدولية التي أدانت القصف.
وأضاف البيان الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إننا ندين بأشد العبارات هذا التهريج والجهل الفاضح الذي تمارسه آلة الإعلام المصري، في الوقت الذي تدمر طائرات الأسد وروسيا واحدة من أعرق حواضر الشرق، وفي الوقت الذي ينتشل السوريون جثث أبنائهم أشلاء من تحت أنقاض بيوتهم وأحيائهم المدمرة». وعبر الموقعون على البيان عن استغرابهم مما وصفوه بـ«العداء الإعلامي»، في الوقت الذي «زعمت فيه مصر من قبل، أن وجهة نظرها حيال الملف السوري متطابقة مع وجهة النظر السعودية».
وبهذه المناسبة قدم السوريون الموقعون على البيان شكرهم للإعلام السعودي «لتغطيته جرائم الأسد بمهنية وإحساس بالمسؤولية الصحافية، بعيدًا عن الهذر والجهل والإسفاف المهني الذي بلغه الإعلام المسف في التشفي بآلام السوريين، واختصار الدولة والوطن وسوريا كلها ببقاء مجرم الحرب بشار الأسد، والولاء لهذا الوريث الذي ورث الحكم عن أبيه في نظام جمهوري، جاء فيه الأب إلى الحكم بانقلاب عسكري».
وجاء هذا البيان بعد حملة أطلقها ناشطون سوريون على موقع «تويتر» شارك فيها شباب من مصر عبر هاشتاغ «حلب تحترق» ورفعوا رايات حمراء كناية عن الدماء التي تسفك فيها، واكبت تلك الحملة دعوات شبابية مصرية لمناصرة ضحايا حلب، ومقاطعة موقع «فيسبوك» احتجاجًا، وخروج مظاهرات في جامعة القاهرة ندّدت باستهداف المدنيين، رفع خلالها الشباب اللافتات الحمراء وصلوا صلاة الغائب على شهداء المدينة.
ونجحت تلك الحملات في لفت انتباه العالم إلى ما يجري من فظائع بحق المدنيين، وبحق حلب عاصمة سوريا الاقتصادية. والتي قتل فيها خلال أقل من أسبوعين من الغارات الجوية المكثفة أكثر من 285 مدنيًا بينهم نحو 57 طفلا.
ومن الموقعين رجال أعمال وسياسيون وحقوقيون وفنانون وكتاب وصحافيون سوريون معروفون في الوسط الإعلامي والفني، وأطباء ومهندسون ونشطاء مدنيون، بينهم الممثلة السورية مي سكاف والممثل نوار بلبل والمسرحي عماد حورية والمخرج نبيل الخطيب ومغنية الأوبرا لبانة قنطار، ومن الفنانين التشكيليين عبد القادر عبد اللي وأرشفين ميكائيل ومريام سالمة ولينا المحاميد.



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.