حزمة إجراءات أردنية لتحفيز القطاعات الاقتصادية

المنشآت الصغيرة والمتوسطة تمثل 98 % من الإجمالي الصناعي

حزمة إجراءات أردنية لتحفيز القطاعات الاقتصادية
TT

حزمة إجراءات أردنية لتحفيز القطاعات الاقتصادية

حزمة إجراءات أردنية لتحفيز القطاعات الاقتصادية

قالت وزيرة الصناعة والتجارة الأردنية مها علي إن حكومة بلادها اتخذت حزمة من الإجراءات لتحفيز كثير من القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها القطاع الصناعي، وتشمل الإجراءات حصر المشتريات الحكومية بالصناعة الوطنية وتمديد إعفاء أرباح الصادرات حتى نهاية عام 2018، وكذلك الإعفاءات الضريبية للاستثمارات المختلفة، وخصوصًا في المناطق الأقل نموًا، إلى جانب عدد آخر من الإجراءات.
وأوضحت خلال مؤتمر صحافي عقدته غرفة صناعة الأردن أمس الأحد للإعلان عن فعاليات المؤتمر الإقليمي الثاني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بعنوان «الحوار بين القطاعين العام والخاص.. تمكين المنشآت الصغيرة»، أن «الحكومة ركزت في سياستها وبرامج عملها على التواصل مع مختلف القطاعات الاقتصادية، وإدامة الحوار بهدف متابعة التطورات الاقتصادية أولاً بأول، ومناقشة التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني بمكوناته المختلفة».
وقالت الوزيرة إن القطاع الصناعي يلعب دورًا مهمًا في العجلة الاقتصادية، من حيث مساهمته الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي، وبما نسبته 24 في المائة، إلى جانب توفير فرص العمل وزيادة الصادرات وتنشيط القطاعات الأخرى.
وبينت أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تستأثر باهتمام كبير من قبل الحكومة، كونها تشكل غالبية المنشآت الاقتصادية. إذ إن هناك كثيرًا من البرامج الموجهة لدعمها وتحفيز الريادة، التي تنفذ من خلال عدد من المؤسسات الحكومية، كالمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، التي قدمت دعمًا لنحو 1000 منشأة اقتصادية من خلال منح ودعم فني من خلال الاتحاد الأوروبي بقيمة 55 مليون يورو (نحو 62.73 مليون دولار)، وذلك خلال الفترة من 2009 إلى 2015، إضافة إلى البرامج التي يطبقها صندوق التنمية والتشغيل.
وأشارت الوزيرة إلى قيام البنك المركزي الأردني بإطلاق برنامج ضمان قروض المشاريع الصغيرة الناشئة بمبلغ 35 مليون دينار (ما يعادل 50 مليون دولار)، وبرنامج كفالة تمويل المشاريع الصغيرة الناشئة تحت إدارة الشركة الأردنية لضمان القروض. موضحة أنه يجري العمل أيضًا على إنشاء مرصد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، سيسهم في تعزيز الجهود الرامية لوضع سياسات تستهدف تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأعربت وزيرة الصناعة عن أملها في أن يخرج المؤتمر الإقليمي الثاني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بتوصيات تسهم في تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية وتمكينها من النمو، وزيادة حجم أعمالها وفرص العمل التي توفرها.
وتمثل المنشآت الصغيرة والمتوسطة نحو 98 في المائة من حجم المنشآت الصناعية بالمملكة الأردنية، والبالغة 18 ألف منشأة، وفرت نحو 250 ألف فرصة عمل.
ويتمحور المؤتمر، الذي تنظمه غرفة صناعة الأردن بالشراكة مع اتحاد الصناعات الدنماركية، في 23 من شهر مايو (أيار) الحالي، حول كيفية توظيف الغرف ومنظمات الأعمال للحوار بين القطاعين كأداة لتحسين بيئة الأعمال، من خلال العمل على تحليل أبرز محاورها، المتمثلة بالوصول إلى مصادر التمويل والبنية التحتية والإبداع والابتكار والريادة وخصائص الأسواق وتسليط الضوء على سمات المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ويهدف المؤتمر إلى تزويد القطاع الخاص بالأدوات وأفضل الممارسات، لتمكينه من إنشاء وتيسير وترويج الحوار مع القطاع العام. كما سيقدم طروحات تتمثل بتعريف وتحديد كيفية إنشاء الحوار المنشود، الذي من شأنه رفع مستوى البيئة المنظمة للأعمال للخروج بأدوات غير تقليدية لتحفيز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
بدوره، أوضح رئيس غرفة صناعة الأردن، عدنان أبو الراغب، أن المؤتمر يهدف إلى تفعيل الحوار بين القطاعين العام والخاص بما ينعكس إيجابًا على تنمية الاقتصاد الوطني وتحفيز بيئة العمل وإيجاد فرص عمل.
وقال أبو الراغب إن الغرفة تسعى من خلال عقدها للمؤتمر لإيجاد منبر للحوار حول الدور الهام الذي يجب على غرف الصناعة والتجارة ومنظمات الأعمال أن تلعبه كمحور رئيسي، لتسهيل دعم نمو وازدهار المنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي أثبتت قدرتها على قيادة النمو والتغيير والاستقرار الاقتصادي.
وحسب مدير عام غرفة صناعة الأردن ماهر المحروق، يهدف المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين إلى تسليط الضوء على قدرات المنشآت الصغيرة والمتوسطة ومساهمتها المنتظرة في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإبراز أهمية وجود بيئة أعمال محفزة من أجل تمكين هذه المنشآت.
وأشار المحروق إلى أن المؤتمر يهدف كذلك إلى إبراز أهمية الحوار بين القطاعين العام والخاص ضمن السياق الإقليمي الحالي، مع التركيز على كيفية مساهمته بتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وإطلاق قدراتها وتعزيز الحوار بين الغرف ومنظمات الأعمال مع أعضائهم، بهدف ضمان تمثيل أفضل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في تلك المنظمات.
وبين المحروق أن المؤتمر يهدف كذلك إلى توضيح دور غرف الصناعة ومنظمات الأعمال في إنشاء واستدامة حوار فعال بين القطاعين العام والخاص، بوصفه أداة لتحسين بيئة الأعمال، وطرح آليات عملية يمكن للغرف ومنظمات الأعمال تبنيها من أجل إنشاء وتيسير حوار فعال بين القطاعين.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».