رئيس وزراء كندا يعلق على الحرائق بمزحة ويعد ببذل الجهود للمساعدة

إجلاء 88 ألفًا من سكان بلدة فورت ماكموري النفطية بعد أن التهمتها النيران

رئيس وزراء كندا يعلق على الحرائق بمزحة ويعد ببذل الجهود للمساعدة
TT

رئيس وزراء كندا يعلق على الحرائق بمزحة ويعد ببذل الجهود للمساعدة

رئيس وزراء كندا يعلق على الحرائق بمزحة ويعد ببذل الجهود للمساعدة

أدلى رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو بمزحة في أول تصريحات له بعد حريق غابات هائل في منطقة فورت ماكموري النفطية في مقاطعة ألبرتا، لكنه تبنى نبرة أكثر جدية أمس الخميس، ووعد بأن أوتاوا ستبذل كل ما في وسعها للمساعدة.
وفي مواجهة أول كارثة طبيعية كبيرة منذ صعود الليبراليين للسلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال ترودو لمجلس العموم إنّ فورت ماكموري تبدو مثل «ركن من العالم مزقته الحرب وليس جزءًا من أرضنا».
وخلال الأيام القليلة الماضية التهمت النيران بلدة فورت ماكموري النفطية الأمر الذي أدى لإجلاء 88 ألفًا من السكان.
وبدا ترودو المعروف بتعاطفه وقدرته على التواصل مع الناس، مسترخيًا بشكل أعطى انطباعًا سلبيًا قبل أن يتضح حجم المأساة.
وعندما تحدث خلال اجتماع للنواب الليبراليين في هذا اليوم، بدأ كلامه بمزحة عن سلسلة أفلام (ستار وورز - حرب النجوم) قبل أن ينتقل للحديث عن الحرائق.
وكتب أحد المستخدمين على «تويتر» مبديًا استياءه: «رئيس الوزراء ترودو يجعلني لا أريد أن أقول عن نفسي إنني كندي. إطلاق نكات عن ستار وورز في الوقت الذي فقدنا فيه واحدة من أهم بلدات ألبرتا».
وخلال انتخابات العام الماضي صور حزب المحافظين الذي كان يحكم آنذاك ترودو بأنه يخوض تجربة أكبر من قدراته.
وتحدث ترودو للمشرعين أمس، لكن المتحدث باسمه كاميرون أحمد، رفض التلميح بأن رئيس الوزراء يجد صعوبة في متابعة الأحداث، مستشهدًا بسرعة تطورها في الكارثة. وقال: «الوضع كله يتطور بسرعة كبيرة»، مضيفًا أنّ ترودو ليس لديه خطط لزيارة المنطقة على الفور لأنه لا يريد تشتيت الانتباه عن الجهود المبذولة.
والتهمت النيران الخارجة عن السيطرة أحياء بأكملها في فورت ماكموري، وهي مركز لموارد الطاقة في كندا، وحذر المسؤولون من أن انتشار الحرائق حاليًا يهدد موقعين للرمال النفطية جنوبي البلدة.
وأدت الحرائق إلى خفض الإنتاج النفطي كإجراء احترازي أو إغلاق عشرات المنشآت الرئيسية، ممّا قلص فائض النفط العالمي ورفع أسعار النفط هذا الأسبوع.
وقالت راشيل نوتلي رئيسة وزراء ألبرتا في إفادة صحافية في وقت متأخر أمس، إنّ «الضرر الذي لحق بمجتمع فورت ماكموري هائل والمدينة ليست آمنة لسكانها». وأضافت: «ببساطة هو أمر غير ممكن (عودة السكان). كما أن تقدير الوقت الذي سيتمكن خلاله السكان من العودة هو تصرف غير مسؤول. ما نعرفه أنها لن تكون مسألة أيام».
وما زال رجال الإطفاء يكافحون لإخماد النيران وحماية المنازل والشركات وغيرها من الممتلكات بعد ثلاثة أيام من توجيه أوامر لسكان فورت ماكموري بإخلاء منازلهم.
ودمر أكثر من 1600 مبنى بينها مئات المنازل بحلول صباح الأربعاء. ورفض المسؤولون أمس، تقدير حجم الخسائر. فيما لم يسفر الحريق نفسه عن وقوع ضحايا، لكن وردت تقارير عن وفاة أشخاص في حادث سير مروع على الطريق المخصص لإجلاء السكان.
وعلى الرغم من أن أسباب الحريق ما زالت مجهولة، إلا أن المسؤولين يقولون إنّ الأعشاب الصغيرة الجافة والرطوبة المنخفضة والرياح والحرارة، حالت دون تمكن طواقم الإطفاء من احتواء الحريق الهائل.
واتسعت دائرة الحريق الذي اندلع يوم الأحد الماضي، إلى 10 أمثالها خلال يومين، إذ كانت تغطي 18500 فدان جنوب فورت ماكموري يوم الأربعاء، لتصبح نحو 210 آلاف فدان يوم أمس الخميس.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».