النزاع في العالم أسفر عن167 ألف ضحية ثلثهم في سوريا

أفغانستان تشهد أكبر زيادة في عدد قتلى النزاعات عام 2015

النزاع في العالم أسفر عن167 ألف ضحية ثلثهم في سوريا
TT

النزاع في العالم أسفر عن167 ألف ضحية ثلثهم في سوريا

النزاع في العالم أسفر عن167 ألف ضحية ثلثهم في سوريا

أدى النزاع في افغانستان إلى مقتل حوالى 15 الف شخص العام الماضي، أي ضعف حصيلة 2014، ما يعكس أكبر ارتفاع في عدد ضحايا نزاع مسلح في العالم خلال العام 2015، حسب تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وقال جون شيبمان مدير المعهد لدى عرضه التقرير بشأن النزاعات المسلحة في العالم اليوم (الخميس)، في العاصمة البريطانية لندن، إنّ "النزاع في افغانستان سجل أكبر زيادة في عدد الضحايا الذي وصل إلى 15 الفا" بالمقارنة مع 7500 قتيل عام 2014. وأضاف "قبل سنتين كان هذا العدد 3500، ما يشير إلى تدهور الوضع الأمني منذ أن باشرت القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي في هذا البلد انسحابها بشكل فعلي".
من جهته، قال ينس فاردينير المحلل في المعهد إنّ "هذه الزيادة المقلقة في عدد القتلى في افغانستان مردها في جزئها الاكبر إلى انسحاب القوات الغربية" وقد تلاه "هجوم شديد لطالبان في جميع انحاء البلاد تقريبا وطوال السنة"، مشيرًا إلى أنّه غير متفائل كثيرًا بشأن تطور الوضع هذه السنة.
وانهت قوات ايساف الاطلسية مهمتها القتالية في افغانستان في ديسمبر (كانون الاول) 2014، ولم تبق في هذا البلد سوى 12500 جندي اجنبي غالبيتهم من الاميركيين، مهمتهم تدريب القوات الافغانية التي باتت وحيدة في خط المواجهة مع متمردي طالبان.
أمّا بالنسبة لحصيلة النزاعات في العالم اجمع، فقد أسفرت عن مقتل 167 الف شخص عام 2015، ثلثهم في سوريا (55 الفا مقابل 70 الفا عام 2014)، حسب ارقام المعهد. وتمثل ست مناطق نزاعات هي سوريا والعراق والمكسيك وأميركا الوسطى وافغانستان ونيجيريا معًا، 80% من عدد الضحايا الاجمالي.
أمّا عدد اللاجئين والنازحين داخل بلادهم، فارتفع من 33 مليونا عام 2013 إلى 43 مليونا عام 2014، ليصل إلى 46 مليونا في منتصف 2015، حسب المعهد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.