زعيم حزب العمال البريطاني يتخلى عن صداقته لـ«حزب الله» و«حماس»

بالتزامن مع الصراع مع حزب المحافظين على رئاسة بلدية لندن

زعيم حزب العمال البريطاني يتخلى عن صداقته لـ«حزب الله» و«حماس»
TT

زعيم حزب العمال البريطاني يتخلى عن صداقته لـ«حزب الله» و«حماس»

زعيم حزب العمال البريطاني يتخلى عن صداقته لـ«حزب الله» و«حماس»

تخلى زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين عن وصفه سابقا لحركة حماس وحزب الله بالأصدقاء، وذلك بعد الهجوم العنيف الذي شنه رئيس الوزراء، زعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، في مجلس العموم البريطاني، في ظل التوتر بين الحزبين على خلفية الانتخابات المحلية والبلدية الساخنة التي تجري اليوم.
وهاجم كاميرون كوربين ومرشح حزبه لرئاسة بلدية لندن، صادق خان، واتهمهما بالتعاطف مع «المتطرفين الإسلاميين»، مستشهدا بتصريحات سابقة لزعيم حزب العمال اعتبر فيها أن حركة حماس وحزب الله «أصدقاء»، ووصف الحزب بأنه «يضع المتشددين قبل الكادحين».
وطلب كاميرون من كوربين «الوقوف والتأكيد على أنهما ليسوا أصدقاءه».
ورد كوربين: «بالطبع، أي شخص يرتكب أعمالا عنصرية، أو معاد للسامية، فإنه ليس صديقا لي. إنني واضح تماما في هذا الشأن»، وفق ما أوردته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وأضاف زعيم حزب العمال أن ما ذكره ديفيد كاميرون كان مقصودا به الترويج لعملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا «إنني لا أؤيد مطلقا هذه المنظمات».
وعاد كوربين للصراع على رئاسة بلدية لندن، متهما حملة مرشح حزب المحافظين، زاك غولدسميث، ب«التشويه الممنهج» لمرشح العمال صادق خان.
وتأتي المشادات بين كوربين وكاميرون بالتزامن مع تعليق عضوية عضوين آخرين في حزب العمال، بعد ثلاثة علقت عضويتهم، الاثنين الماضي.
ويقول البعض في حزب العمال إنهم يتهمون بمعاداة السامية لمجرد التعبير عن انتقادات مشروعة لإسرائيل. وقالت شخصيات بارزة إن التمييز يقتصر على فئة محدودة، ويستخدم لتشويه سمعة زعيم الحزب جيريمي كوربين.
وانتُخب كوربين، عضو مجلس العموم البريطاني منذ العام 1983، زعيما لحزب العمال في 12 سبتمبر (أيلول) 2015، بعد استقالة إد ميليباند، على خلفية خسارة حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية، ليكون زعيم المعارضة داخل مجلس العموم، ويعرّف توجه السياسي بأنه «ديمقراطي اشتراكي».
ويُعرف كوربين بآرائه المثيرة للجدل غالبا، ومن أبرزها رفضه قتل محمد إموازي، المعروف باسم «جون الجهادي»، في غارة جوية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث صرح حينها إنه «كان من الأفضل أن تتم محاكمة جون في محكمة، بدلا من قتله في شوارع سوريا».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».