ليبيا: الجيش يتوعد «داعش» ويعلن استعداده لخوض معارك تحرير سرت

دعوات لوزراء السراج للاعتذار عن عدم المشاركة في حكومته الجديدة

ليبيا: الجيش يتوعد «داعش»  ويعلن استعداده لخوض معارك تحرير سرت
TT

ليبيا: الجيش يتوعد «داعش» ويعلن استعداده لخوض معارك تحرير سرت

ليبيا: الجيش يتوعد «داعش»  ويعلن استعداده لخوض معارك تحرير سرت

أكد الجيش الليبي رسميا أن قواته التي تحتشد على مقربة من مدينة سرت الساحلية لتحريرها من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ العام الماضي، ستطارد عناصر هذا التنظيم المتطرف حتى يتم طردها نهائيا خارج البلاد.
ونفى العقيد أحمد المسماري (بشاير)، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الموالي للسلطات الشرعية، أن تكون لدى قوات الجيش بقيادة الفريق أول خليفة حفتر، أي أجندة سياسية للسيطرة على مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، هو الأول من نوعه منذ عودته لمنصبه: «ليس صحيحا أن الجيش الليبي سيقترب من حقول النفط، ليست لنا علاقة بالسياسة، علاقتنا هي بالسلاح». وتابع: «سنهزم هذا التنظيم، ولن نكتفي بذلك، بل سنطرده إلى خارج ليبيا، ونعيده مجددا إلى الدول التي تدعمه وتموله معنويا ولوجيستيا». وقال بشاير: «نتوقع أن يتم انتقال تنظيم داعش من سرت بعد تحريرها إلى المنطقة الجنوبية الغربية خصوصا مدينة صبراتة القريبة من الحدود البرية المشتركة بين ليبيا وتونس».
ولفت إلى أن قوات الجيش التي تستعد لتحرير سرت لم تشارك في معارك بنغازي ضد المتطرفين، موضحا أن هذه القوات لم تكن منفصلة عن بقية قوات الجيش لكن قياداتها شاركت في هذه المعارك. وأوضح أن قوات الجيش تتشكل من كل المدن وليست من مدينة واحدة، مشددا على أن هذه القوات ليست لديها أي أجندة سياسية سوى حماية الوطن.
وانتقد بشاير تصريحات رئس بعثة الأمم المتحدة مارتن كوبلر بشأن طلبه فتح ممرات آمنة أمام المتطرفين الذين يخوضون معارك عنيفة ضد قوات الجيش في بنغازي، وأضاف: «الممر الآمن الذي يرضاه الشعب الليبي هو أن يسلم المتطرفون أنفسهم أو نقضى عليهم». وتوقع بشاير أن يعلن خلال الأسبوع المقبل عن تحرير مدينة بنغازي بشكل كامل ونهائي وسيطرة قوات الجيش عليها سيطرة كاملة.
وكانت قوات الجيش الليبي قد تصدت لهجوم شنته ميليشيات «فجر ليبيا» في محاولة لاقتحام منطقة «زلة»، على الرغم من مشاركة طائرات حربية من مصراتة للمرة الأولى في قصف قوات الجيش.
وقال المتحدث باسم «غرفة عمليات تحرير سرت» بالجيش الليبي، إن قوات الجيش تتوافد على المنطقة وستكون خلال أيام بكامل جاهزيتها لإعلان بدء العملية العسكرية التي ستكون حاسمة للقضاء على الإرهاب في مدينة سرت.
لكن رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، مارتن كوبلر، قال في المقابل إن ليبيا تحتاج فقط لدولة موحدة وجيش يمكنهما محاربة تنظيم داعش، عادًا في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع «تويتر» أن المجتمع الدولي على استعداد لأن يكون شريكا مع الشعب الليبي، معربا عن أسفه بشأن مقتل أطفال جراء انفجار لغم أرضي في مدينة بنغازي.
إلى ذلك، أعلن نحو 30 من نواب أقاليم برقة بمجلس النواب الليبي في مذكرة رسمية إلى رئيسه المستشار عقيلة صالح عيسى، عن تخليهم عن ترشيح فتحي المجبري المرشح لشغل منصب نائب السراج، بينما دعت كتلة «السيادة الوطنية» الوزراء المقترحين في حكومة الوفاق للاعتذار عن عدم المشاركة فيما وصفتها بأنها «حكومة الوصاية» التي رفضها الشعب الليبي.
وكان مجلس النواب قد بحث أول من أمس بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، إمكانية نقل جلسته إلى مدينة بنغازي، بالإضافة إلى آلية الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن «سفينة جديدة من المساعدات الإيطالية التي طُلبت من قبل حكومة السراج، كان يفترض أن تكون قد وصلت أمس إلى العاصمة الليبية طرابلس»، قبل تخصيصها لمستشفيات بنغازي في شرق البلاد.
وقال جينتيلوني في حديث نشرته صحيفة «لا ريبوبليكا»: «على الرغم من أن الطريق ضيق وشاق ومليء بالمخاطر والصعوبات، فإننا سنمضي قدما.. وقد فتحنا مع شركائنا الليبيين طريقا نريد أن نسلكه معا من خلال فكرتين أساسيتين».
وبعدما شدد على وجوب أن تبقى ليبيا متحدة، والتصدي للقوى النابذة بكل أنواعها، عدّ أن الهدف هو تحقيق الاستقرار في المنطقة تدريجيا، والحل التدريجي للمشكلات القانونية من ناحية فرض السلطة لسيطرتها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».