لبنان: السفير الروسي يؤكد أن بوتين ولافروف يسعيان لتطوير الحوار مع الحريري

رئيسا «المستقبل» و«القوات اللبنانية»: حرب الإبادة على حلب قمّة الإرهاب

لبنان: السفير الروسي يؤكد أن بوتين ولافروف يسعيان لتطوير الحوار مع الحريري
TT

لبنان: السفير الروسي يؤكد أن بوتين ولافروف يسعيان لتطوير الحوار مع الحريري

لبنان: السفير الروسي يؤكد أن بوتين ولافروف يسعيان لتطوير الحوار مع الحريري

أخذت المجازر التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه في حلب، الحيّز الأهم من اللقاءات التي أجراها رئيس حكومة لبنان الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري مع زواره، في حين أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف يسعيان لتطوير الحوار مع الحريري.
واستقبل الحريري زاسبيكين، الذي قال: «لقاؤنا هو في إطار التواصل المستمر بين الرئيس الحريري والقيادة الروسية، وقد تمت مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأنا أكدت باسم الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين والوزير (الخارجية) سيرغي لافروف سعيهما إلى تطوير الحوار مع الرئيس الحريري، من أجل مصلحة تعزيز العلاقات اللبنانية الروسية». وحول المسعى الروسي لإتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان، قال زاسبيكين: «هذا المسعى مستمر طوال الفترة الأخيرة، ونحن في اتصالاتنا مع جميع الأطراف المعنية، ونقوم بجهود بناءة لمصلحة الشعب اللبناني، ونتمنى أن تتطور الجهود المشتركة في هذا الإطار».
في غضون ذلك، استرعت أزمة حلب مواقف حاسمة من طرف الحريري وزواره، خصوصًا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث أدان الطرفان «حرب الإبادة التي يشنّها النظام السوري على مدينة حلب الشهيدة»، واعتبرا أن «ما تشهده المدينة يشكّل قمة الإرهاب». كما تطرق الحريري خلال لقاءاته إلى مسألة الشغور الرئاسي في لبنان والانتخابات البلدية.
وأعلن المكتب الإعلامي للحريري في بيان، أن الأخير استقبل جعجع في دارته في بيت الوسط، وقال: «تطرق اللقاء إلى مشكلة الفراغ في رئاسة الجمهورية وتداعياتها السلبية على مختلف الصعد السياسية، الاقتصادية والاجتماعية وعلى مناعة لبنان في مواجهة العواصف المحيطة، كما تم البحث في سبل تفعيل تحالف (14 آذار) بصفته مكان التقاء القوى السيادية والاستقلالية المؤمنة بمشروع الدولة».
أضاف البيان: «في الشأن الإقليمي، دان الرئيس الحريري والدكتور جعجع حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد على المدنيين في حلب، واعتبرا أن ما تشهده هذه المدينة الشهيدة هو قمة الإرهاب»، لافتًا إلى أن الاجتماع «كان مناسبة للتأكيد على التحالف بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل في الانتخابات البلدية في بيروت، والاتفاق على التنسيق بينهما في سائر المناطق».
من جهته، رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب محمد كبارة في بيان، أن «الاعتداء الذي تتعرض له مدينة حلب الصامدة، يعدّ نسخة طبق الأصل عما نفذه جيش الاحتلال الصهيوني بحق عاصمتنا بيروت في عام 1982، من حصار، وقتل، وتدمير ثم احتلال، في ظل صمت عربي ودولي مريب».
وقال كبارة: «يؤدي سلاح الجو الروسي في حلب الدور الذي نفذته طائرات المجرم شارون ضد بيروت، ويؤدي تحالف كتائب الأسد وقوات إيران وميليشيات حزب السلاح (حزب الله) على أرض حلب دور إسرائيل على أرض لبنان، والصمت العربي والدولي المريب الذي شهدناه حيال بيروت نشهده اليوم مكررا حيال حلب». ولفت إلى أنه «في 10 أيام من القصف الجوي تم تدمير المستشفيات التي تعالج أهالي حلب بمساعدة من منظمة (أطباء بلا حدود) ومنظمات دولية أخرى، وتم تدمير أحياء المدينة، بحيث لم يعد يجد السكان منفذا للهرب»، مؤكدًا أن «حلب محاصرة كما كانت بيروت، والعرب يتفرجون على حلب كما كانوا يتفرجون على مباريات كأس العالم في كرة القدم، عندما كانت عاصمتنا المحاصرة تقصف وتدمر في عام 1982».
وإذ أشار كبارة، إلى أن «المشهد الأكثر إيلاما هو أن تدعو دولة قطر، مشكورة، جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع وزاري لبحث ما يجري في حلب بعد 10 أيام على مسلسل تدمير الشهباء»، أكد أن «مأساة حلب تحتاج إلى مؤتمر قمة طارئ يقرر حمايتها، لا إلى بيان وزاري يدين مجازرها».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».