الغضب يهيمن على «احتفال» تونس بعيد الشغل

تحالف الجبهة الشعبية اليساري ينتخب أعضاء المجلس المركزي

الغضب يهيمن على «احتفال» تونس بعيد الشغل
TT

الغضب يهيمن على «احتفال» تونس بعيد الشغل

الغضب يهيمن على «احتفال» تونس بعيد الشغل

نبّه الاتحاد العام التونسي للشغل (كبرى نقابات العمال) إلى تأثير تأخر الحكومة في الإمضاء على الاتفاقيات النقابية، في بعض القطاعات الخاصة، على الوضع الاجتماعي في تونس.
وقال رئيس النقابة حسين العباسي، في كلمة ألقاها بحضور رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة والبرلمان، إن الوضع الاجتماعي في تونس «ينذر بتداعيات سلبية في ظلّ هجمة إرهابية تعددت صورها وتنوعت آلياتها وبلغت مستوى من الخطورة يقتضي في إطار تطويقها اعتماد مقاربة شاملة ثقافية وإعلامية وتربوية وأمنية»، داعيًا إلى التعامل الجاد مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة، خصوصًا في قطاعي السياحة والفلاحة اللذين يمرّان بأزمة خانقة.
وكشف العباسي عمّا أسماها «محاولات مريبة لاستضعاف الحكومة والتطاول عليها من قبل بارونات التهريب، وتجار السوق الموازية، والسماسرة الطفيليين، وعصابات الإرهاب والترهيب، ومراكز النفوذ والتنفذ، ليترك لهم المجال لتمرير أجنداتهم الفوضوية المدمرة». وقال إن استعداء نقابة العمال ومحاولات تشويهها لن تجدي نفعًا، واتهم أجهزة الحكومة بالتلكّؤ سواء من ناحية تطبيق القوانين أو من ناحية إنجاز المشاريع، خصوصًا في مجال توفير الاستثمارات والتشغيل والتنمية في الجهات.
وفي رده على اتهام نقابة العمال بالانغماس في الشأن السياسي والابتعاد عن أدوارها الاجتماعية والنقابية، قال العباسي: «ما كنا يومًا راغبين في الحكم، وما كنا يومًا من الساعين إليه، فهو شأن الأحزاب السياسية والسياسيين. لكنّنا لن نسمح لأي كان، أن يحشرنا في مربع المطلبية، ويمنعنا من ممارسة حقنا في إبداء رأينا حول ما يتخذ من قرارات سياسية أو اقتصادية».
وأشار في المقابل إلى أن ما تريده نقابة العمال هو «الإصغاء إلى نبض الجهات المحرومة، ولأصوات المعطّلين عن العمل، وضحايا التهميش والحرمان، والتعاطي مع حركاتهم الاحتجاجية بما يلزم من المسؤولية والجديّة».
وأحيت تونس عيد العمال العالمي من خلال تجمع المئات من العمال ببطحاء محمد علي بالعاصمة التونسية، أمام مقر نقابة العمال، ورفعت شعارات مطالبة بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لإخراج الاقتصاد التونسي من عنق الزجاجة، والرفع من القدرة الشرائية لمختلف الفئات الاجتماعية في تونس. ودعا المتظاهرون، الحكومة، إلى تنفيذ التعهدات والالتزام بتطبيق المشاريع والبرامج في آجالها، والكف عن اتخاذ القرارات الانفرادية التي لم تفضِ، على حد قولهم، إلا إلى الارتهان وإعادة إنتاج الفشل.
وخلافًا لاحتفالات الاتحاد العام التونسي للشغل بعيد العمال العالمي، فقد اعتبر اتحاد عمال تونس، الذي يقوده إسماعيل السحباني، يوم غضب بالنسبة لجميع إطارات ونقابيي ومنخرطي اتحاد عمال تونس. واتهم إسماعيل السحباني في اجتماع عمالي وسط العاصمة، الحكومة التونسية بممارسة «سياسة الإقصاء والتهميش، وضرب الحريات النقابية، وعدم احترام الدستور، وعدم تطبيق القانون فيما يتعلق بالتعددية النقابية». وقال إن اتحاد عمال تونس قد سلك نهج الحوار والتفاوض بدل المواجهة. وطالب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والحبيب الصيد رئيس الحكومة، بتطبيق ما جاء في الدستور التونسي الجديد من إرساء التعددية النقابية.
وأضاف أن هذا المطلب «لم يتم الاستماع إليه إلى الآن، على الرغم من أن عدد منخرطي اتحاد عمال تونس بلغ نحو 200 ألف من الشمال إلى الجنوب وفي جميع القطاعات، ولا يتم اقتطاع معاليم الانخراط من أجور المنخرطين وتحويلها إلى المنظمة النقابية».
من ناحية أخرى، أعلن تحالف الجبهة الشعبية اليساري يوم أمس عن انتخاب أعضاء مجلسه المركزي إثر ثلاثة أيام من الاجتماعات بمدينة الحمامات (شمال شرقي تونس). وضمت تركيبة المجلس المركزي للجبهة التي يتزعمها حمة الهمامي 28 عضوًا، 11 منهم يمثلون رؤساء الأحزاب المنضمة إلى التحالف، وثمانية ممثلين عن الأحزاب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».