جلسة ساخنة للبرلمان العراقي اليوم للتصويت على تشكيلة العبادي الحكومية.. والصدر يصعد

تشكيل أول كتلة معارضة.. ولجان لرسم خريطة طريق للمستقبل

عناصر من قوات الأمن العراقية يدققون في هويات الداخلين إلى البرلمان العراقي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الأمن العراقية يدققون في هويات الداخلين إلى البرلمان العراقي (أ.ف.ب)
TT

جلسة ساخنة للبرلمان العراقي اليوم للتصويت على تشكيلة العبادي الحكومية.. والصدر يصعد

عناصر من قوات الأمن العراقية يدققون في هويات الداخلين إلى البرلمان العراقي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الأمن العراقية يدققون في هويات الداخلين إلى البرلمان العراقي (أ.ف.ب)

يستعد البرلمان العراقي، اليوم، لجلسة ساخنة، للتصويت على ما تبقى من التشكيلة الوزارية لحكومة حيدر العبادي، التي كان من المفترض التصويت عليها يوم الخميس الماضي، في حين يحشد التيار الصدر بزعامة مقتدى الصدر، أنصاره أمام بوابات المنطقة الخضراء للضغط على النواب لتمرير التشكيلة الجديدة. وفي سابقة هي الأولى من نوعها في البرلمان العراقي منذ عام 2003، تم الإعلان عن تشكيل كتلة معارضة داخل البرلمان العراقي تحمل اسم «جبهة الإصلاح والتغيير» تضم 97 نائبا من النواب المعتصمين. وفي السياق نفسه شكل النواب المعتصمون، ثلاث لجان، تعمل كل منها على حدة، لرسم خريطة طريق للمرحلة القادمة لمجلس النواب.
وقال رئيس كتلة ائتلاف الوطنية، كاظم الشمري، في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان، إن «أبرز القرارات التي تم اتخاذها، هي تشكيل ثلاث لجان، أولها لجنة لإعداد النظام الداخلي، وثانيها لجنة لإعداد دراسة للمرحلة السابقة، وثالثها لجنة لمتابعة مسألة الطعن لدى المحكمة الاتحادية». وفي وقت شكل فيه البرلمان العراقي، خلال جلسته أول من أمس، لجنة للتفاوض مع النواب المعتصمين، فقد أعلن مقرر البرلمان عماد يوحنا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تشكيل كتلة معارضة داخل البرلمان أمر مهم ومرحب به؛ لأنه يحرك الحياة النيابية، ويمكن أن يكون عامل تقويم للحياة السياسية في البلاد، التي لم تشهد معارضة حقيقية منذ التغيير بعد عام 2003».
وردا على سؤال بشأن القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي خلال جلسة أول من أمس الخميس تشكيل لجنة للتفاوض مع النواب المعتصمين قال يوحنا: «إن تشكيل هذه اللجنة جاء بطلب من كتلة بدر النيابية، يوم الثلاثاء الماضي، لكن ما حصل في البرلمان من اضطرابات أدت إلى حصول فوضى، بالإضافة إلى الانشغال بتمرير التشكيلة الوزارية، وبالتالي تم تأجيل المقترح إلى جلسة الخميس؛ حيث تم الاتفاق على تشكيل هذه اللجنة برئاسة النائب الثاني لرئيس البرلمان آرام شيخ محمد وعضوية 12 نائبا من كتل مختلفة». وأضاف أن «مهمة اللجنة هي التحاور مع المعتصمين من أجل حضور جلسات البرلمان حتى لو كانوا كتلة معارضة؛ لأن عدم حضورهم سوف يؤدي إلى إحداث شلل في الحياة البرلمانية»، موضحا أن «النواب المعتصمين كانوا قد فرطوا بفرصة كييرة حين رفضوا مبادرة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم، التي وافق عليها رئيس البرلمان سليم الجبوري والمتمثلة بعقد جلسة بحضور الطرفين، لكن لا يترأسها لا سليم الجبوري ولا عدنان الجنابي، وبالتالي كان يمكن التوصل إلى حلول وسط».
وردا على سؤال بشأن الدعوى القضائية التي رفعها ضدهم رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبه الأول همام حمودي؛ بسبب ما حصل من أعمال فوضى خلال جلسة الثلاثاء قال يوحنا: «هذا إجراء طبيعي ضد من قام بأعمال فوضى؛ لأن جزءا مما حصل تعدى الأصول البرلمانية، وتحول إلى إساءة وتطاول غير مقبول». وحول ما إذا كانت جلسة يوم غد السبت سوف تشهد استكمال الكابينة الوزارية قال مقرر البرلمان: «إن رئيس الوزراء حيدر العبادي طلب مهلة لمدة يومين لوجود التزامات كثيرة لديه، وبالتالي فإننا لم نعرف حتى الآن فيما إذا كان سيأتي يوم السبت مع الوزراء الخمسة الذين تم تمريرهم لأغراض تأدية القسم أم أنه سوف يطرح أسماء أخرى لغرض التصويت عليهم؛ لأن ذلك أمر يختص به رئيس الوزراء».
في سياق متصل فإن النواب المعتصمين وبرغم مباشرة اللجنة المشكلة للتفاوض معهم عملها فقد أعلنوا عن تعليق حضورهم جلسات البرلمان حتى إشعار آخر لـ«عدم شرعيتها» حسب رؤيتهم. وقال النائب المعتصم محمد الصيهود، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من النواب المعتصمين عقد بمبنى البرلمان، إنه «مواصلة لموقفنا الرافض لنهج المحاصصة في إدارة الدولة العراقية الذي كرس ضعف الحكومة ومجلس النواب وانعكس على جميع الإدارات، وأدى إلى انحسار الخدمات وضعف أداء المسؤولين واستمرار معاناة شعبنا العراقي الكريم، ولأن ما حدث يوم الثلاثاء من تجاوز على الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس من قبل الرئاسات المقالة، يهدف لتمرير المحاصصة المقيتة وتقاسم السلطة مرة ثانية، وتحويل مسار الإصلاحات الشاملة إلى تغيير جزئي لأغراض الانتقام السياسي تارة ومجاملة كتل سياسية معينة تارة أخرى، فإننا النواب الموقعين نعلن تعليق حضورنا جلسات مجلس النواب العراقي حتى إشعار آخر».
من جانبه قال النائب المعتصم هيثم الجبوري: «إن دخولنا يعني الاعتراف بشرعية رئاسة مجلس النواب، وهذه الرئاسة مقالة وجلساتها غير شرعية، وما بني على باطل فهو باطل»، عادا أن «دخول النواب المعتصمين إلى جلسة البرلمان سيضفي شرعية على جلسات البرلمان، ويجعلهم شهودا زورا على محاصصة جديدة وتقاسم للسلطة بين الأحزاب». وأضاف الجبوري، أن «تعليق الحضور في جلسات البرلمان أفضل للشعب العراقي»، مؤكدا أن «النواب المعتصمين ينتظرون حتى إشعار آخر، ولكل مقام مقال». كما نفى النواب المعتصمون أن يكونوا تابعين لزعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وقال عضو البرلمان العراقي خلف عبد الصمد، إن «الدخول في اعتصام البرلمان لم يكن بأمر من زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ولا أي مسؤول في دولة القانون»، مؤكدا أن «جميع النواب المعتصمين لم يأتمروا بقناعة المسؤول في هذه الكتلة أو تلك». وأضاف عبد الصمد: «نحن في دولة القانون وخصوصا في حزب الدعوة نؤمن بالعمل الجماعي، وكل قادة حزب الدعوة يؤمنون بالعمل الجماعي»، مبينا أن «42 نائبا من كتلة الدعوة يشاركون في اعتصام البرلمان، والأغلبية في الكتلة هي من تتخذ القرار، وليس هناك معصوم يأمر ولا ولي فقيه يوجه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.