السودان: احتجاجات الطلاب تتواصل في الجامعات.. وقوات الأمن تلجأ إلى القوة

نتج عنها مقتل طالبين.. وإصابة عدد من الجرحى

السودان: احتجاجات الطلاب تتواصل في الجامعات.. وقوات الأمن تلجأ إلى القوة
TT

السودان: احتجاجات الطلاب تتواصل في الجامعات.. وقوات الأمن تلجأ إلى القوة

السودان: احتجاجات الطلاب تتواصل في الجامعات.. وقوات الأمن تلجأ إلى القوة

تواصلت الاحتجاجات الطلابية التي تفجرت في السودان لأكثر من أسبوع، نتج عنها مقتل طالبين في جامعتين سودانيتين، آخرهما لقي مصرعه بالرصاص أول من أمس، وإصابة عدد من الجرحى بين الطلاب، واحتجاز عدد آخر منهم.
ونظم طلاب من جامعة الخرطوم أمس مظاهرة شارك فيها المئات، طافت مركز المدينة، وأدت إلى إغلاق بعض المحلات، بما في ذلك سوق الذهب وسط الخرطوم، لكن تصدت لها قوات الشرطة وفرقتها مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين، فيما خرجت مظاهرات متفرقة في عدد من الجامعات السودانية في مدن الخرطوم وبورتسودان، والجزيرة والنيل الأبيض، شارك فيها طلاب في أكثر من جامعة.
ولقي طالب مصرعه أول من أمس في جامعة أم درمان الأهلية، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال أسبوع بعد مقتل طالب آخر في جامعة كردفان غرب السودان. وقد قتل طالب كلية الآداب محمد الصادق ويو، وهو نجل لاعب كرة سابق في المنتخب الوطني، إثر إصابته بطلق ناري في الصدر، وشيعه جمع غفير من المواطنين، بالإضافة إلى جرح 3 طلاب آخرين في أحداث بأم درمان.
واندلعت احتجاجات طلابية في الجامعات السودانية، إثر ذيوع معلومات عن بيع مباني جامعة الخرطوم التاريخية، ونقل كلياتها بعيدًا عن مركز المدينة، بوصفها مهددًا أمنيًا. وتفاقمت الاحتجاجات وشارك فيها طلاب من مختلف جامعات البلاد، إثر مقتل الطالب بجامعة كردفان غرب البلاد أبو بكر حسن طه، وتحولت إلى مظاهرات، رددت فيها شعارت من قبيل «مقتل طالب مقتل أمة».
ويحمل الطلاب والمعارضة السياسية مسؤولية قتل الطالبين والاعتداء عليهم لطلاب الحزب الحاكم وأجهزة الأمن السودانية، فيما تتهم الحكومة الطلاب المنتمين إلى الحركات المسلحة، والمعارضة بمحاولة زعزعة الأمن وإثارة المواطنين بحثًا عن ثورة.
وقدمت لجنة التضامن السودانية أول من أمس، قائمة تضم 25 طالبًا جامعيًا قتلوا منذ انقلاب الإنقاذ في العام 1989. بإطلاق النار عليهم في احتجاجات طلابية، أو تحت التعذيب في المعتقلات، أو بالقتل بأساليب أخرى.
وعلقت سلطات التعليم العالي الدراسة في جامعة أم درمان الأهلية وجامعة كردفان، وكلية العلوم الرياضية جامعة الخرطوم، تحسبًا لاستمرار الاحتجاجات، وهو إجراء درجت عليه كلما حدثت موجة احتجاجات.
ومن جهتها، نددت القوى السياسية المعارضة بما أسمته «قتل الطلاب»، وهددت بتحويل الاحتجاجات إلى انتفاضة سلمية، وقالت الأمين العام لحزب الأمة القومي المعارض سارة نقد الله في تصريحات إن «الكيل قد طفح»، وناشدت النساء والرجال ليهبوا لنصرة أبنائهم الطلاب، أو يكون مقتل الطالب مناسبة لإطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية لاسترداد حقوق الشعب السوداني، فيما طالبت قوى المعارضة مجتمعة بما أسمته «الانتفاض في وجه القتلة»، وتوعدت بتحويل الاحتجاجات لانتفاضة وعصيان مدني.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.