مدربا ريال مدريد وسيتي يتوعدان بالحسم في «سانتياغو برنابيو»

بعد تعادل سلبي وعرض مخيب في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا

هارت حارس مانشستر سيتي يتصدى لتسديدة بيبي لاعب الريال في آخر لحظات المباراة (أ.ف.ب).. وفي الإطار زيدان وبيلغريني سيتواجهان مجددًا في برنابيو (رويترز)
هارت حارس مانشستر سيتي يتصدى لتسديدة بيبي لاعب الريال في آخر لحظات المباراة (أ.ف.ب).. وفي الإطار زيدان وبيلغريني سيتواجهان مجددًا في برنابيو (رويترز)
TT

مدربا ريال مدريد وسيتي يتوعدان بالحسم في «سانتياغو برنابيو»

هارت حارس مانشستر سيتي يتصدى لتسديدة بيبي لاعب الريال في آخر لحظات المباراة (أ.ف.ب).. وفي الإطار زيدان وبيلغريني سيتواجهان مجددًا في برنابيو (رويترز)
هارت حارس مانشستر سيتي يتصدى لتسديدة بيبي لاعب الريال في آخر لحظات المباراة (أ.ف.ب).. وفي الإطار زيدان وبيلغريني سيتواجهان مجددًا في برنابيو (رويترز)

بعد جولة أولى مخيبة لآمال الجماهير عجز فيها كل من مانشستر سيتي الإنجليزي (صاحب الأرض) وريال مدريد الإسباني عن تسجيل أي أهداف في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، عاد الجانبان لإطلاق تصريحات التوعد تحسبا لمواجهة الإياب الأربعاء المقبل على ملعب «سانتياغو برنابيو».
وخيم الحرص الدفاعي على أداء الفريقين، خاصة في الشوط الأول (على ملعب الاتحاد في مانشستر) من دون أية فرصة حقيقية للطرفين، قبل أن ينشط الأداء في آخر ربع ساعة من اللقاء من دون نجاعة تهديفية، ليتأجل الحسم إلى مواجهة الإياب.
وأعربت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس عن استيائها من المباراة، ووصفتها أغلب الصحف بـ«المملة».
وقالت صحيفة «ماركا» الإسبانية: «الفريقان تسلحا من أجل الدفاع عن أنفسهما، جميع اللاعبين التزموا بواجباتهم الدفاعية أكثر من محاولتهم لاختراق خطوط المنافسين..كل شيء كان محددا ويخضع لحسابات المضاربة، لقد كان أمرا مملا». وأشارت صحيفة «آس» إلى أن ريال مدريد حصل على «نصف تذكرة إلى ميلانو»، مقر استضافة المباراة النهائية، بعد أن أظهر «سيطرة كبيرة» في الشوط الثاني. وأضافت صحيفة «سبورت» أن مانشستر سيتي لم يصوب ولو لمرة واحدة على المرمى وأن ريال مدريد أضاع فرصة حسم التأهل.
ومن جانبها، قالت صحيفة «البايس»: «فريق زيدان سيطر في البداية ثم تراجع أمام مانشستر سيتي المحبط».
وأوضحت صحيفة «الموندو» أن ريال مدريد خرج بتعادل ثمين دون كريستيانو رونالدو، الذي غاب عن اللقاء بداعي الإصابة.
من جهته، كشف الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد بأنه لم يرغب في المخاطرة بالدفع برونالدو حتى يستعيد عافيته قبل مباراة العودة. وقال زيدان: «لقد عاد للشعور بشيء ما في التدريبات ولم نرغب في المخاطرة به، لم يكن يشعر بالراحة، الآن علينا أن نعمل معه يوما بيوم من أجل أن يستعيد عافيته في أسرع وقت».
وبالإضافة إلى استبعاد رونالدو، اضطر مدرب ريال مدريد إلى إخراج اللاعب الفرنسي كريم بنزيمه بين شوطي المباراة، للإصابة أيضًا.
وأضاف زيدان: «كريم أيضًا شعر ببعض الألم، إنه أمر محزن، لقد كان يرغب في الاستمرار ولكنه عاد للشعور ببعض المتاعب ولهذا قمنا بتغييره بين الشوطين». وتابع: «جميع اللاعبين يحوزون أهمية، عندما يغيب كريستيانو أو كريم، يتقدم لاعب آخر يقوم بالأمور على نحو جيد». ورغم تراجع أداء ريال مدريد في المباراة، أعرب زيدان عن رضاه بالنتيجة التي حققها فريقه بالتعادل السلبي وقال: «لقد كانت مباراة صعبة، كان بإمكاننا أن نكون أفضل ولكننا قدمنا مباراة جيدة وبخاصة في الشوط الثاني، أهم شيء هو أننا حققنا نتيجة جيدة، سنحت لنا بعض الفرص ولكن لم نتمكن من التسجيل». ونفى زيدان أن يكون ريال مدريد سعى إلى التعادل على ملعب الاتحاد، حسبما أكد مانويل بيلغريني، مدرب مانشستر سيتي بعد المباراة.
واستطرد زيدان قائلا: «أنا لا أتفق مع هذا، لقد حاولنا دائما أن نحقق الفوز، على الأرجح لجأنا قليلا إلى الدفاع في الشوط الأول ولكننا دائما ما نسعى إلى الفوز.. أنا سعيد بما قدمناه في الشوط الثاني وسنحت لنا فرص للتسجيل، على الأرجح كنا نستحق أكثر من هذا». واستطرد قائلا: «كانت الاحتمالات قبل المباراة 50 في المائة لكل فريق والآن لا تزال كما هي، سنلعب مباراة داخل الديار ونعرف ما يتعين علينا فعله هناك، علينا أن نؤدي بنفس الطريقة».
وكان بيلغريني، قد أشار إلى أن الفريق الإسباني جاء إلى مانشستر بهدف تحقيق التعادل، وأكد مدرب سيتي أنه لا يخشى الذهاب إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو من أجل حسم التأهل إلى المباراة النهائية.
وقال المدرب التشيلي: «لا نخشى الذهاب إلى معقل الريال، وسنرى أي فريق سيلعب أفضل في تلك الليلة، لن نذهب من أجل التعادل، سنرى من سيكون أفضل من أجل الوصول إلى المباراة النهائية». واتهم بيلغريني منافسه بمحاولة قتل المباراة بحثا عن التعادل، لكنه عاد وأكد أنه من المنطقي بعض الشيء أن يلعب المنافس بهذه الطريقة في مباراة الذهاب. ورغم ذلك، يرى بيلغريني أن التعادل كان هو النتيجة العادلة للقاء، لأن كلا الفريقين لم يحظيا بفرص حقيقية. وتحدث بيلغريني عن فرص التسجيل، التي سنحت لريال مدريد في الشوط الثاني، قائلا: «خروج ديفيد سيلفا كان مؤثرا، افتقدنا صناعة الهجمات، لقد سنحت لهم بعض الفرص ولكنها لم تكن من خلال اللعب، بل من خلال الضربات الركنية».
وكان سيلفا قد خرج في الدقيقة 40 من المباراة للإصابة، وتم استبداله باللاعب النيجيري الشاب كيليتشي ايهياناتشو.
واستطرد بيلغريني قائلا: «لقد تعرض لإصابة في أوتار الركبة ويبدو لحاقه بالمباراة المقبلة أمرا صعبًا، سنرى».
من جهته قال جو هارت حارس مرمى مانشستر سيتي الذي أنقذ فريقه من لعبتين خطيرتين قبل النهاية إلى أنهم سيقاتلون للإطاحة بريال مدريد في استاد سانتياغو برنابيو.
وانتصر ريال مدريد بطل أوروبا عشر مرات في جميع مبارياته الست في البطولة على ملعبه هذا الموسم وسجل 18 هدفا دون أن تهتز شباكه، لكن هارت قال إنه يتطلع لخوض هذا التحدي، وقال: «سنستعد لمباراة جيدة وصراع شرس في برنابيو، لا نشعر بإحباط بسبب النتيجة. نحن على استعداد. لدينا تشكيلة رائعة بدأت تؤتي ثمارها. ببساطة نحن في انتظار مباراة كبيرة الأسبوع المقبل».
وفاز سيتي خارج ملعبه على إشبيلية في دور المجموعات وعلى دينامو كييف في أوكرانيا في دور الستة عشر كما تعادل في ضيافة باريس سان جيرمان ليتأهل إلى قبل النهائي على حساب بطل فرنسا. لكن عودة رونالدو إلى صفوف ريال مدريد ستمثل عقبة صعبة بكل تأكيد لمانشستر سيتي في مباراة الإياب، لكن قائد الأخير فنسن كومباني قال: «التعادل دون أهداف نتيجة خطيرة. من اللحظة التي سننجح فيها في هز الشباك في إسبانيا ستكون المواجهة مختلفة تماما».
وفي معسكر الريال أعرب سيرخيو راموس قائد الفريق عن ثقته في مساندة الجمهور لهم في مباراة الإياب من أجل العبور إلى المباراة النهائية. وقال راموس: «لو كانوا منحوني حرية الاختيار في بداية الموسم لاخترت بكل سرور أن أحسم الصعود إلى نهائي دوري الأبطال أمام جمهوري». وأشاد راموس بانتفاضة ريال مدريد في الشوط الثاني، وأكد أنه يختلف مع بيلغريني، مدرب سيتي، لأن الريال لم يكن يهدف للتعادل، وقال بعد ثوانٍ معدودة من مصافحته لبلغريني بحرارة كبيرة عند مغادرته للملعب: «تجمعني به مودة بسبب العلاقة التي كانت بيننا عندما كان يدرب ريال مدريد وأحترم رأيه ولكنني أرى الأمر بشكل مختلف».
وتابع: «أخطاء صغيرة يمكنها أن تحسم الصعود ولهذا كان هناك احترام متبادل بين الطرفين».
وأشار قائد ريال مدريد إلى غياب رونالدو عن المباراة قائلا: «وجوده في الملعب أمر مهم للغاية بالنسبة للجميع، إذا لم يتمكن من الوجود سنسعى أيضًا إلى الانطلاق إلى الأمام».
وبدوره أعرب البرتغالي بيبي قلب دفاع ريال مدريد عن أسفه لإهدار فرصة إحراز هدف وهو أمام مرمى مانشستر سيتي
لكنه أكد على أن النادي الملكي قادر على حسم التأهل في مباراة العودة أمام جمهوره.
وقال المدافع البرتغالي: «الريال أظهر أنه صاحب شخصية قوية ومن المؤكد أننا سنفوز مع جماهيرنا».
واعترف بيبي أن ريال مدريد قدم أداء باهتا في الشوط الأول، لكن الفريق سنحت له فرصا للتسجيل في الشوط الثاني.
من جانبه، أشاد الكوستاريكي كيلور نافاس، حارس مرمى ريال مدريد بالصلابة الدفاعية لفريقه وقال: «أشكر جميع زملائي، لقد قاموا بعمل رائع، لقد تمتعوا بالتركيز ولم نواجه الكثير من المشكلات».
ويرى الحارس الكوستاريكي أن التعادل لم يكن مرضيا: «كنا نرغب جميعا في تحقيق الفوز، كان مهما، ولكن عدم استقبال أهداف أمر جيد أيضًا والآن علينا أن نسعى للفوز داخل الديار، لقد بدأوا المباراة برغبة في الفوز ولم نرغب في ارتكاب أخطاء».
وثمن نافاس لعب مباراة العودة على ملعبه، وقال: «يجب أن نفوز وأن نبذل كل شيء من أجل أن نصل إلى النهائي».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».