مندوب اليمن في القاهرة: الحوار في الكويت فرصة تاريخية

عدّها خريطة طريق تعيد البلاد إلى بر الأمان

مندوب اليمن في القاهرة: الحوار في الكويت فرصة تاريخية
TT

مندوب اليمن في القاهرة: الحوار في الكويت فرصة تاريخية

مندوب اليمن في القاهرة: الحوار في الكويت فرصة تاريخية

قال السفير محمد الهيصمي، المندوب الدائم للجمهورية اليمنية بجامعة الدول العربية: «إن اليمنيين أمام فرصة تاريخية، وقد تكون الأخيرة، لتحكيم العقل والمنطق وتغليب المصلحة العليا للوطن، والتعامل بمسؤولية تجاه الملفات السياسية المعقدة للوصول إلى خريطة طريق تعيد السفينة اليمنية إلى بر الأمان، وتحقق طموحات اليمنيين وآمالهم في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام والوئام».
وأضاف السفير الهيصمي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن «بوادر الاتفاق وتثبيت جدول أعمال مشاورات الكويت تعد بادرة أمل تبشر بخير، إن شاء الله».
وأكد المندوب الدائم للجمهورية اليمنية في جامعة الدول العربية، أن المرجعيات الأساسية القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن (2216) هي الركائز الأساسية لأي تسوية يمكن أن تكون مقبولة محليا وإقليميا ودوليا، وتتمثل في عودة الشرعية الدستورية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، لتستأنف مهامها على النحو الذي يكفل المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات دون أي إقصاء أو تهميش.
وأشاد السفير الهيصمي بالجهود الوطنية المخلصة التي يبذلها وفد الحكومة برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، التي تحلت بقدر كبير من الحكمة والمسؤولية ولم تجنح نحو التعنت والمزايدات السياسية التي تزيد من معاناة اليمنيين؛ أملا أن يدرك الطرف الآخر من الميليشيات الانقلابية المتمردة أن الأوان قد آن لاحترام متطلبات شعبنا اليمني في إنهاء الانقلاب والحرب، واستعادة الدولة والتوجه بحسن نية صوب المشاورات والمفاوضات الجارية حاليا في دولة الكويت الشقيقة، التي تستحق منا كل الاحترام والتقدير.
وتابع الهيصمي قائلا: سنتفاءل بمستقبل مشرق لليمن على الرغم من التجارب المريرة والواقع الإنساني الصعب؛ وذلك حتى نتمكن من تجاوز المرحلة الأصعب في تاريخ يمننا الحديث، والولوج نحو غد يحقق آمال وطموحات اليمنيين، الذين طالت معاناتهم وبلغت حدا لا يجوز السكوت عليه». وردا على سؤال حول المتوقع من جولة الحوار اليمني في الكويت، أوضح بأن هناك جهودا مكثفة ومتواصلة يقوم بها المبعوث الأممي لإقناع الميليشيات الانقلابية الامتثال للمرجعيات المتفق عليها لإتمام الحل السياسي، وقال: ليس أمام هذه الميليشيات طريق آخر سوى الحل السياسي «وهم يعلمون جيدا ماذا لو نجحت وماذا لو فشلت، لا قدر الله؛ لأن هناك إجماعا عربيا وإقليميا ودوليا على تنفيذ مرجعيات الحل السياسي».
وردا على سؤال حول الوضع في تعز، قال: «إن قوات الجيش والتحالف تقوم بضبط النفس لإنجاح حوار الكويت، في الوقت الذي تقوم فيه جماعة الحوثي بخروقات أمنية في مواقع عدة، ورغم ذلك، الحكومة تحاول إعطاء الفرصة للانقلابين للرجوع عن كل الممارسات التي تضر باليمن وبهم». كما أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في دعم أمن اليمن واستقراره، وكذلك ما تبذله حاليا دولة الكويت لإنجاح المفاوضات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.