وضع قائد عسكري أميركي، جماعة الحوثيين جنبا إلى جنب مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، بوصفهم أبرز المخاطر التي تهدد حرية الملاحة في المياه المحيطة بالجزيرة العربية، التي تمثل ممرات حيوية بالغة الأهمية للاقتصاد العالمي.
يأتي هذا في وقت أكدت فيه، قيادة الأسطول الأميركي الخامس، أن الولايات المتحدة لم تغير من تركيزها على منطقة الشرق الأوسط، في تأكيد على حيوية المنطقة والتزام الولايات المتحدة الأميركية بأمنها، وعدّها ركيزة أساسية في الأمن العالمي، مشيرة إلى أن القوات البحرية الأميركية (الأسطول الأميركي الخامس) قادت أكبر تمرين بحري في العالم لحماية الممرات المائية، وذلك في الخليج العربي، ومضيق هرمز وبحر العرب، وخليج عدن، ومضيق باب المندب، والبحر الأحمر وقناة السويس، الذي اختتم فعالياته أول من أمس.
وقال الأدميرال كيفن دونغان، قائد القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية، قائد قيادة الأسطول الخامس لـ«الشرق الأوسط»: «نعتقد أن التهديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية على طرق التجارة أمر حقيقي، وهذا التمرين يساعد في التخفيف من ذلك، وننظر إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية ذات الصيت التي لديها قدرات محتملة لعرقلة حركة المرور البحري، ورأينا ذلك من تنظيم القاعدة إلى تنظيم داعش وحتى الحوثيون التي هي قوة للمتمردين في اليمن، فجميعهم لديهم قدرات محتملة يمكن الوصول من خلالها إلى المجال البحري، ونعدّ ذلك أحد التهديدات التي نعمل من خلال هذا التمرين ضدها».
وأضاف دونغان «نحن نعرف قدراتهم، وندرك بأنهم يريدون عرقلة حركة المرور البحرية، كما ندرك بأن ذلك سيؤثر في الاقتصادات العالمية؛ لذا فإن تمريننا هذا في الواقع يركز بشكل خاص على هذا التهديد المحدد».
وعدّت قيادة الأسطول الأميركي الخامس، أن خطر الإرهاب حقيقي وذو صلة بالموانئ والبنية التحتية البحرية في جميع أنحاء المنطقة؛ لذلك فإنه لن يكون من الحكمة، ومن منظور أمني، مناقشة أي المنافذ البحرية عرضة له؛ لأنها قد تكون وقد لا تكون أكثر عرضة للجماعات والأنشطة الإرهابية.
إلى ذلك، قال الكومودور وليم وارندر، نائب قائد القوات البحرية المشتركة البريطاني: «تدرك المجموعات والشبكات الإرهابية الدولية الكبرى جيدا الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للتجارة التي تجري في جميع أنحاء المنطقة، وأهمية استخدام الخطوط البحرية، وحساسية سفن الشحن عندما تكون حبيسة نقاط التفتيش والموانئ والقنوات. وبشكل عام، فإن اهتمام وسائل الإعلام غير متناسب مع هجوم بحري دراماتيكي».
وعدّ أن من الإنصاف أيضا القول «إن الإرهاب البحري ربما يتطلب معدات ومهارات أقل من الإرهاب على الأرض، ولكن بطبيعة الحال، صعوبة التقنية ليست دائما رادعا، فإن مؤامرة تنظيم القاعدة في 11-9 أثبتت ذلك». وتابع: «على خلفية تزايد المجموعات الإرهابية الدولية المترابطة، فإن مفتاح نجاحنا يكون بشراكاتنا، وهذا ما نقوم به هنا»، في تأكيد منه على أن الشراكة مع دول المنطقة في مراقبة ممرات الملاحة هي الحل للحد من خطورة الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وكذلك جماعات القراصنة في خليج عدن والمحيط الهندي.
ولفتت قيادة الأسطول الأميركي الخامس إلى أن تقييم القوات التي تعمل جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، والتي هي جزء من القوات البحرية المشتركة، وشركاء الائتلاف والحلفاء، تؤكد أنهم يعملون بجدية ونشاط لحماية طرق التجارة وتدفق النفط في المنطقة.
وأضافت، أنه رغم وجود الخطر بشكل حقيقي غير أن الولايات المتحدة لم تغير من تركيزها على هذه المنطقة، موضحة أن أعمال القرصنة لا تزال مصدر قلق في مياه المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة العربية؛ ولهذا السبب فإن عمليات مكافحة القرصنة وعمليات مكافحة التهريب ستتواصل بالتعاون مع الشركاء في التحالف على أساس يومي.
وقالت: «إن النجاح في هذا الجانب يرجع بشكل كبير إلى تعاون دولي منسق وجهود الولايات المتحدة لمكافحة القرصنة في المنطقة، حيث لم يسجل هجوم ناجح للقراصنة منذ 2012».
وأكد مسؤولون في الأسطول الأميركي الخامس، أن مشاركة أكثر من 30 دولة من القارات الست في هذا التمرين السنوي (IMCMEX) خير دليل على أن هذا الارتباط واستمرارية الرغبة في توسيع قدرة وقابلية التشغيل المتبادل بين الدول، والجيوش والصناعة؛ وذلك لضمان حرية الملاحة، والتدفق الحر للتجارة والحفاظ على الأمن في نطاقه الواسع من التهديدات ليشمل القراصنة والشبكات الإرهابية، وكذلك الجهات الحكومية وغير الحكومية في المنطقة.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة موجودة في المنطقة وستظل. وقال ألن ماكهوني، من الشؤون العامة في الأسطول الخامس: «نعمل مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة للحفاظ على الأمن، وضمان التدفق الحر للتجارة والحفاظ على الخطوط الاتصال البحرية مفتوحة».
وأضاف، أن «الهدف من ذلك هو الحفاظ على تلك الأولويات بغض النظر عن المكان الذي يأتي منه التهديد، سواء كان ذلك من الجهات الفاعلة غير الحكومية أو الجهات التابعة للدول، ومع ذلك، فمن المهم أن نلاحظ أن هذه التمرينات ليست موجهة لأي دولة أو أي مجموعة معينة، بل للحفاظ على الأمن الإقليمي مع شركائنا الدوليين».
يشار إلى أن القوات البحرية الأميركية أطلقت أكبر تمرين بحري في العالم في الرابع من أبريل (نيسان) الجاري، وشارك فيه أكثر من 36 دولة، وغطى التمرين مساحة 2.5 مليون ميل، وأدت فيه القوات تمارين وفرضيات على إعاقة الملاحة البحرية في 3 من أهم 6 ممرات بحرية في العالم.
الأدميرال دونغان: «القاعدة» و«داعش» والحوثيون يهددون سلامة الملاحة البحرية
قائد الأسطول الأميركي الخامس قال لـ «الشرق الأوسط» إن تمرين 36 دولة يساعد على الحد من التهديدات الإرهابية
الأدميرال دونغان: «القاعدة» و«داعش» والحوثيون يهددون سلامة الملاحة البحرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة