تسريبات «وهمية» تجبر «رعاية الشباب» على تأجيل انتخابات الاتحاد

استقبال جماهيري حافل لـ«نور» في التدريبات

محمد نور («الشرق الأوسط»)
محمد نور («الشرق الأوسط»)
TT

تسريبات «وهمية» تجبر «رعاية الشباب» على تأجيل انتخابات الاتحاد

محمد نور («الشرق الأوسط»)
محمد نور («الشرق الأوسط»)

أكد اللواء محمد بن داخل رئيس نادي الاتحاد السابق وعضو الشرف، أن قرار الرئاسة العامة لرعاية الشباب تأجيل الانتخابات في ناديه وتكليف لجنة لحصر وتدقيق الوضع المالي للنادي، هو الحل الوحيد والصحيح في ظل رغبة الجميع في الاطلاع على حجم المديونية للنادي.
وقال لـ«الشرق الأوسط»: من الصعوبة أن يتقدم أحد للترشح في ظل الغموض الذي أحاط بالقوائم المالية وعدم صدورها بعد تأخر عقد الجمعية العمومية، كما أنها أسهمت في عدم تقدم أي مرشح خلال الفترة الماضية.
فيما كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أقرت يوم أمس تأجيل الانتخابات المقرر عقدها لانتخاب رئيس ومجلس إدارة نادي الاتحاد في 29 مايو (أيار) المقبل، وتكليف لجنة لحصر وتدقيق الوضع المالي للنادي.
وجاء في بيان للرئاسة العامة لرعاية الشباب أمس، أن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد وبعد اطلاعه على تقرير الوضع المالي لنادي الاتحاد المعد من اللجنة المكلفة بتدقيق حسابات النادي وما حمله من مديونيات عالية تتطلب المزيد من المراجعة والتدقيق من قبل الرئاسة، ولضمان الدقة في مثل هذه التقارير لما تشكله من أهمية لمستقبل النادي وما تتطلبه من معالجات مناسبة، ولمزيد من الشفافية والوضوح وإعلان ذلك رغبة في ترشح الكفاءات القادرة على وضع خطة عمل تجنب النادي أي مخاطر قادمة عليه، فقد قرر الرئيس العام تأجيل انتخابات رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الاتحاد المقررة في 29 مايو لوقت لاحق، وتكليف لجنة لحصر وتمحيص الوضع المالي، بحيث تتكون اللجنة من وكالة شؤون الرياضة برعاية الشباب، الإدارة القانونية برعاية الشباب، المحاسب القانوني المعتمد من قبل رعاية الشباب بالتنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين.
وتتولى اللجنة الاطلاع على السجلات المالية كافة بمقر النادي وحصر المديونيات والالتزامات الحالية والمستقبلية والعوائد المادية للنادي وإعداد تقرير شامل ودقيق ورفع كل ذلك للرئيس العام، على أن تُنهي اللجنة أعمالها خلال مدة لا تتجاوز أسبوعين.
وأكد البيان في نهايته أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ستعلن التفاصيل الخاصة بالتقرير فور انتهائه متمنية التوفيق للجميع.
وبحسب مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» فإن إدارة نادي الاتحاد تحاول تسريب معلومة بأن الديون تتجاوز حاجز الـ300 مليون ريال للشرفيين الاتحاديين، فيما أكدت لجنة الانتخابات أن الديون الحالية تتجاوز الـ250 مليون ريال بقليل.
وقد تصل المرحلة بنادي الاتحاد إلى أن يتم تشكيل إدارة مؤقتة بدءا من 8 يونيو (حزيران) المقبل على أن لا يكون إبراهيم البلوي حاضرا فيها حتى لو كان يريد الترشح لرئاسة النادي كقرار مشابه لقرار إبعاد عبد العزيز الدوسري من رئاسة نادي الاتفاق وتكليف إدارة مؤقتة لإدارة النادي.
وبالعودة لرئيس نادي الاتحاد السابق وعضو شرفه، رفض بن داخل الحكم على الأنباء التي تم تداولها بشأن حجم الديون على نادي الاتحاد، وأرجأ ذلك لعدم صدورها رسميًا، وقال بن داخل معلقًا على الأنباء التي تناولت تقديم مجموعة من الشرفيين لشكوى على إدارة النادي الحالية برئاسة إبراهيم البلوي، إنه لا يعلم عنها شيئا كعضو شرف، مبديا عدم تأييده لأي شكوى، موضحًا أن الخلافات متى ما وجدت من المفترض أن تحل داخل النادي.
وقال بن داخل خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن عدم تقدم مرشحين لمنصب رئاسة ناديه وعضوية المجلس خلال الفترة التي حددت في وقت سابق من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب يأتي لعدم وضوح الوضع في ناديه وخصوصًا فيما يتعلق بالوضع المالي، وقال: «بلا شك عدم ظهور القوائم المالية هو السبب في عدم تقدم أي مرشح لأنه سيكون حريصًا على معرفة حجم الديون والتي سيكون الوضع حينها صعبًا أمامه حيث سيبدأ بالسداد أو بتولي الدفع لترتيب أمور النادي من جهاز فني ولاعبين أجانب حيث ستمثل زيادة عليه».
وأشار رئيس نادي الاتحاد السابق إلى أن استمرار الإدارة الحالية أمر عائد لها، كونه ليس ضد أحد، مبينًا أنه متى ما كان لديها الإمكانيات فالأفضل استمرارها، مبينًا أن هناك عدة أسماء أبدت رغبتها الترشح كشرفيين إلا أن الأمر لم يتم إلى الآن.
وتمنى بن داخل ترشح الشرفي أنمار الحائلي لتولي سدة المسؤولية في ناديه، مرجعًا قراره للقدرة المالية التي يتمتع بها الشرفي، وكونهم يبحثون عن من لديه القدرة المالية للصرف وتسيير أمور ناد بحجم الاتحاد.
من ناحية أخرى، لقي قائد فريق الاتحاد محمد نور، استقبالا حافلا من جماهير ناديه أمس بعد عودته للتدريبات، عقب غياب دام قرابة 5 أشهر منذ إيقافه مؤقتًا من قبل اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، قبل أن تصدر عقوبة الإيقاف لأربع سنوات، ومن ثم نقضت لجنة الاستئناف القرار مكتفية بمدة الإيقاف التي طالت اللاعب منذ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى الـ17 أبريل (نيسان) الحالي.
وأعد زملاء اللاعب والجهازان الفني والإداري احتفالية مصغرة وسط حضور مشجعي الفريق.
وكان الفريق استأنف تحضيراته لمباراة النصر السبت المقبل في نصف نهائي كأس الملك، بعد الإجازة التي منحها الجهاز الفني للاعبين بعد نهاية مواجهة الفريق مع هجر الأحد الماضي، فيما سيفتقد الفريق لخدمات لاعبه عبد الفتاح عسيري في المباراة بعد أن أظهرت الفحوصات التي أجرها اللاعب على موضع الإصابة التي تعرض لها خلال مواجهة فريقه الماضية أمام هجر حاجته لبرنامج علاجي وتأهيلي.
وسيخضع قائد الفريق محمد نور لبرنامج تأهيلي سيمتد لعدة أيام قبل معاودة اللاعب المشاركة في التدريبات الجماعية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».