عقد مجلس النواب العراقي اليوم (الثلاثاء) جلسة لبحث ومناقشة الكابينة الوزارية الجديدة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. فيما قام عدد من النواب العراقيين الغاضبين برمي قوارير مياه باتجاه رئيس الوزراء، ومنعوه من عرض تشكيلته الوزارية الجديدة، وسط أجواء من الهرج والمرج، حسب ما افاد نواب كانوا في المكان.
وحضر رئيس الوزراء الى البرلمان للمشاركة في جلسة دعا اليها رئيس البرلمان سليم الجبوري للتصويت على التغيير الوزاري الذي تعارضه الكتل السياسية الكبيرة.
لكن النواب المعتصمين الذين قاموا بإقالة هيئة رئاسة البرلمان في جلسة مثيرة للجدل قبل اسبوعين، اعتبروا الجلسة غير قانونية، وهتفوا "باطل" و"لا شرعية".
وعلى الرغم من رفض عدد من النواب لشرعية عقد الجلسة التي قالوا ان النصاب لم يتحقق فيها حيث بلغ الحضور 140 نائبا، بدأ رئيس الوزراء إلقاء كلمته التي كان من المقرر ان يعلن فيها التغيير الوزاري.
عندها قام عدد من النواب المعتصمين داخل البرلمان برمي قوارير مياه باتجاه المنصة التي كان يقف العبادي خلفها.
وقالت النائبة هناء تركي من ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي اليه العبادي "اعتدوا على رئيس الوزراء داخل قبة البرلمان"، واضافت "هؤلاء من يطلقون على انفسهم معتصمين، هم من قاموا بالاعتداء"، واضافت متسائلة "هل من حق المعتصم ان يعتدي على ممثل العراق؟ ان هذا اعتداء على هيبة الدولة".
وعلى اثر ذلك، اندلعت مشادة بين حماية رئيس الوزراء والنواب الذين هاجموه، وأحاط عناصر الحماية برئيس الوزراء خوفا من تعرضه للأذى، كما انتشر الجيش بكثافة خارج القاعة في مشهد لم يجر في السابق.
وقال النائب محمد الطائي وهو احد النواب المعتصمين "ما زلنا مستمرين في اعتراضنا، يريدون تمرير مؤامرة على الشعب العراقي واتفقوا على تقاسم الوزارات"، مضيفا "غادر رئيس الوزراء ولم يعرض الاسماء لأننا منعناه بهتافاتنا وشعاراتنا"، مضيفا "ان الشعارات كانت تركز على عدم دستورية هيئة الرئاسة وعدم قانونية الجلسة"، حسب قوله.
وكان آلاف من أنصار الزعيم الديني العراقي مقتدى الصدر قد استجابوا لدعوته الى التظاهر في بغداد، اليوم، من أجل الضغط على الحكومة العراقية لاجراء اصلاحات في بلد يعاني من فساد حكومي واسع.
ويشهد العراق منذ اسابيع عدة أزمة سياسية سببها خلافات حول تشكيلة حكومية يسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ان تكون من التكنوقراط المستقلين والاكاديميين، بدلا من وزراء مرتبطين باحزاب مهيمنة على السلطة. لكن الاحزاب السياسية الكبيرة التي تتقاسم المناصب العليا والحقائب الوزارية، أحبطت تمرير تشكيلة وزراء من المستقلين تقدم بها رئيس الوزراء الى البرلمان.
ورفع المتظاهرون اليوم أعلام العراق، وتوجهوا من ساحة التحرير سيرا على الاقدام الى بوابة المنطقة الخضراء المحصنة من الجهة التي تقع فيها بوابة البرلمان الذي يفترض ان يستأنف جلساته اليوم.
ويقول محللون وسياسيون ان سبب معارضة الاحزاب تشكيلة من التكنوقراط والاكاديميين هو رفضها التنازل عن حصتها في السلطة والمكاسب المادية والسياسية التي تؤمنها لها. ونتيجة الازمات السياسية والفساد والمحسوبيات المستشرية، لم تنجح الحكومات المتتالية في اصلاح البنى التحتية وتأمين الخدمات الاساسية للمواطنين وحل مشاكل البطالة واطلاق عجلة الاقتصاد بعد 13 سنة على سقوط النظام السابق.
ودعا الصدر الى ان تتزامن التظاهرة مع استئناف مجلس النواب اليوم جلساته الهادفة الى إجراء نقاش جديد حول التشكيلة الحكومية المقترحة من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وكانت الجلسة البرلمانية الاخيرة المخصصة للتصويت على تشكيلة حكومية في 14 ابريل (نيسان) انتهت بخلاف كبير بين مؤيدين لتشكيلة التكنوقراط وآخرين مطالبين بتشكيلة غالبيتها من اعضاء الاحزاب. وعلى إثر تلك الجلسة، صوتت غالبية النواب على اقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي رفض الاقالة معتبرا إياها غير قانونية.
وعقدت جلسة طارئة في 19 ابريل بدعوة من الرئيس العراقي فؤاد معصوم؛ الذي تقدم باقتراح حل يقضي بالتصويت مجددا على اقالة الجبوري، لكن التصويت لم يحصل، واعتبر الذين اقالوا رئيس البرلمان الموضوع منتهيا ولا يفترض العودة اليه.
وكان النواب المطالبون باستقالة الجبوري ينفذون اعتصاما منذ منتصف ابريل داخل مقر البرلمان، لكن الاتصالات السياسية ادت الى انحسار عدد المعارضين للجبوري بعد انسحاب كتلة بدر النيابية والكتلة الصدرية من الاعتصام، ما رجح الكفة لصالح رئيس المجلس المقال الذي دعا الى عقد جلسة اليوم.
الهرج يعم جلسة مجلس النواب العراقي لعرض الكابينة الوزارية الجديدة
أنصار الصدر يتظاهرون أمام بوابات «الخضراء» في بغداد
الهرج يعم جلسة مجلس النواب العراقي لعرض الكابينة الوزارية الجديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة