الجيش المصري يعلن مقتل 30 «إرهابيًا» في قصف جوي شمال سيناء

الطائرات العسكرية تحلق في سماء القاهرة احتفالاً بتحرير شبه الجزيرة

الجيش المصري يعلن مقتل 30 «إرهابيًا» في قصف جوي شمال سيناء
TT

الجيش المصري يعلن مقتل 30 «إرهابيًا» في قصف جوي شمال سيناء

الجيش المصري يعلن مقتل 30 «إرهابيًا» في قصف جوي شمال سيناء

أعلن الجيش المصري أمس مقتل 30 فردًا من «العناصر التكفيرية شديدة الخطورة» في قصف جوي على عدد من البؤر الإرهابية ومخازن الأسلحة جنوب الشيخ زويد وقرية التومة شمال سيناء. فيما حلقت الطائرات العسكرية في سماء العاصمة القاهرة، ضمن عروض فنية شملت فرقًا موسيقية أيضًا، احتفالاً بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير شبه جزيرة سيناء.
وتشهد محافظة شمال سيناء حالة من التوتر بسبب هجمات مكثفة تشنها جماعات متشددة مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، تزايدت منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. وقبل عام أعلنت جماعة «بيت المقدس»، أكبر التنظيمات المسلحة في سيناء، بيعتها لتنظيم داعش الإرهابي، مغيرة اسمها إلى «ولاية سيناء».
وقال بيان للقوات المسلحة المصرية أمس إن عناصرها من القوات الجوية قامت بتوجيه ضربة استباقية ناجحة، ركزت على عدد من مخازن الأسلحة والذخائر الخاصة بالعناصر التكفيرية شديدة الخطورة بمناطق جنوب الشيخ زويد وقرية التومة شمال سيناء، أسفرت عن مقتل 30 فردًا من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة.
وذكر البيان أنه تم تدمير كامل لمخازن الأسلحة والذخائر المستهدفة، وتمكنت قوات إنفاذ القانون من إحباط محاولة لاستهداف أحد الكمائن، حيث نجحت القوات في تدمير سيارتي دفع رباعي إحداهما مجهزة برشاش 14.5 بوصة، والأخرى محملة بكميات من الأسلحة والذخائر، مشيرة إلى أن ذلك «جاء عقب ورود معلومات استخباراتية مؤكدة عن قيام عدد من العناصر التكفيرية بعمليات إرهابية ضد النقاط والارتكازات الأمنية تسعى من خلالها لإفساد فرحة المصريين بأعياد تحرير سيناء المجيدة».
وأكدت القوات المسلحة مواصلة عناصر إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة أعمال التمشيط والمداهمة وتكثيف الإجراءات الأمنية على الطرق والمحاور الرئيسية بمدن وقرى شمال سيناء.
من جهة أخرى، شاركت القوات الجوية بعروض في سماء القاهرة الكبرى اعتبارًا من الساعة الحادية عشرة من صباح أمس وأيضًا الساعة الرابعة والنصف عصرًا، بمشاركة المقاتلات متعددة المهام وفريق الألعاب الجوية، وذلك في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، ومشاركة المصريين فرحتهم بهذه المناسبة.
كما شاركت القوات البحرية بعروض باستخدام اللنشات والزوارق السريعة والقطع البحرية أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بميدان المنشية بالإسكندرية، وشاركت الموسيقى العسكرية المواطنين بعزف المقطوعات والأناشيد الوطنية بالميادين العامة على مدار اليوم بمختلف محافظات الجمهورية، حيث وجدت بالميادين لمشاركة المواطنين فرحتهم أمام النصب التذكاري بشارع النصر وبانوراما حرب أكتوبر وميدان العباسية وأمام قصر عابدين بالقاهرة.
وكانت القوات المسلحة قد أعلنت في وقت سابق، قيامها بتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت الهامة في القاهرة، في ذكرى تحرير سيناء. وقال بيان للقوات المسلحة إن «القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت توجيهاتها إلى القيادات العسكرية على المستويات المختلفة بإعادة تمركز عناصر من القوات المسلحة بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لمشاركة الشعب المصري في احتفالات تحرير سيناء وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت الهامة ضد من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب العظيم أو يحاول إفساد فرحته أثناء الاحتفال بهذه الذكرى العطرة».
وفي هذا الإطار قامت الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بتنظيم الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة مدعومة بعناصر من الصاعقة والمظلات وعناصر من قوات التدخل السريع والشرطة العسكرية جابت الشوارع والميادين الرئيسية بمختلف المحافظات، كما قامت بإعادة تمركز الاحتياطيات لتأمين الأهداف الحيوية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».