في الوقت الذي يزداد فيه دخول المستوطنين اليهود إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، وتعلن فيه الحكومة الإسرائيلية أنها لا تسمح لليهود بالصلوات هناك، بل تعتقل كل يهودي يؤدي الصلاة بشكل تظاهري، كشف النقاب عن وجود مجموعة من الضباط السابقين في الجيش والشرطة ودبلوماسيين متقاعدين، تشجع التنظيمات اليهودية المتطرفة التي تسعى لتغيير «الأمر الواقع»، وجعل الصلاة اليهودية في الأقصى شرعية.
وكان مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة الأوقاف الإسلامية الخاضعة للحكومة الأردنية، قد أشاروا إلى ازدياد وتيرة اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى أمس الاثنين، ومحاولة إقامة شعائر عيد الفصح اليهودي في باحاته وتأدية الصلوات التلمودية، تحت حراسة شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة. وحاول المصلون وموظفو الأوقاف في الأقصى التصدي للمستوطنين ومنعهم من الدخول، إلا أن قوات الاحتلال تدخلت وفرضت قيودًا شديدة على دخول المصلين المسلمين إلى الحرم القدسي. وبعد الاقتحام، قام المستوطنون بتنفيذ رقصات استفزازية.
وذكر مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف، فراس الدبس، أن مجموعتين من المستوطنين ضمتا 50 مستوطنا، اقتحموا ساحات المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويذكر أن جماعات الهيكل المتطرفة دعت إلى اقتحامات واسعة خلال عيد الفصح اليهودي الحالي منذ أول من أمس (الأحد) حتى الخميس المقبل، كما طالبت بإجراء طقوس تلمودية وتقديم قرابين في المسجد الأقصى المبارك. ودخل إلى باحات الأقصى، أمس، 180 يهوديا، و170 يهوديا أول من أمس (الأحد). واعتقلت الشرطة خلال اليومين الماضيين 16 مستوطنا يهوديا ممن حاولوا الصلاة بشكل تظاهري. كما منعت الشرطة الإسرائيلية عدة محاولات تهريب أكباش إلى المسجد الأقصى على يد مستوطنين، كانوا ينوون تقديمها قرابين في باحات المسجد خلال العيد.
وحذرت جهات فلسطينية من تأجيج الأوضاع في مدينة القدس وسائر البلدات الفلسطينية، إثر تصاعد انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال لحرمة المسجد الأقصى، إلى جانب إبعاد العشرات من المصلين عن المسجد الأقصى ومنع آخرين من دخوله، دون أي مبرر أو مسوغ قانوني.
كما أرسلت الحكومة الأردنية مذكرة احتجاج للسفارة الإسرائيلية في عمان بهذا الخصوص. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن وزارة الخارجية الأردنية تتابع بشكل حثيث انتهاك الأماكن المقدسة، مشددًا على أن الأردن يعدها «خطا أحمر». وأوضح أن مذكرة الاحتجاج بيّنت رفض عمّان وإدانتها «اقتحامات المتطرف يهودا جليك، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف».
ورد الناطق بلسان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، على هذا التصريح قائلا: «لا مكان لهذه التصريحات، إذ إن إسرائيل تتصرف بمسؤولية والأردن يعرف ذلك».
من جهة ثانية، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «مجموعة أمنية سرية باسم (تسوفن متساف) - شيفرة الوضع - تتكون من أصحاب المناصب في أجهزة الأمن والطوارئ في كل المجالات، وضباط يشعرون بخيبة أمل، ورجال إعلام كبار، ومستشرقين ودبلوماسيين ورؤساء بلديات ومجالس إقليمية، تقف وراء نشاط اليمين المتطرف في الأقصى». وقالت إن هؤلاء يوجهون رسائل «حركة العودة إلى الجبل»، التي هدفها إعادة بناء الهيكل اليهودي مكان المساجد في الحرم القدسي. وإنها أقدمت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي على توزيع قمصان مع رسم يظهر مسارا لبناء الهيكل، بينما تخرب آليات هندسية ثقيلة الأقصى، مع شعار «إخلاء قمامة».
وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن العام «الشاباك» اعتقد أن الأمر خطر ويهدد بتفجير الأوضاع، لذلك قام عشية الفصح بإصدار أوامر إبعاد لنشطاء اليمين، وبينهم رئيس الحركة رفائيل موريس، في ضوء المعلومات بأنهم يوشكون على ذبح جدي على الجبل (الحرم).
ضباط سابقون في الجيش والشرطة الإسرائيلية يقفون وراء الاستفزازات في الحرم القدسي
الأردن يحتج على اقتحامات الأقصى.. وحكومة نتنياهو ترد: «نتصرف بشكل مسؤول»
ضباط سابقون في الجيش والشرطة الإسرائيلية يقفون وراء الاستفزازات في الحرم القدسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة