«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمرhttps://aawsat.com/home/article/625626/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A6%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%AF%D9%85%D8%B1
«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمر
خبراء يتحدثون عن عمليات إعادة تموضع للتنظيم تهدد لبنان
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
«داعش» يحاول التقدم في القلمون بعد وصول المئات من عناصره من تدمر
حاول تنظيم داعش، أمس، التقدم في منطقة جبال القلمون الحدودية، بعد وصول المئات من عناصره إليها هربا من منطقة تدمر، في ظل استمرار الاشتباكات هناك بينهم وبين قوات النظام السوري في ريف المدينة التي خسرها التنظيم الشهر الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في جرود الجراجير بالقلمون الغربي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ترافقت مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك. من جهتها، أفادت وسائل إعلام ما يُسمى «حزب الله»، بأن جيش النظام السوري والحزب صدوا «محاولة تسلل لمجموعة من إرهابيي تنظيم داعش في جرود الجراجير في جبال القلمون»، لافتة إلى أنّه «تم استهداف الإرهابيين المتسللين بالأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم». وأوضحت أنّه «تم استهداف تجمعات الإرهابيين عند معبر الزمراني والقصيرة لدى محاولتهم مساندة المجموعة المتسللة، مما أدى إلى تحقيق مزيد من الإصابات في صفوفهم». ورد العميد المتقاعد ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، هشام جابر، التحركات العسكرية المستمرة في المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية، إلى «عمليات إعادة تموضع يقوم بها تنظيم داعش في ظل التطورات الميدانية الحاصلة في سوريا خصوصا بعد خسارته مدينة تدمر»، لافتا إلى أن «لـ(داعش) قوة في أكثر من منطقة غير بعيدة من الأراضي اللبنانية وبالتحديد في القلمون الشرقي ومخيم اليرموك وغيرهما». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كلما ازدادت الضغوط العسكرية على التنظيم في سوريا ازداد خطره بالنسبة للبنان، باعتبار أن مئات العناصر يهربون إلى المغاور اللبنانية، حيث هم بمنأى عن غارات الطيران السوري كما الروسي». وأضاف: «هل من مكان أفضل لهم من المنطقة الحدودية اللبنانية كي يحتموا فيها؟». من جهته، قال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم داعش وبعد خسائره الأخيرة «يسعى لتحقيق انتصارات في أي بقعة لتوجيه رسالة بأنه لا يزال موجودا وقويا بغض النظر عن صحة ذلك»، لافتا إلى أن وجوده كما «جبهة النصرة» في منطقة القلمون محصور بالجرود، بحيث لا يسيطر أي من التنظيمين على المدن. في هذا الوقت، أفادت وكالة «سانا»، بأن «الطيران الحربي السوري واصل غاراته على تجمعات وأوكار تنظيم داعش في ريف تدمر»، متحدثة عن «تدمير تجمعات ومقرات لإرهابيي التنظيم وخطوط إمدادهم على اتجاه طريق آراك شرق مدينة تدمر وفي الجبال الشمالية للمدينة». بدورهم، قال ناشطون إن ثلاثة مقاتلين للمعارضة قتلوا في الجبل الشرقي لمدينة الزبداني «جراء استهداف منطقة رباطهم على أحد الثغور من قبل قوات النظام».
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.