بريطانيا لا تستبعد إرسال قوات إلى ليبيا.. وإيطاليا تعلن استعدادها لدعم عسكري

رئيس مجلس النواب في بنغازي وحكومة السراج يواصلون تسلم مقرات وزارية

مسؤولون ليبيون يصلون إلى وزارة المواصلات لتسليم مقرها مع مقرات وزارية أخرى للحكومة الجديدة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
مسؤولون ليبيون يصلون إلى وزارة المواصلات لتسليم مقرها مع مقرات وزارية أخرى للحكومة الجديدة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا لا تستبعد إرسال قوات إلى ليبيا.. وإيطاليا تعلن استعدادها لدعم عسكري

مسؤولون ليبيون يصلون إلى وزارة المواصلات لتسليم مقرها مع مقرات وزارية أخرى للحكومة الجديدة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
مسؤولون ليبيون يصلون إلى وزارة المواصلات لتسليم مقرها مع مقرات وزارية أخرى للحكومة الجديدة في طرابلس أمس (أ.ف.ب)

فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أنه لا يمكنه استبعاد إرسال قوات إلى ليبيا إذا طلبت الحكومة الليبية ذلك، لكن ستكون هناك حاجة لموافقة البرلمان البريطاني، قام أمس رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح بزيارة هي الأولى من نوعها إلى مدينة بنغازي في شرق البلاد، بعد سيطرة قوات الجيش على معظم ضواحي المدينة.
وأعرب صالح عن شكره لجهود قوات الجيش والقوات المساندة لها ورجال الأمن الذين حرروا بنغازي مما وصفه ببراثن الإرهاب، معربا عن سعادته لرؤيته رجال الشرطة والأمن المنتشرين في كل أنحاء بنغازي لبث الأمن والطمأنينة لسكان المدينة.
وأكد في كلمة ألقاها لدى اجتماع حضره مسؤولون محليون، على ضرورة الشروع في إعادة إعمار مدينة بنغازي، وتوفير ما من شأنه توفير الخدمات للمواطنين.
وقال بيان لمجلس النواب إن رئيسه تفقد حي الليثي والتقى بكثير من سكانه والجنود، بالإضافة إلى منطقة بنينا، ومطار قاعدة بنينا الجوية، وغرفة عمليات الجيش، حيث التقى برئيسها العميد عبد السلام الحاسي، وعدد من الضباط وضباط الصف الذين وضعوه في صورة آخر مستجدات تحرير مدينتي بنغازي ودرنة.
وأثنى صالح على كل ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة ومن ساندهم حتى تحررت المدينتان وتفقد المطار بقاعدة بنينا الجوية.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «صنداي تليجراف» عن وزير الخارجية البريطاني قوله إنه «ليس من المنطق استبعاد أي شيء لأنك لا تعلم أبدا كيف ستتطور الأمور»، وأضاف: «لكن مسألة قيام بريطانيا بدور قتالي بأي شكل برا أو بحرا أو جوا ترجع إلى مجلس العموم».
وعلى الرغم من أن هاموند قال إنه لا يعتقد أن ليبيا ستطلب تدخلا عسكريا خارجيا، لكنه أكد في المقابل على أن وجود معقل لتنظيم داعش في ليبيا قد يمثل خطرا على أوروبا.
وتابع «إذا ترسخت قدما داعش في ليبيا وسعى لاستغلال ذلك لإدخال إرهابيين إلى أوروبا فسيمثل هذا خطرا علينا».
وكان هاموند قد أبلغ البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي بأنه لا توجد خطط لإرسال قوات قتالية إلى ليبيا، وذلك ردا على تقارير إعلامية أفادت بأن قوات بريطانية خاصة تنشط بالفعل في ليبيا.
إلى ذلك، أنهى أحمد معيتيق، نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، زيارة عمل رسمية إلى العاصمة الإيطالية روما.
وقال بيان للمكتب الإعلامي للمجلس إن معيتيق الذي ترأس وفدا ضم عارف الخوجة وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني والسفير الليبي في روما، ناقش مع أنجيلو ألفانو وزير الداخلية الإيطالي ومدير عام الأجهزة الأمنية الإيطالية، وكبار مسؤولي ملف الهجرة والمنافذ الإيطاليين، في حضور المبعوث الخاص للحكومة الإيطالية إلى ليبيا السفير جورجيو استراتشي، كيفية تفعيل التعاون الثنائي المشترك بين البلدين، والتنسيق حول توحيد الرؤى في مواجهة التحديات الإنسانية والأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وخصوصا ملف الهجرة غير الشرعية، والنظر في آليات التنسيق المناسبة بين البلدين للحد من هذه المشكلة.
وطبقا للبيان فقد أبدت إيطاليا استعدادها لدعم حرس الحدود الليبي، والبحرية الليبية، وجهود مراقبة الحدود، وبناء مؤسسات الدولة، ومناقشة فتح التأشيرات لليبيين، وإعادة تفعيل الاتفاقيات بين إيطاليا وليبيا.
من جهة أخرى تسلمت حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج أمس مقر وزارة المواصلات في طرابلس، بعد يوم من تسلمها مقر وزارة أخرى، في خطوة إضافية نحو ترسيخ سلطتها في العاصمة.
ودخل محمد عماري وزير الدولة في الحكومة إلى مقر الوزارة، حيث تم التوقيع على أوراق التسليم، وتحت عنوان «تسليم واستلام»، وقع ممثل الحكومة عماري، وممثل عن الإدارة العامة للأمن المركزي، وممثل عن وزارة الداخلية على محضر التسليم.
وتسلمت حكومة السراج التي تحاول ترسيخ سلطتها في العاصمة منذ دخولها إليها نهاية الشهر الماضي، أول من أمس مقر وزارة الحكم المحلي، علما بأنها تسلمت مقري وزارتي الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية.
وانبثقت حكومة السراج من اتفاق سلام وقع في المغرب نهاية العام الماضي بواسطة الأمم المتحدة من قبل برلمانيين، لكن التوقيع حصل بصفة شخصية.
وتستند الحكومة التي تتخذ من قاعدة طرابلس البحرية مقرا لها، إلى بيان موقع في فبراير (شباط) الماضي من قِبل مائة نائب أعلنوا فيه منحها الثقة.
وتعاني ليبيا الفوضى منذ أن أطاح مقاتلون يدعمهم الغرب بمعمر القذافي عام 2011.
وتدعم القوى الغربية حكومة الوفاق الجديدة في ليبيا، وتأمل في أن تطلب دعما خارجيا لمواجهة متشددي تنظيم داعش، والتصدي لتدفق المهاجرين على أوروبا، وإعادة إنتاج النفط لدعم اقتصاد ليبيا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».