مجلس شؤون المسلمين في بلجيكا: الفجوة اتسعت بيننا وبين الأديان الأخرى بعد التفجيرات

عودة حركة القطارات إلى مطار بروكسل.. واستئناف العمل في محطة الأنفاق

أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في تفجيرات بروكسل يعلنون افتتاح محطة مترو الأنفاق مالبيك وسط العاصمة البلجيكية اليوم (الاثنين) التي سقط فيها 16 ضحية (أ.ف.ب)
أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في تفجيرات بروكسل يعلنون افتتاح محطة مترو الأنفاق مالبيك وسط العاصمة البلجيكية اليوم (الاثنين) التي سقط فيها 16 ضحية (أ.ف.ب)
TT

مجلس شؤون المسلمين في بلجيكا: الفجوة اتسعت بيننا وبين الأديان الأخرى بعد التفجيرات

أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في تفجيرات بروكسل يعلنون افتتاح محطة مترو الأنفاق مالبيك وسط العاصمة البلجيكية اليوم (الاثنين) التي سقط فيها 16 ضحية (أ.ف.ب)
أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية في تفجيرات بروكسل يعلنون افتتاح محطة مترو الأنفاق مالبيك وسط العاصمة البلجيكية اليوم (الاثنين) التي سقط فيها 16 ضحية (أ.ف.ب)

قال صلاح الشلاوي رئيس الهيئة التنفيذية للجالية المسلمة في بلجيكا، إن الفجوة اتسعت بين المسلمين وغير المسلمين منذ هجمات مارس (آذار) الماضي. وأضاف في تصريحات للإعلام البلجيكي، أن الجزء الأكبر من المجتمع يمكن أن يفرق بين الأمور، ولكن هناك حقيقة يجب أن نعترف بها. وألمح الشلاوي إلى أن الاهتمام الديني في تزايد ولكن لا يجب أن ننظر إلى ذلك على أنه تطرف. وفي نفس الوقت يشير الشلاوي إلى أنه في بعض الأحيان هناك تراخٍ في التعامل مع الخطاب المتشدد في بلجيكا. ولكن الشلاوي رفض الحديث عن سقوط مجتمع متعدد الثقافات. وقال إن المجتمع متعدد الثقافات يبني نفسه من خلال ما يمر به من لحظات صعبة أو خصبة. وتتولى الهيئة التنفيذية تسيير شؤون الجالية المسلمة في بلجيكا وتضم مجلسًا للجامع العام، يمثل كل مساجد وجمعيات المسلمين في بلجيكا ويقوم باختيار أعضاء الهيئة من خلال عملية انتخابية. من جهة أخرى عادت حركة القطارات من جديد أول من أمس السبت إلى مطار زافنتم ببروكسل، بعد توقف استمر أكثر من شهر في أعقاب تفجيرات 22 مارس الماضي، أما فيما يتعلق بعودة العمل من جديد في محطة مالبيك للقطارات الداخلية «المترو»، فمن المقرر أن تعود الأمور إلى طبيعتها اليوم (الاثنين)، بحسب ما أعلنت هيئة السكك الحديدية «إن إم بي إس».
وقال المتحدث ديمتري تيمرمان إن الحركة بدأت أول من أمس تعود إلى طبيعتها بالنسبة لحركة القطارات ويتم استخدام المحطة القديمة أسفل مبنى المطار بدلاً من المحطة الجديدة التي تعرض الممر المؤدي منها إلى مبنى صالة المغادرة لبعض الأضرار، والآن يمكن استخدام أحد المصاعد أو السلالم للتوجه إلى صالة المغادرة.
أما بالنسبة لحركة القطارات الداخلية في مالبيك القريبة من مقار مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فسوف تنطلق السادسة صباح اليوم، وتستمر حتى الساعة العاشرة مساءً. جاء ذلك بعد الحصول على الإشارة الخضراء من السلطات الأمنية، وإجراء بعض الإصلاحات الضرورية عقب الأضرار التي لحقت بالمحطة من الداخل، على أن يتم استئناف الإصلاحات في أوقات المساء، بعد الساعة العاشرة ليلاً.
وعلى صعيد التحقيقات، لم يضع اعتقال إرهابيي المترو الثاني يوم 9 أبريل (نيسان) الحالي حدًا للقلق بشأن حقيبة المتفجرات التي كان يحملها وقت مشاهدته في محطة مترو بتيلون، إلى جانب خالد البكراوي الذي فجر نفسه في مالبيك. فهذه الحقيبة لا تزال بالخارج مما يثير قلقًا كبيرًا لدى السلطات القضائية. فما الذي وقع للحقيبة منذ ذلك الحين؟ استطاعت صحيفة «درنيير أور» أن تكشف عن أن الحقيبة أفرغت من محتواها. وللتذكير، فبعد العثور على مخبأ إرهابيي المترو بإيتربيك، قامت الشرطة بالقبض على الشقيقين إسماعيل وإبراهيم فارسي.
وكان الأول إسماعيل البالغ 31 سنة هو المستأجر الرسمي للشقة. واتهم شقيقه الأصغر إبراهيم البالغ 27 سنة، بالمشاركة في «تنظيف» شقة إيتربيك، في اليوم الموالي لهجمات بروكسل. وفي صور كاميرات المراقبة الخاصة بالمبنى، شوهد إسماعيل وإبراهيم وهما يقومان بنقل عدد من الحقائب وبعض الأثاث. ولا يزال إبراهيم يؤكد أنه كان يقدم المساعدة لشقيقه الأكبر. وساعده بشكل خاص في نقل بلاي ستيشن وبعض الملابس والحقيبة الشهيرة التي كان الإرهابي أسامة كْرَيم يحملها. ويصر إبراهيم على أن الحقيبة التي حملها بيد واحدة كانت فارغة في ذلك اليوم. وإلى جانب ذلك، فقد قام إبراهيم بمنح الملابس التي كانت موجودة بمخبأ إيتربيك وكذلك الحقيبة الشهيرة للأعمال الخيرية، ووضعها في حاوية بمولنبيك يوجه محتواها على الأشخاص الفقراء. وبعد أن ترك شريكه البكراوي بمحطة مترو بتيلون، عاد أسامة كريم بحقيبة الظهر إلى مخبأ إيتربيك. وقال إبراهيم فارسي إنه نقل حقيبة فارغة. وفي هذه المرحلة من المستحيل معرفة المزيد بشأن ما حدث لمحتويات الحقيبة.
ولا يزال التحقيق بشأن هجمات بروكسل مستمرًا، ونشرت صحيفة «درنيير أور» البلجيكية معلومات تفيد بأن عبريني لم يفجر نفسه لأنه فشل في ذلك. وهي النظرية التي فندتها صحيفة «لوسوار». وبعد مرور شهر على هجمات بروكسل، تقدم التحقيق بشكل جيد. إلا أن بعض الأسئلة لا تزال معلقة.
ويقول الخبراء في مكافحة الإرهاب: «لقد كانت هناك أكثر من 100 عملية مداهمة، التي أدت بالخصوص إلى تحديد مخبأين للإرهابيين. الأول بشارع ماكس رووس بسكاربيك، والثاني بشارع لوكازرن بإيتربيك». وبخصوص الأشخاص المعتقلين، فقد كان عددهم 6 في إطار التحقيق بهجمات بروكسل. منهم اثنان يتعاونان مع المحققين.
ويضيف الخبراء: «اليوم يوجد ستة أشخاص رهن الاعتقال في إطار هجمات بروكسل، من بينهم شخصان رئيسيان هما محمد عبريني الرجل صاحب القبعة، وأسامة كْرَيم، الرجل الثاني بالمترو. وهذان الشخصان يتعاونان مع التحقيق. وهذا يعني أيضًا أنه من المفروض أن تكون هناك محاكمة، وهو الأمر المهم أيضًا بالنسبة للضحايا». ونشرت صحيفة «درنيير أور» معلومات تفيد بأن صور كاميرات المراقبة بمطار بروكسل، التي أخذت يوم الهجمات، مكنت من فهم تصرف محمد عبريني، الرجل صاحب القبعة. ووفقًا للصحيفة فقد تفاجأ عبريني بشدة الانفجار الأول وتم دفعه لعدة أمتار. وحاول الوصول إلى عربته لإطلاق المتفجرات، لكنه لم يتمكن من ذلك، بسبب حركة الحشود المتتالية عند أول انفجار.غير أن صحيفة «لوسوار» فندت هذه النظرة استنادًا إلى مصدر في الشرطة. ووفقًا للصحيفة كان عبريني يتجه نحو باب الخروج منذ الانفجار الأول، قبل مغادرة المطار بصفة نهائية عند الانفجار الثاني. من جهته قال كريستيان ديكوبيك مدير فريق التعرف على الضحايا إنه من المنتظر أن تنتهي آخر تحاليل الحمض النووي الأسبوع الحالي، مضيفًا أن الهجمات الأخيرة شكلت عبئًا في العمل أثقل بكثير مما مضى وإجمالاً عمل نحو أربعين شخصًا على تحديد هوية 32 ضحية. ويتكون الفريق يوميًا من سبعة موظفين دائمين. ومع أن المهام محددة للغاية، إلا أن فريق التعرف على الضحايا لا يستخدم المتطوعين. ويعمل الفريق الآن مع الصليب الأحمر، المسؤول عن جمع البيانات عن فترة ما قبل الوفاة، وخصوصًا لدى أقارب وأسر الضحايا. كما يضمن الدعم النفسي لهم.
وفي نفس الصدد تظاهر بضع مئات من أنصار الحركة المعادية للإسلام «بيغيدا» بعد ظهر أول من أمس بأنتويرب (شمال البلاد)، وبعد وقت قصير من انطلاق الموكب، اندلع اشتباك بوسط المدينة. وفي نفس الوقت، شارك العشرات من أنصار حركة «القلب فوق العنف» بمظاهرة مضادة. واجتمع أنصار حركة «بيغيدا» الذين يقدمون أنفسهم على أنهم «وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب» بساحة كبيرة في وسط أنتويرب للمطالبة بشكل خاص بإعادة المراقبة الدائمة للحدود.
وبعد عدد من الخطابات، غادر الموكب في شوارع أنتويرب، حيث سرعان ما اندلعت معركة، على ما يبدو، مع أشخاص يوجدون في صالون لتصفيف الشعر. وتم تكسير إحدى الواجهات الزجاجية، فيما انتشر عدد من فرق الشرطة في الحي. وبالموازاة مع ذلك، وفي حديقة «سبور نورد»، دعا العشرات من حركة القلب فوق العنف إلى مجتمع متضامن وأعربوا جميعًا عن رفضهم لأفكار حركة بيغيدا.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة «درنيير أور» البلجيكية أمس، بأن مواطنًا فرنسيًا أوقف في حي مولنبيك ببروكسل لدى محاولته الاتصال بشبكة تجنيد «المتشددين» للقتال في سوريا. وبحسب الصحيفة فإن شابًا كان يسأل المارة عن الطريق إلى مسجد، موضحًا أنه من فرنسا ويريد التوجه إلى سوريا للقتال هناك دفاعًا عن «القضية العادلة». ووافق أحد المارة على إيصاله إلى المسجد، لكنه أسرع بعدها إلى إبلاغ الشرطة بتصرفات هذا «السائح المتطرف».
وأوردت الصحيفة أن الشرطة نقلته إلى مركز احتجاز قبل أن يتم تسليمه إلى أجهزة الأمن الفرنسية. ويُعتقد أن شبكة سرية لتجنيد الشباب المسلمين للقتال في سوريا والعراق تعمل بنشاط في حي مولنبيك، الذي انحدر منه عدد من الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات إرهابية دموية في باريس وبروكسل.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.