مليون ونصف المليون عامل يمني فقدوا أعمالهم إثر الانقلاب الحوثي

نحو 8 ملايين معرضون للمجاعة

مليون ونصف المليون عامل يمني فقدوا أعمالهم إثر الانقلاب الحوثي
TT

مليون ونصف المليون عامل يمني فقدوا أعمالهم إثر الانقلاب الحوثي

مليون ونصف المليون عامل يمني فقدوا أعمالهم إثر الانقلاب الحوثي

كشف تقرير حديث عن فقدان مليون ونصف عامل أعمالهم في اليمن، جراء الحرب التي قادها الحوثي وصالح، وذكر مركز الدراسات والإعلام في تقريره الذي أصدره أمس الأحد، بعنوان «مؤشرات الاقتصاد»، بأن 800 من شركات المقاولات توقفت.
وقال التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن اليمن دخلت العام الجديد 2016 بسجل حافل من المعاناة الاقتصادية والإنسانية عقب عام من الحرب، موضحا أن معظم الأسر اليمنية بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وقدر من هم بحاجة إلى المساعدة بـ21 مليون يمني من بين 26 مليونا، وفي حين تحسنت آلية دخول السلع الغذائية وغيرها من الخارج خلال الثلاثة الأشهر الماضية مقارنة بالعام الماضي، لكن بعض المدن التي تشهد صراعات مسلحة ما تزال تواجه صعوبة في وصول المواد الغذائية الأساسية، وما زالت بعيدة عن متناول المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية كمحافظة تعز جنوب اليمن.
وحذر التقرير من الأزمة الخانقة في الدولار مع تآكل الاحتياطي النقدي، ولم يتبق سوى تحويلات المغتربين كمصدر وحيدة للنقد الأجنبي، موضحا أن 196 مصنعا ومنشأة صناعية وتجارية، خسائرها الأولية تقدر بـ39 مليار دولار، منذ بدء الحرب في اليمن أواخر مارس (آذار) 2015 وحتى نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، موضحا أن عددًا من البنوك وشركات الصرافة لم تلتزم بالاتفاق مع البنك المركزي؛ إذ ما يزال رجال الأعمال المستوردون يشترون ما يحتاجون إليه من العملة الصعبة من السوق السوداء.
ورصد المركز تعرض المنشآت الصناعية والتجارية للاستهداف أثناء الحرب المباشر من قبل جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس صالح؛ حيث تم استهداف 31 مصنعا وشركة ومستشفى خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيرا إلى أن المنظمات الدولية التي تلقت مليار و890 مليون دولار لم تستطع الوصول إلى المتضررين من الحرب وهم مليون ونصف مليون مواطن في تعز وصعدة وحجة والبيضاء على سبيل المثال.
ولفت التقرير إلى عمليات فساد تكتنف عملية المساعدات الإغاثية باليمن، وقال: إن الفساد والمحسوبية صاحبت عملية توزيع المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية وخضوعها لسلطة الأمر الواقع المتمثلة في جماعة الحوثي، وكشف التقرير عن وجود أكثر من مليون ونصف المليون نازح في محافظات تعز وصعدة وحجة والبيضاء لم تستطع المنظمات الدولية الوصول إليهم بعد أكثر من عام من بدء المعارك في تلك المناطق، وهو ما يهدد سكان تلك المناطق في الوقوع في دائرة المجاعة علما بأن 7.6 مليون يمني معرضون لخطر المجاعة.
وسلط مركز الدراسات الاقتصادي الضوء على ما تتعرض له محافظة تعز من حصار ميليشيات الحوثي وصالح، وقال: إن تأثير الحصار في تعز منذ العام الماضي 2015. بلغت مستوى الكارثة، حيث إن عشرة ألف أسرة في إحدى المديريات تعيش على وجبتين في اليوم، ويواجه 800 ألف من سكان المدينة انعداما شبه تام للمياه الصحية في حين توقفت 95 في المائة من مستشفيات المدينة عن تقديم خدماتها الطبية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.