أستون فيلا وتشارلتون.. ناديان عريقان عبث بهما مالكان سيئان

النهاية الكارثية بالهبوط من الممتاز والدرجة الأولى ناقوس خطر للأندية التي تبحث عن المال وتهمل الإدارة

جماهير أستون فيلا رفعت لافتات تشكك في المستقبل تحت إدارة ليرنر (رويترز)  -  هل أفسد دوشاتيليه نادي تشارلتون؟
جماهير أستون فيلا رفعت لافتات تشكك في المستقبل تحت إدارة ليرنر (رويترز) - هل أفسد دوشاتيليه نادي تشارلتون؟
TT

أستون فيلا وتشارلتون.. ناديان عريقان عبث بهما مالكان سيئان

جماهير أستون فيلا رفعت لافتات تشكك في المستقبل تحت إدارة ليرنر (رويترز)  -  هل أفسد دوشاتيليه نادي تشارلتون؟
جماهير أستون فيلا رفعت لافتات تشكك في المستقبل تحت إدارة ليرنر (رويترز) - هل أفسد دوشاتيليه نادي تشارلتون؟

على مرأى ومسمع من أنصارهما، عانى ناديا تشارلتون وأستون فيلا من تبعات خضوعهما لمالكين سيئين بطرق جديدة ومبتكرة، سيئين بطريقة من الواضح أن أحدًا لا يجد لها أي مبرر.
يتهكم غور فيدال، الذي كانت له رؤية جيدة لمعظم الأمور، في مقولة مشهورة على موضوع المرشحين الرئاسيين الأميركيين. قال فيدال بنبرته المفرطة في السخرية المعهودة: «أي أميركي لديه الاستعداد للترشح لمنصب الرئيس ينبغي أن يتم تلقائيًا تجريده من الأهلية للقيام بذلك».
وهذه الفكرة ربما كانت تنطبق بالتساوي على مدار السنوات الماضية على أي شخص يرغب في امتلاك أحد أندية كرة القدم الإنجليزية. لكن بالتوازي مع الطموحات التجارية عالية المخاطر، لم يكن لهذه الفكرة ما يبررها على الإطلاق. ويظل اللغز هو، لماذا يرغب أي رجل أعمال، غير مجنون، وغير فاسد أن يتصدى لهذا الأمر، فيما يتعلق بامتلاك الأندية؟ وهو سؤال قد يبدو مثيرًا للأسى بشكل خاص بالنسبة إلى مشجعي تشارلتون أتليتيك وأستون فيلا، مع اقتراب الموسم من نهايته. هبط كلا الناديين هذا الأسبوع، الأول للدرجة الثانية والثاني من الممتاز للأولى. لكن الغضب الجماهيري يعتصرهما. كلاهما يواجه خسائر كبرى، وكلاهما أعطى الانطباع بأنه تعرض للتفريغ من الداخل، سواء كان ذلك مرة واحدة أو على مدار الوقت، على يد نوع جديد من الملكية الكارثية طويلة الأمد.
إن كرة القدم لا تقف محلها أبدًا. تظهر أشكال وفرق جديدة. وقد كان هناك مالكون أكثر غموضًا وأكثر سوءًا من البائس رولان دوشاتيليه في تشارلتون، والمتواضع، وإن كان بارد المشاعر، ليرنر في أستون فيلا. لكن تظل الحقيقة، حتى مع اقتراب ليرنر من بيع أستون فيلا أخيرًا، أن كرة القدم الإنجليزية هنا وجدت اثنين من المالكين السيئين ليس بناء على المعايير التقليدية لعدم الكفاءة، أو المعايير المفرطة في المثالية التي يضعها المشجعون، لكنهما سيئان بطرق جديدة ومبدعة، وسيئان بطريقة من الواضح أنها غير مفهومة لأي شخص.
تحت قيادة دوشاتيليه في تشارلتون.. لم يشهد النادي عامين أسوأ مما مر بهما في عهد هذا الرجل، من حيث الفوضى وتدمير الذات. واقع الحال أن تحقيق النجاح في تشارلتون ما كان ينبغي أن يكون بهذه الصعوبة. خرج هذا النادي القديم إلى النور بفعل الازدهار الذي امتد في أواخر العصر الفيكتوري شرقًا على طول خطوط السكك الحديدية، والذي كان يجذب خلال الفترة الذهبية سواء قبل أو بعد الحرب العالمية أكبر عدد من المشجعين في إنجلترا.
مرت على النادي فترات عصيبة. لكن بحلول منتصف الثمانينات كان ملعب «ذا فالي» أطلالاً من الخرسانة المسلحة، والأعشاب التي نمت في شقوق المدرجات. لكن بالقفز إلى عام 2004 الذي أنهى فيه تشارلتون الدوري الممتاز في المركز السابع، وكان قريبًا من الوصول لدوري الأبطال، حتى قرر تشيلسي أن يضع نهاية لكل هذا باختطافه نجم الفريق سكوت باركر.
اشترى دوشاتيليه النادي في يناير (كانون الثاني) 2014، عن طريق «ستابريكس إن في»، وهي «أداة استثمارية لها مصالح كثيرة تتعلق بكرة القدم». يملك دوشاتيليه، وهو رائد أعمال، وسياسي شعبوي يتمتع بشخصية غريبة الأطوار نوعًا ما، رابطة من الأندية الصغيرة في أنحاء أوروبا. ومن الواضح أنه نجح في إقناع رئيس النادي لوقت طويل، ريتشارد موراي.
وخلال فترة شديدة الغرابة امتدت 28 شهرًا، غير تشارلتون 5 مدربين. وحقق الفريق تحت قيادة النظام الحالي، وبرجاله الواقعين تحت الضغط وأولئك المارين مرورًا عابرًا، الفوز في 18 من 70 مباراة لعبها. وأصدر دوشاتيليه بيانًا الشهر الماضي يشبه فيه جمهور النادي بمشاهدي السينما أو زبائن المطعم الذين لا «يصرخون في المسؤولين» إذا لم تعجبهم خدمة العملاء.
أثارت الهزيمة التي تلقاها الفريق على ملعبه من ديربي كاونتي نهاية الأسبوع الماضي احتجاجات هائلة خارج الملعب، حيث ارتدى عدد من الجماهير ملابس بدوية ورفعوا أكياسًا هوائية على شكل نخلات، في إشارة مشوشة إلى حد ما إلى إجازة لعشرة أيام قضاها الرئيس التنفيذي في دبي. وتخطط جماعة «الائتلاف ضد رولان دوشاتيليه» لحضور مكثف آخر خلال مباراة السبت على ملعب النادي ضد برايتون.
وفضلاً عن هذا، فليس هنالك ما يسر أحدًا. من خلال مزيج من الأخطاء الأساسية التي تشمل إبعاد المشجعين، لقد حول المالك الذي نادرًا ما شوهد داخل النادي، تشارلتون من واحد من الأندية متوسطة القوة والمزدهرة بجنوب لندن، إلى مكان مقفر، يتوق لتحرير نفسه من قبضة سمسار شبه منفصل عنه.
أما أستون فيلا مع الأميركي ليرنر، صاحب الشخصية المشوشة فكانت الإخفاقات واضحة مع حقيقة ساذجة. ساند ليرنر مدربيه، في الأيام الأولى على الأقل. ومع هذا فهو يظل صاحب النصيب الأقل من النجاح وسط مالكي الأندية في تاريخ الدوري الممتاز. اشترى ليرنر أستون فيلا بأمواله. وخلال 10 سنوات كلفه النادي 350 مليون جنيه إسترليني، لكن النتيجة كانت هبوط الفريق، ووجد أن ثروته يتم استنزافها، بينما يتم تصويره بشكل عام على أنه شخصية دسيسة ومارقة وغامضة.
ومن ثم فهذا ما وصلنا إليه: خسائر في الوظائف، وتعثر في سداد مستحقات اللاعبين، وقائد للفريق يسأل عما الذي يتعين على لاعب كرة قدم أن يفعله ليتم الاستغناء عنه.
ليرنر ليس رجلاً سيئًا، لكنه ليس له علاقة بكرة القدم وإدارتها، وعليه أن يمضي وألا يقترب من شراء الأندية مرة أخرى أبدًا.
المشكلة الحقيقية. أن الأندية تحصل على المالكين الذين تستحقهم، مع استسلام للسوق، والشرط التنظيمي الوحيد هو أن توفر الإمداد والإنفاق.
يقول هذا الطرح إن أندية كرة القدم ليست بالمعنى الحقيقي أصولاً مجتمعية (المجتمعات نفسها صارت شيئًا عفا عليه الزمن)، لكنها سلع تجارية شأنها شأن أي شيء آخر. وتبدو شكوانا من أننا غير راضين عن كون الأسواق غير المنضبطة تجذب على السواء المستثمرين المرغوبين والانتهازيين غير ذوي الكفاءة، تبدو أشبه بترك الأبواب والنوافذ مفتوحة ثم نبكي عندما يسرق أحدهم جهاز التلفزيون. هذه هي المشكلة مع الليبرالية الاقتصادية الجديدة. ربما جاء ليرنر إلى أستون فيلا كطفل ثري ولد وفي فمه امتياز رياضي من فضة، بعد أن كان غير محبوب في نادي كليفلاند براونز. وربما كانت إخفاقاته في فيلا شديدة الضرر. لكن دوشاتيليه قد يبدو رائد أعمال رأسماليًا متطرفًا أكثر خطورة، ويحمل بعض الأفكار الغريبة.
لكن ليس في القانون الإنجليزي أو في لوائح كرة القدم ما يمنع أيًا من هؤلاء الناس من شراء البنية التحتية والأراضي المرتبطة بالأندية وكذا الروابط الجيلية وأن يتصرفوا كما يشاءون. ولكي توفر الحماية، على طريقة الدوري الألماني، سيكون من شأن هذا أن يؤدي إلى القيام بعدد من الأفعال غير المقبولة، وتكون الجريمة النهائية هي إفساد السوق أو العمل على انحرافه. ومن ثم فها نحن أمام ناديين كبيرين عريقين يراودهما الأمل في أن يجدا المشتري المناسب في المرة القادمة.
وطالما كان هناك مشجعون، فهؤلاء المرتبطون بهذا العشق غير المشروط، هم من سيقاتلون، لكن بحاجة لبعض التنظيم الملائم، والقليل من السياسات الحمائية غير المخزية، أن نمنحهم مالكًا مناسبًا لا يدمر أنديتهم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».