السيسي يؤكد ثقته بوقوف المصريين في مواجهة دعاوى التشكيك

تعهد خلال احتفال عيد القضاء بالنأي بنفسه ومسؤولي الدولة عن التدخل في الأحكام

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد القضاء في القاهرة أمس (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد القضاء في القاهرة أمس (رويترز)
TT

السيسي يؤكد ثقته بوقوف المصريين في مواجهة دعاوى التشكيك

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد القضاء في القاهرة أمس (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد القضاء في القاهرة أمس (رويترز)

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، في كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد القضاء، بالالتزام والحرص على استقلال السلطة القضائية. وأكد الرئيس المصري أن استقلال القضاء هو ركيزة أساسية للدستور، مشيرا إلى ثقته في وقوف الشعب المصري بكل أطيافه على قلب رجل واحد في مواجهة «مساعي الشر»، ودعاوى «التشكيك والإحباط».
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمة ألقاها بدار القضاء العالي، بوسط القاهرة، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الدستور أرسى مبدأ سيادة القانون والفصل بين السلطات واستقلال القضاء والنيابة العامة.
وأضاف أن «استقلال القضاء ركيزة أساسية من ركائز دستورنا ومجتمعنا ومنهج في الحكم ألتزم به وسألتزم به دائما.. ولقد حرصت منذ تحملي المسؤولية على التأكيد على استقلال القضاء».
وأكد السيسي ثقته في أن «القضاء المصري بتراثه القانوني الراسخ وخبرات شيوخه وإيمان شبابه بقيمه ومبادئه، قادر على التفاعل مع معطيات مجتمعنا وحركة تاريخه وأحداثه المصيرية وكل ما يهدد كيانه الوطني، بعيدا عن أي انحيازات عقائدية أو سياسية».
وكانت مصر قد واجهت انتقادات دولية على خلفية أحكام قضائية بالإعدام على أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد عزله عن الحكم في يوليو (تموز) عام 2013. لكن القاهرة حرصت حينها على تأكيد استقلال القضاء.
وجدد الرئيس المصري تأكيده على حرصه على استقلال القضاء قائلا: «اليوم أؤكد مرة أخرى تمسكي بأن أنأى بنفسي وبكافة المسؤولين عن أي شبهة للتأثير على أحكام القضاء أو التدخل في شؤونه».
وقال السيسي، خلال كلمته أمس، إن هناك «محاولات مستمرة من الداخل والخارج لوقف حركة التقدم وبناء مصر الحديثة»، مشددا على ثقته الكاملة في «وقوف الشعب المصري في مواجهة مساعي الشر والسوء ودعاوى التشكيك والإحباط»، لافتا إلى أن قضاة مصر يقدمون «خير دليل على إصرار هذا الشعب على الحفاظ على هوية مصر الوطنية بتسامحها واعتدالها».
وتابع قائلا، إن اللقاء يأتي وقد أصبحت مصر «أكثر أمنا وأمانا وتخطو بخطوات ثابتة نحو البناء والتنمية على أسس علمية مدروسة، بما يحقق النهضة المنشودة في كافة المجالات».
وأضاف الرئيس المصري أن «مرحلة البناء الراهنة تتطلب جهودا مضاعفة وعملا متواصلا، وقبل هذا وذاك فإن الأساس الحاكم لها إنما يتمثل في سيادة القانون علينا جميعا أبناء هذا الوطن، وهو الأمر الذي يلقي على عاتق الجهات والهيئات القضائية مهمة وطنية جسيمة لتمكين المصريين من الحصول على حقوقهم والتعريف بمسؤولياتهم».
وتابع أن «القوانين تمثل الإطار الحاكم لعملكم الجاد، ومن ثم بات تنقيحها وتطويرها ضرورة واجبة ومهمة أساسية من مهام السلطة التشريعية التي أضحت تضطلع بدورها وتمارس مهامها بعد تشكيل مجلس النواب الجديد، من أجل إصلاح تشريعي فاعل يعتمد على رؤية مستمرة تعلي مصلحة الوطن».
وكان الرئيس المصري قد استهل كلمته بالوقوف دقيقة حداد، على أرواح شهداء مصر من رجال القضاء والجيش والشرطة. واغتيل خلال الشهور الماضية عدد من رجال القضاء، على رأسهم النائب العام المصري هشام بركات، وقضاة كانوا يشرفون على الانتخابات البرلمانية في سيناء.
إلى ذلك، استقبل الرئيس السيسي، أمس، الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسفير الولايات المتحدة الأميركية بالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بأن الرئيس السيسي أكد اعتزاز مصر بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة، وحرصها على تطوير التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في جميع المجالات، بما في ذلك الصعيد الأمني والعسكري الذي يمثل أحد مجالات التعاون الهامة بين البلدين. وأشار الرئيس السيسي إلى الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكدا أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية في هذا المجال، وتبني استراتيجية شاملة تتضمن الأبعاد الفكرية والاجتماعية والتنموية، إلى جانب التدابير الأمنية والعسكرية. كما أوضح تطلع مصر لمواصلة التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة إزاء مختلف التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، بما يساهم في تمكين البلدين من التغلب على المخاطر المشتركة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، أكد خلال اللقاء حرص بلاده على تعزيز وتقوية علاقات الشراكة التي تربطها بمصر منذ عقود، مشيرًا إلى التعاون البناء القائم بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك المجال العسكري والأمني، وأهمية دور مصر المحوري في الشرق الأوسط، باعتبارها ركيزة أساسية للسلام والاستقرار، مشددا على حرص بلاده على تكثيف التنسيق والتشاور مع مصر بوصفها شريكًا هامًا للولايات المتحدة.
كما أشاد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية بجهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى تطلع بلاده لمواصلة التعاون بين البلدين في هذا المجال، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.