الحكومة المغربية تعتزم إصلاح الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي

الحكومة المغربية تعتزم إصلاح الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي
TT

الحكومة المغربية تعتزم إصلاح الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي

الحكومة المغربية تعتزم إصلاح الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي

كشفت الحكومة المغربية، أمس، بشكل غير رسمي عن مشروع قانون لإصلاح الهيئة العليا للاتصال المسموع والمرئي، يتضمن إضافة وظيفة جديدة للهيئة، تتعلق بإمكانية تلقي المجلس الأعلى للهيئة شكاوى من البرلمان أو الحكومة، أو الأحزاب السياسية أو الاتحادات العمالية، أو المنظمات الأهلية المهتمة بالشأن العام، تهم خرق القنوات العمومية والإذاعات العمومية والخاصة للقوانين. وفتح المشروع أيضا الباب أمام المواطنين لتقديم شكاواهم للهيئة العليا مع المطالبة بحق الرد، أو نشر بيان حقيقة.
وتتوخى الحكومة من هذا المشروع، الذي نص عليه الدستور، تكريس استقلالية الهيئة العليا خصوصا في مجال التصدي التلقائي لفرض احترام القنوات العمومية والمحطات الإذاعية الخاصة للقوانين والأنظمة، المطبقة في قطاع الاتصال المسموع والمرئي.
وخول المشروع الحكومي للهيئة في صيغتها الجديدة السهر على إبراز الصور الإيجابية للمرأة، والمساهمة في محاربة الصور النمطية السلبية لها في المجال المسموع والمرئي، والسهر أيضا على حماية حقوق الأطفال والجمهور الناشئ، والحفاظ على سلامته الجسدية والذهنية من المخاطر التي قد يتعرض لها إعلاميا.
كما وفر المشروع للهيئة جميع التدابير للقيام بمهمة فرض احترام قواعد التعبير عن تعددية تيارات الفكر والرأي، سواء منها السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، في القنوات العمومية. ومنح المشروع للهيئة مهمة السهر على تقييد القنوات العمومية في ميدان الإعلان واحترام التعددية والمساواة خلال الحملات الانتخابية مع إمكانية إصدار العقوبات على المخالفات المرتكبة من لدن المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة.
وتعهد المشروع بضمان حيادية القنوات التلفزيونية العمومية في ممارسة مهامها اتجاه السياسيين، مشددا على ضرورة توجيه الهيئة لبيان مفصل عن المدة الزمنية التي استغرقتها مداخلات الشخصيات السياسية والنقابية. وشملت صلاحيات الهيئة أيضا إبداء الرأي في كل مسألة تحال إليها من طرف العاهل المغربي، أو الحكومة أو البرلمان في كل ما يتعلق بقطاع المسموع والمرئي في أجل لا يتعدى 60 يوما من تاريخ التوصل بها، وعند الاقتضاء التمديد الإضافي مدة 30 يوما مع بيان الهيئة لأسباب التأخر. وظلت الهيئة في صيغتها الجديد المؤسسة الدستورية الوحيدة المالكة لسلطة منح الرخص والتصاريح المتعلقة بمجال المسموع والمرئي، بالإضافة إلى توقيع العقوبات على المخالفين أو إحالة ملفاتهم على القضاء إذا استوجب الأمر ذلك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».