الأنظار تتجه للكويت مجددًا مع وصول الانقلابيين

وفد الشرعية يمهل الحوثيين يوماً إضافياً لحضور {مشاورات الكويت}

الأنظار تتجه للكويت مجددًا مع وصول الانقلابيين
TT

الأنظار تتجه للكويت مجددًا مع وصول الانقلابيين

الأنظار تتجه للكويت مجددًا مع وصول الانقلابيين

تتجه الأنظار اليوم (الخميس) صوب الكويت مجددًا مع وصول وفد الحوثيين وأتباع المخلوع صالح، في حين يسود غموض حول أجندات اليوم بالنظر إلى عدم وضوح مسار المشاورات اليمنية - اليمنية برعاية الأمم المتحدة. وبحسب مصادر يمنية رفيعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوفد الحوثي وأتباع المخلوع صالح وصلوا إلى مسقط أمس، على أن يصلوا إلى الكويت اليوم (الخميس)، بعد ضغوط مورست عليهم لعرقلتهم مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة، وذلك من قبل بعض السفراء الذين اتصلوا بمسؤولين في القوى الانقلابية لحثهم على القدوم للكويت والامتثال لطلب الأمم المتحدة.
وهدد وفد الحكومة اليمنية، أمس، بمغادرة الكويت ما لم يحضر وفد الحوثيين لبدء المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، بحلول اليوم الخميس، وحمَّله مسؤولية إفشال المحادثات بتلكؤه في الحضور لأكثر من ثلاثة أيام، وأيضًا لاستمرار المتمردين في انتهاك وقف إطلاق النار وتصاعد اعتداءاتهم في كل الجبهات.
بدوره، قال عبد العزيز جباري، نائب رئيس الوزراء اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن لدى الوفد توجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتحلي بالصبر والانتظار في الكويت حتى اليوم الخميس، حتى يعرف الشعب اليمني، والعالم، مدى استهتار الميليشيات الحوثية ومن يتعامل معهم بمقدرات الشعب اليمني. ولدى سؤاله حول مطالبة الحوثيين بإدراج ما يسمى «اتفاق السلم والشراكة» في أجندة أعمال مباحثات الكويت، قال جباري إن هذه المحاولات تهدف إلى إفشال المشاورات.
وقالت الأمم المتحدة أمس إن المشاورات ستنطلق اليوم، وذلك بعدما أعلن وفد الحوثيين أنه غادر صنعاء باتجاه الكويت عبر مسقط.
وبحسب مصادر قريبة من وفد الشرعية اليمنية، فإن «الحكومة اليمنية أظهرت جليًا للعالم موقفها الداعم للسلام وتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد، إضافة إلى التأكيد على الشعب اليمني بأن حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي داعية للسلام وتحقيقه عبر القدوم للمشاورات والالتزام بأعلى درجات ضبط النفس إزاء الخروقات للهدنة، فضلاً عن الالتزام بالقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة، وهو ما تمثل بإرسال المبعوث الأممي إلى اليمن رسائل شكر وتقدير لوفد الحكومة على التزامه بالعهود والمواثيق الدولية».
وكان مفترضًا أن تبدأ مشاورات السلام اليمنية - اليمنية، الاثنين الماضي، لكن جماعة الحوثي وأتباع المخلوع صالح كرروا السيناريو ذاته الذي اتبعوه في مؤتمري «جنيف1» و«جنيف2»، ولم يلتزموا بالحضور في الموعد المحدد لبدء المشاورات اليمنية – اليمنية.
وبحسب مراقبين للشأن اليمني تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن هذا السيناريو كان متوقعًا بالنظر إلى مواصلة القوى الانقلابية خروقاتها لوقف إطلاق النار، وهو ما أكده الدكتور عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد المفاوض في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط».
من جانب آخر، أفادت مصادر يمنية رسمية بأن قائمة أولية وصلت بأسماء المشاركين من أتباع القوى الانقلابية في مشاورات السلام اليمنية، وهم: محمد عبد السلام رئيسًا، ومهدي المشاط نائبًا للرئيس، وعضوية كل من: حمزة الحوثي، وحميد عاصم، وناصر باقزقوز، وعبد الإله حجر، وسليم المغلس. في حين يضم وفد «المؤتمر الشعبي» العام كلاً من: عارف الزوكا الأمين العام لـ«المؤتمر» رئيسًا، وياسر العواضي الأمين العام المساعد نائب رئيس الوفد، وعضوية كل من: أبو بكر القربي، وفايقة السيد، ويحيى دويد، وخالد الديني، وعايض الشميري.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.