تعاون بين الحوثيين و«القاعدة» وتبادل لـ96 أسيرًا بينهما في البيضاء

محافظ الضالع: مخاوف من انحسار الآمال بإيقاف الحرب

تعاون بين الحوثيين و«القاعدة» وتبادل لـ96 أسيرًا بينهما في البيضاء
TT

تعاون بين الحوثيين و«القاعدة» وتبادل لـ96 أسيرًا بينهما في البيضاء

تعاون بين الحوثيين و«القاعدة» وتبادل لـ96 أسيرًا بينهما في البيضاء

شهدت محافظة البيضاء، منتصف ليل الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء، شكلا آخر من أشكال التعاون بين الميليشيات الانقلابية وبين ما يسمى بـ«أنصار الشريعة» (تنظيم القاعدة) في اليمن. إذ تبادل الطرفان الأسرى. وقالت مصادر محلية في المحافظة، وسط البلاد، لـ«الشرق الأوسط» إن جماعة الحوثي تسلمت من تنظيم القاعدة 47 أسيرا، وبالمقابل تسلم تنظيم القاعدة من الحوثيين 49 أسيرا.
وكشفت المصادر عن أن من بين الـ49 أسيرا الذين تم تسليمهم لتنظيم القاعدة اثنين من أبناء الشيخ القبلي طارق الفضلي بمحافظة أبين والذي سبق وأن استهدفت مقاتلات التحالف مسكنه الأحد الماضي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم التعاون فيها بين عناصر تنظيم القاعدة ومسلحي جماعة الحوثي، فقد سبقها عمليات تهريب للمشتقات النفطية من حضرموت وشبوة، وكذا دعم الميليشيات لعناصر القاعدة في مدينة المكلا شرقي البلاد، من خلال تعزيزها بنفقات ومرتبات عدد من الجهات الحكومية الواقعة تحت سيطرة عناصر تنظيم القاعدة نظير بيع الأخيرة الوقود والسلاح وغيرها من المواد التي يتم تهريبها إلى المحافظات الشمالية التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس الأسبق صالح مثل البيضاء وذمار وإب وصنعاء وعمران وصعدة.
وعلى صعيد آخر قال محافظ الضالع فضل محمد الجعدي إن اليمن يمر بظروف بالغة الحساسية والتعقيد، خاصة مع انحسار مستوى الآمال المعقودة على مشاورات الكويت، لافتا إلى أن المؤشرات الأولية لهذه المباحثات تشير إلى أن خيار الحرب هو التوجه السائد.
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه وبرغم ما خلفته الحرب من نتائج كارثية ومأسوية جراء الحرب العبثية التي فرضتها الميليشيات المسلحة وقوات الرئيس المخلوع على اليمنيين وعلى العملية السياسية الانتقالية، فإن القوى الانقلابية لا يبدو عليها أنها باتت جادة في تعاملها السياسي مع الحلول الموضوعة لوقف الحرب واستئناف العملية السياسية وفق مبادرة الأمم المتحدة المستندة لقرارات الشرعية الدولية وعلى وجه التحديد القرار 2216 الذي يشير صراحة إلى انسحاب الميليشيات من المدن وتسليم السلطة، وكذا السلاح إلى الدولة واستئناف العملية السياسية بناء على مبادرة دول الخليج ومقررات الحوار الوطني.
وأشار إلى أن عملية البناء والأعمار يستلزمها عودة كافة مؤسسات الدولة وسلطاتها، منوها بهذا السياق إلى أن محافظة الضالع تتعافى يوما عن يوم من الأوضاع المتردية في كل المستويات الإدارية والخدمية والأمنية والاقتصادية والتنموية، وأن وتيرة العمل لاستعادة كل هذه الأشياء يتطلب وقتا ودعما ماليا وإغاثيا كبيرا من شأنه أن يحدث فرقا في العملية القائمة.
ولفت إلى أن قيادة المحافظة سعت خلال الفترة الماضية لأجل استعادة مؤسسات وسلطات الدولة وكذا الخدمات الأساسية، علاوة على تنظيمها وإشرافها على الإغاثة الإنسانية، موضحا أن خدمة الكهرباء عادت وبعد انقطاع دام سنة كاملة، فضلا عن الشروع بأعمال إنشائية وإصلاحية في نواحي الطرقات والخدمات الضرورية، إلى جانب المرافق العامة الأخرى التي طالها الخراب والدمار ووفقا والمخصصات الضئيلة المتاحة.
إلى ذلك، كشف مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بمحافظة الضالع، عن 1611 مسكنا ومحلا تجاريا خاصا وكذا منشآت حكومية طالها الهدم الكلي والجزئي نتيجة الحرب التي شهدتها المحافظة خلال الفترة من نهاية مارس (آذار) وحتى مطلع أغسطس (آب)، لافتا إلى أن مديرية دمت شمال الضالع ما زالت خارج الإحصائية نظرا لاستمرار المواجهات فيها وحتى اللحظة الراهنة.
وأوضح المهندس عبد الرحمن علي حمود لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة هندسية قامت بحصر الأضرار في المباني والمنشآت الخاصة بالمواطنين، وكذا المنشآت الحكومية مثل مكاتب وزارات الصحة والسكان والشباب والرياضة والأشغال العامة والطرق وصندوق الرعاية الاجتماعية والتأمينات والعمل والإدارة المحلية والمالية والتخطيط والتعليم الفني والمهني والتأمينات والمعاشات وكلية التربية والمياه وغيرها من المرافق التي تضررت بالحرب.
ولفت إلى أن 90 مسكنا هدمت كليا فيما تعرضت 130 مركبة مختلفة لأضرار متفاوتة. وقدر تكلفة المساكن المتضررة البالغة 1611 مسكنا بأكثر من مليار ريال «الدولار يضاهي 251 ريالا يمنيا»، مشيرا إلى أن إجمالي الكلفة التقديرية تجاوزت ملياري ريال، وهي قيمة الأضرار لكافة المنازل والمعدات والآليات وتشمل مديريات الضالع والحصين وقعطبة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.