كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية، أمس، عن مخطط الجدار المنوي بناؤه على طول الحدود مع قطاع غزة، لمواجهة الأنفاق التي تحفرها «حماس» لتمتد في عمق الحدود. واتضح منها، أنها تتضمن بناء جدار فوق الأرض وتحتها، مع مجسات إلكترونية. وستكلف أكثر من مليار دولار، ويستغرق بناؤها سنتين.
وقالت هذه المصادر: «إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمر ببدء البناء فورا، من دون تحديد سقف لموازنته؛ ما أثار استغراب وزارة المالية». وقال مصدر: «عند أداء مهمة أمنية مقدسة كهذه، لا يسألون عن التكاليف ولا عن كيفية تدبيرها».
وحسب مصادر في الجهاز الأمني، فقد تم خلال الأشهر الأخيرة: «إجراء تحليل معمق للعائق المطلوب من أجل مواجهة الأنفاق. وكمرحلة أولى، تمت صياغة مفهوم عمل أساسي من قبل الضباط الكبار في سلاح الهندسة، وسلاح الاستخبارات والشاباك، وشركات هندسة مدنية، وشركات بنى تحتية، وشركات تكنولوجية، ومهندسين خبراء بالأنفاق. وقررت جهات رفيعة في الجيش وفي الجهاز الأمني الإسرائيليين، العمل انطلاقا من الفرضية الصارمة التي تقول، إنه على الرغم من اكتشاف النفق الهجومي هذا الأسبوع، فإن هناك أنفاقا أخرى لم يتم كشفها بعد. ويفترض بالعائق المخطط، أن يكون معقدا ويوفر ردا على سلسلة من التهديدات فوق الأرض وتحتها. وسيشمل إنشاء سياج وأسوار، وتركيب وسائل هندسية وتكنولوجية مستحدثة ومميزة من نوعها في العالم. وعلى سبيل المثال، سيتم تركيب أجهزة استشعار لاكتشاف الفجوات تحت الأرض، وحفريات حتى أعماق المياه الجوفية، وإنشاء سياج علوي، لتوفير رد للتهديدات البرية. وسيقام سور في أعماق الأرض، وسيتم تركيب منظومات لرصد المعلومات وجمعها، ومنظومات لإطلاق النار، وأجهزة استشعار، وبالونات مزودة بالكاميرات وغيرها».
ويقوم الجهاز الأمني بتفعيل منظومة كاملة من طرق الاكتشاف، بعضها تجريبي. لذلك؛ أرسل الجيش آليات هندسية ثقيلة إلى قسم من مناطق الحدود مع القطاع، لإجراء حفريات عميقة بواسطة أدوات تم إحضار بعضها خصيصا من الخارج.
ويترافق هذا النشر مع توجيه انتقادات لاذعة لنتنياهو، بالقول إن «كشف النفق الممتد من القطاع إلى إسرائيل، يدل على كذب الادعاء في نهاية الحرب الأخيرة في صيف 2014. التي جاء فيها أنه تم تدمير شبكة الأنفاق الهجومية، وأن إسرائيل لن تسمح بحفر أنفاق جديدة عابرة إلى أراضيها. فتقديرات الشباك بأن حماس عادت لحفر الأنفاق، وأن بعضها كما يبدو اجتاز السياج الحدودي باتجاه إسرائيل؛ ما يجعل مصداقية ادعاءات نتنياهو السابقة محل شك».
وقال الخبير العسكري، عاموس هرئيل، أمس: «إن نتنياهو ومن خلال ضائقته السياسية الجديدة، سحب ورقة ثبتت نجاعتها، وهي ورقة العقل اليهودي المغيب، وما صاغه وزير الأمن بشكل حذر، قاله نتنياهو بكل ثقة». فقد أعلن يوم الاثنين، أن إسرائيل هي أول دولة في العالم تحقق اختراقا تكنولوجيا، سيوفر ردا على تهديد أنفاق الإرهاب. صحيح أن كشف النفق بالقرب من كيبوتس حوليت تم بمساعدة تطوير تكنولوجي جديد، لكنه يبدو أن الإعلان بحل قريب للمشكلة يعاني من المبالغة إلى حد معين.
هذا لم يصل بعد إلى «قبة حديدية جوفية»، كما عرض نتنياهو الأمر. الدمج بين أفكار مختلفة ووسائل مختلفة لكشف الأنفاق لا يزال يمر في المراحل الأولية للتطبيق. القدرة على تمشيط الأرض واكتشاف الأنفاق التي تم حفرها، لا يزال يحتاج إلى إثبات. في الجيش قدروا اليوم بأن «استكمال نشر المنظومة وتفعيلها بشكل كامل يحتاج إلى عامين تقريبا».
وأضاف: «إذا طلبت إسرائيل الهدوء المتواصل مع حماس، فإن هناك طرقا كثيرة ستضطر إلى التفكير في عملها، إلى جانب كشف الأنفاق وأعداد الجيش لاحتمال اندلاع الحرب. أحد أهم هذه الأمور، يتعلق بتحسين شروط المعيشة في القطاع. وهي فكرة أعرب عن دعمه لها حتى وزراء اليمين مؤخرا. ولكن معالجة هذا الموضوع بالذات تجري بتلكؤ، كما لو أننا نملك كل الوقت في العالم، وأن القطاع لن يشتعل أيضا لأسباب لا تتعلق بالأنفاق مباشرة. في هذه الأثناء، وعلى الرغم من اللهجة الحربية التي تسمع في القدس منذ بداية الأسبوع، فإنه لا تزال السياسية الإسرائيلية بشأن القطاع كما هي. وقد غاب عن التصريحات الحاسمة لرئيس الحكومة ووزير الأمن وكبار قادة الجيش، عنصر واحد: التهديد بعملية عسكرية فورية ردا على كشف النفق. عمليا، لم يتغير شيء في توجيهات القيادة السياسية للجيش. الحكومة تطلب من الجيش تحقيق الهدوء المتواصل قدر الإمكان في قطاع غزة. تأخير المواجهة العسكرية مع حماس لمدة سنة على الأقل، سيستقبل بالترحيب في القدس. يبدو أن نتنياهو لا يملك خطة لإسقاط سلطة حماس، وفي كل الأحوال يبدو أنه لا ينوي المبادرة إلى خطوة في القطاع».
إسرائيل تبني سورًا فوق الأرض وتحتها على طول حدودها مع غزة
خبراء عسكريون يقولون إنها لم تجد حلا عسكريًا لمعضلة أنفاق حماس
إسرائيل تبني سورًا فوق الأرض وتحتها على طول حدودها مع غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة