احتاج كريستيان إريكسن إلى طاولة في لندن، في أحد الأماكن الساخنة في العاصمة، واحتاج لأحد الأشخاص لمساعدته للحصول عليها. ومن ثم فقد استعان لاعب وسط توتنهام هوتسبر بمن يمكن أن يرتب له الأمور: حارس مرمى ليستر سيتي، وزميله في المنتخب الدنماركي، كاسبر شمايكل. يقول إريكسن: «احتجت إلى طاولة من أحد معارفه، وكل ما فعلته أني بعثت إليه رسالة نصية في اليوم التالي».
ومع هذا، فسرعان ما انتقلت إلى المحادثة إلى الجدول الذي يشغلهما، والذي يظهر انفراد ليستر بصدارة الدوري بفارق 5 نقاط عن توتنهام. يقول إريكسن، وعلى وجهه ابتسامة: «قلت له: (حظا طيبا سواء بالفوز - أو عدم الفوز). وقد رد بالمثل».
ظلت تدور بينهما هذه المحادثات لفترة، سواء عن طريق الرسائل النصية أو وجها لوجه خلال وجودهما مع منتخب بلادهما، وكان آخرها عندما التقيا نهاية الشهر الماضي للمشاركة في مباراتين وديتين ضد آيسلندا واسكوتلندا. والأمر المحزن بالنسبة لكليهما أن الدنمارك لم تتأهل لنهائيات «يورو 2016». يقول إريكسن: «كانت خيبة أمل كبيرة جدًا. ولحسن الحظ أنه قد مر وقت طويل على ذلك الآن، ومن ثم أصبح من الأسهل الحديث عنه. ومن حسن حظي أن شيئا آخر بات يشغلني الآن».
ولدى سؤاله عن تعليق شمايكل من في وقت سابق، عندما صرح بأن ليستر لا يتحدث عن اللقب، قال إريكسن: «عندما تكون قريبا بهذا الشكل وقادم من الوضع الذي كانوا فيه، بالطبع سيتطلعون إلى اللقب. لكن عند الحديث إلى الصحافة، فإنك تقول كلاما مختلفا قليلا». يتعامل إريكسن بسلاسة وهو يشعر بالارتياح هنا تماما. يهطل المطر بالخارج وهو يراقب البط الذي دخل مركز تدريب توتنهام ليقيم في برك المياه المتكونة. يقول: «هذا طقس صعب. سنذهب إلى اليابان في الصيف مع الدنمارك، ومن ثم، أتمنى أن يكون هناك الكثير من سطوع الشمس». ويقول إريكسن إنه دائم المزاح والضحك مع شمايكل؛ فمن سيرسل رسالة الضحكة الأخيرة؟ يرد إريكسن: «أتمنى أن أكون أنا. نحن لا نتبادل الرسائل كل أسبوع، لكن أحيانًا عندما تحتاج إلى شيء تبعث برسالة طلبًا له، أو إذا كان هناك شيء يتعلق بالدوري، نتحدث عنه. قد يكون تبادل الرسائل أكثر مرحا الآن بالنظر إلى مكاننا في البطولة».
وجد إريكسن نفسه في توتنهام. وقد كانت حالته الفنية رائعة مع فريق ماوريسيو بوكيتينو، حيث سجل 6 أهداف وصنع 10 أخرى في الدوري، وتجدر الإشارة إلى أن مسعود أوزيل لاعب آرسنال، هو فقط من صنع عددًا أكبر من الفرص في الدوري، وفقًا لإحصائيات شركة «أوبتا». عندما جاء بوكيتينو إلى النادي في 2014، كان إريكسن قصير القامة غير ملائم لاختياراته. يعتني المدرب بالحالة البدنية وكل لاعبيه الـ11 تقريبا يتمتعون بأطوال تصل إلى 6 أقدام فأكثر.
لكن إلى جانب اللمسات الحريرية، يملك إريكسن أخلاقيات عمل حديدية، وتشير الأرقام إلى أنه يغطي أكبر مساحة في معظم المباريات. وهذا في فريق توتنهام الذي لديه أعلى معدلات جري في الدوري. وأجبر ظهور ديلي إلى كصاحب رقم 10 الذي لا بد من اختياره، بوكيتينو على استخدام إريكسن ناحية اليسار لكنه جعل هذه الطريقة تنجح. يقول إريكسن: «هناك صلة جيدة من البداية (مع بوكيتينو)». ويضيف: «أعطاني الثقة لأن ألعب. أصبحت أكثر شراسة على المرمى لكن ربما كان هذا من الكيفية التي يريدنا أن نلعب من خلالها. الأرجنتينيون أكثر شراسة نوعا ما دائما! أنا دائمًا من نوع اللاعب الذي يجري كثيرا، ومن ثم فالجري ليس بهذا السوء. لدينا كرة القدم أيضا. الأمر لا يتعلق بالجري والقوة فقط».
أكمل إريكسن عامه الـ24 في فبراير (شباط) لكنه قطع شوطا صعبا. كان ظهوره الأول مع أياكس وهو في الـ17 من العمر، وثبت أقدامه سريعًا، وكان دائما تحت بؤرة الضوء في الدنمارك. فاز بـ3 ألقاب متتالية للدوري الهولندي قبل انتقاله في صفقة قيمتها 11 مليون جنيه لتوتنهام في 2013، ويمكنه أن يجد الإلهام من أول هذه الألقاب. كان يلعب إلى جانب يان فيرتونغن وتوبي ألدرويرلد - وهما الآن قلبا دفاع توتنهام - في فريق أياكس الذي كان يحتل المركز الثاني خلف توينتي على مدار كثير من موسم 2010 - 2011. لكن في اليوم الأخير للبطولة، هزم أياكس توينتي واختطف منه الصدارة. يقول إريكسن: «أعتقد أنه في مرحلة من المراحل، كنا نبتعد 12 نقطة عن المقدمة. لكننا اقتربنا واقتربنا، ثم حصلنا عليها. وكان معنى هذا اللقب كبيرا بالنسبة إلى النادي، وهذا الأمر نفسه هنا تقريبا هذا الموسم في توتنهام». ويضيف: «بالطبع، مر وقت أطول بالنسبة لتوتنهام منذ آخر مرة فاز فيها بالدوري، لكن أياكس كان معتادا دائما على إحراز البطولة ولم يكن فاز بها منذ 7 سنوات».
لعب إريكسن في دوري الأبطال مع أياكس، وهو مهتم بالعودة إلى البطولة مع توتنهام. ما زال يتبقى في عقده مع توتنهام عامان، وسيبذل النادي محاولات لتمديد عقده في الصيف لكن يرى مستقبلا مشرقا للفريق. يقول: «لدينا فريق مؤهل للمنافسة على اللقب، وإذا بقي كل اللاعبين، فسنؤدي بشكل أفضل الموسم المقبل. لقد أعطينا صورة جيدة للعالم بأننا فريق قوي فعلا وليس لقمة سائغة».
يبدو أن الأعصاب ستكون مشدودة تمامًا في المراحل الأربع المتبقية من الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما استغل توتنهام تعثر ليستر سيتي المتصدر لكي يقلص الفارق الذي يفصله عنه إلى 5 نقاط، وذلك بفوزه الكبير على ستوك سيتي (4 - صفر)، أول من أمس (الاثنين)، في ختام المرحلة الرابعة والثلاثين. ورأى مدرب توتنهام الأرجنتيني بوكيتينو أن فريقه وجه رسالة «مثالية» لليستر الذي اكتفى، الأحد الماضي، بالتعادل على أرضه مع وستهام يونايتد 2 - 2 مما فتح الباب أمام الفريق اللندني لكي يقلص الفارق، وقد استغلها على أكمل وجه بفوز ساحق على ستوك سيتي.
إريكسن وشمايكل.. دنماركيان يتنافسان على لقب الدوري الإنجليزي
لاعبا توتنهام وليستر يتبادلان الرسائل الضاحكة.. فلمن ستكون البسمة الأخيرة؟

كاسبر شمايكل برع في حراسة مرمى ليستر (إ.ب.أ)
إريكسن وشمايكل.. دنماركيان يتنافسان على لقب الدوري الإنجليزي

كاسبر شمايكل برع في حراسة مرمى ليستر (إ.ب.أ)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة