معتصمو البرلمان يرفضون مبادرة الرئيس العراقي لحل الأزمة

الجبوري يعتذر عن ترؤس الجلسة الموحدة

معتصمو البرلمان يرفضون مبادرة الرئيس العراقي لحل الأزمة
TT

معتصمو البرلمان يرفضون مبادرة الرئيس العراقي لحل الأزمة

معتصمو البرلمان يرفضون مبادرة الرئيس العراقي لحل الأزمة

رفض نواب في البرلمان العراقي أمس، مبادرة أطلقها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لحل أزمة المجلس من خلال جلسة استثنائية تطرح مسألة إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري على التصويت.
أعلن النواب المعتصمون رفضهم لمبادرة رئيس الجمهورية لحل أزمة رئاسة البرلمان، وقال النائب عن كتلة الأحرار المشارك في الاعتصام عقيل عبد حسين خلال مؤتمر صحافي عقده النواب المعتصمون في مبنى البرلمان أمس، إن المعتصمين يثمنون «مبادرة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي يعتبر حامي الدستور في دعوته إلى عقد جلسة لمجلس النواب».
كما تابع بالقول إن «النواب المعتصمين أرسلوا مبادرة مع وفد رئاسة الجمهورية تتضمن نقاطا يمكن التعامل بها وإعادة الوضع إلى ما هو عليه»، داعيا الجماهير إلى «الالتزام بضبط النفس وعدم المساس بالدوائر والوزارات ومؤسسات الدولة»، مشيدا في الوقت ذاته بـ«الروح العالية والمنضبطة للمعتصمين والمتظاهرين في الشارع العراقي».
ودعا عبد حسين الهيئات الدبلوماسية الأجنبية في العراق إلى «عدم التدخل في الشأن الداخلي للعراق»، مؤكدا أن «ما حصل هو انتفاضة للنواب المعتصمين لأجل الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد».
واعتذر الجبوري عن ترؤسه أو أي من نائبيه همام حمودي وآرام شيخ محمد جلسة الموحدة، وكشف بيان لمكتب رئيس البرلمان: «يتعذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائباه همام حمودي وآرام شيخ محمد عن القيام بمهامهم بشأن إدارة جلسة»، وأضاف أنه «وبناء على المادة 11 من النظام الداخلي لمجلس النواب، فللمجلس اختيار من سيقوم بإدارة الجلسة من النواب، وسيحضر الجبوري الجلسة بقلب مفتوح واستعداد كامل للإجابة عن أي استفسارات بشأن الأزمة». وتابع البيان: «كما ليس لدى رئيس البرلمان أية خطوط حمراء على ما سيطرح داخل الجلسة، لأن الأهم هو استمرار جهود الإصلاح تحت قبة برلمان واحد يضم ممثلي الشعب العراقي المتطلع إلى دولة أساسها الدستور والقانون».
وجدد النواب المعتصمون تمسكهم بدستورية جلسة الخميس الماضي، التي أقالوا فيها بالأغلبية طبقا لما أعلنوه هيئة رئاسة البرلمان وهو ما عده العرب السنة استهدافا للمكون السني، فإن أعضاء البرلمان المعتصمين فشلوا في الحصول على دعم المرجعية الدينية العليا في النجف.
ففيما رفض المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني استقبالهم فإنه وطبقا للأنباء الواردة من مكاتب باقي المراجع، فإن المرجع محمد سعيد الحكيم وهو أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف نفى أن يكون الحكيم استقبل وفدا من المعتصمين بناء على ما روجوه من أنباء، فان المرجع الآخر إسحق الفياض أسمعهم كلاما جراحا فحواه أن النواب المعتصمين هم جزء من آلية الفساد في العراق.
وحذر عضو البرلمان عن تحالف القوى العراقية مشعان الجبوري، وهو أحد البرلمانيين المعتصمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من «المؤامرات التي بدأت تحاك من أجل إجهاض مشروعنا الإصلاحي والمتمثل بإقالة الرئاسات الثلاث وليس رئيس البرلمان سليم الجبوري حتى يقال إن ذلك بمثابة استهداف للسنة». وأضاف الجبوري إن «الكتل التي وقعت على وثيقة الشرف، والتي هي في الواقع ليست أكثر من وثيقة تقاسم السلطة وتكريس المحاصصة التي انتفضنا ضدها هي التي تريد إعادة الأمور إلى المربع الأول من خلال إعادة التصويت»، وأضاف: «وكأن ما حصل غير شرعي من إقالة لهيئة الرئاسة الأسبوع الماضي وهو ما يعني أن الجهود المبذولة خلال الأيام الماضية بعد إقالة هيئة رئاسة البرلمان لم تكن جهودا من أجل الإصلاح ودفع العجلة إلى الأمام، بل من أجل إحباط ما قمنا به والعودة إلى ما كانت عليه الأمور، وهو ما يعني نجاح مشروع المحاصصة الذي يخططون لإبقائه مهما كان الثمن». وأوضح الجبوري إنه «مهما كانت المغريات من خلال المال المنهوب من الشعب فإن النواب الإصلاحيين سيواصلون مشروعهم نحو التغيير».
من جهته، عبر عضو البرلمان العراقي عن كتلة الوطنية شعلان الكريم، وهو أحد النواب المعتصمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن خشيته في أن «تكون المبادرة التي أطلقها معصوم لحل الأزمة بمثابة فخ الهدف منه تفتيت صف المنتفضين من النواب». وقال الكريم إن «مجرد الموافقة على المبادرة تعني اعترافا ولو غير مباشر بعدم قانونية إقالة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وهو ما سيؤدي إلى ضرب مشروع الإصلاح الذي نادينا به والذي لا يمكن تحقيقه ما لم يتم الخروج من عنق زجاجة المحاصصة الطائفية والعرقية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».