برهان: أحبطنا مخططًا للحوثيين لتفجير سفارات التحالف العربي في جيبوتي

وزير داخلية جيبوتي قال لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده لا تستطيع نكران جميل السعودية لأنها مولت أول مشاريع دولته بعد استقلالها

حسن عمر برهان وزير الداخلية الجيبوتي خلال حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: إقبال حسين)
حسن عمر برهان وزير الداخلية الجيبوتي خلال حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: إقبال حسين)
TT

برهان: أحبطنا مخططًا للحوثيين لتفجير سفارات التحالف العربي في جيبوتي

حسن عمر برهان وزير الداخلية الجيبوتي خلال حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: إقبال حسين)
حسن عمر برهان وزير الداخلية الجيبوتي خلال حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: إقبال حسين)

كشف حسن عمر برهان، وزير الداخلية الجيبوتي، عن إحباط بلاده محاولات حوثية لتفجير سفارات الدول العربية المشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، مؤكدا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن معلومات وردت إليهم قبل شن الميليشيات الهجمات الإرهابية، التي أرادت أن تكون خطوة للانتقام والرد على التحالف، الأمر الذي أدى لتلافي الخطر وتداركه قبل وقوعه.
واعتبر برهان، أن القاعدة السعودية في جيبوتي لن تكون قاعدة أجنبية، واصفا العلاقة بين البلدين بالخاصة، وزاد بالقول إن جيبوتي لديها ارتباط وثيق مع المملكة، مستبعدا في سياق متصل، أن تدخل إيران على الخط لاستمالة الموقف الجيبوتي، لأن حكومة طهران، وفق قوله، تفهم تماما طبيعة العلاقة التي تجمع السعودية وجيبوتي، التي لم تكن على النقيض طوال السنوات الماضية، إلى جانب أن أول مشاريع تمت في جيبوتي بعد استقلالها مولتها المملكة، وبالتالي لا نستطيع نكران الجميل السعودي.
وأوضح برهان، أن الإرهاب والقرصنة والهجرة غير الشرعية عوامل تعرض العالم للاضطراب والخراب، «ونحن في جيبوتي لدينا حدود أرضية مع الصومال وإثيوبيا وإريتريا، ولدينا حدود بحرية مع اليمن، وكثير من الإثيوبيين يأتون لجيبوتي ثم ينتقلون لليمن ومنها يدخلون بشكل غير نظامي للسعودية»، مؤكدا أن الصوماليين أيضا يتخذون نفس المسار في التسلل، الأمر الذي يستلزم تأطير تعاون أمني مشترك يجمع السعودية واليمن وجيبوتي للحد من تلك الهجرة.
وأشار إلى أن آلاف اللاجئين اليمنيين دخلوا لبلاده بعد الانقلاب الحوثي، وحاليا يوجد 5 آلاف في مخيم الإيواء في «أبخ» بينما يوجد في العاصمة الجيبوتية قبل الحرب وحتى اليوم أكثر من 10 آلاف يمني، إضافة إلى أن 60 ألف شخص من 72 جنسية غادروا اليمن لجيبوتي بعد شن عاصفة الحزم، وسافر نسبة كبيرة منهم لبلدانهم، مبينا أن السعودية ممثلة في مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت مساعدات عاجلة لأولئك اللاجئين، تمثلت في مواد غذائية وعلاجية وإيواء.
وشدد على أن إيران لن تتمكن من مساعدة الحوثيين عبر الحدود الجيبوتية، كما أن العلاقة بين البلدين سيئة، بعد أن قررت بلاده قطع العلاقات على أثر الهجوم الذي وقع ضد سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، مضيفا أن حكومة جيبوتي لم ترض ذلك العمل ولم تتقبله، وتصنف أي تجاوز على المملكة وأهلها بأنه يندرج في إطار الإساءة إلى الشعب الجيبوتي نفسه.
وذكر أنهم في طليعة الدول التي أيدت الشرعية اليمنية، وحين غادر الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء لعدن، أرسل إليه وقتها الرئيس الجيبوتي خطابا يدعم موقفه ويساند حكومته، «ونحن واليمنيون إخوان وبلد واحد، وكثير من الجيبوتيين أصولهم يمنية، وأنا شخصيا حضرمي تعود أصولي من مدينة المكلا».
ووفقا للوزير، فإن تنظيم القاعدة الإرهابي، لم يتمكن من التسلل لجيبوتي أثناء الصراع الدائر في اليمن، كما أن الحكومة اليمنية طلبت من الحكومة الجيبوتية في بداية الأزمة أن تتحفظ على 4 طائرات يمنية في أرض مطار جيبوتي، وقد استعادت الشرعية الطائرات الأربع بعد ذلك، والأمر كذلك ينطبق على أربعة زوارق حربية يمنية لجأت لجيبوتي وتحفظت عليها الحكومة قبل تسليمها للسلطات اليمنية، وكان الهدف صيانتها من خطر امتلاكها من قبل التنظيمات المتطرفة.
وفي إطار مكافحة القرصنة، قال إن القوات الدولية متعددة الجنسيات تساند جيبوتي في صون مياهها الإقليمية، وأصبح من المستبعد اليوم، اختطاف السفن البترولية، التي تعبر من الخليج للأسواق العالمية، بأمان دون أي هواجس.
وقال إن القراصنة عملوا في وقت سابق على تمويل العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الشباب الصومالية، وقد انحسرت النشاطات الإرهابية لتلك الجماعة، وتقلصت لحد كبير، بسبب صعوبة عمليات القرصنة، التي أدت لنضوب الموارد المالية للجماعة في الوقت الحالي، والسبب يعود للحصار الذي تفرضه القوات الدولية على البحر.
وأضاف أن جيبوتي عضو مؤسس مع المملكة في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ولديها كتيبتين عسكريتين تحارب الإرهاب في الصومال مكونة من 2000 جندي، لمساعدة الحكومة هناك على تحقيق الأمن والاستقرار، «ومواقفها السياسية على مر تاريخها تصب في جانب نصرة الحق ضد أي مخاطر تهدد السلم والأمن الدوليين».
ولفت إلى أنه على الرغم من محدودية إمكانات بلاده، لكنها تحظى بأهمية خاصة، نظرا لأنها في موقع استراتيجي مهم للعالم، عند مضيق باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وهو شريان الحياة بالنسبة لكل الدول، والممر الرئيسي للطاقة، مقدرا في سياق متصل للسعودية، الدعم اللا محدود الذي قدمته لجمهورية جيبوتي طوال مسيرتها التي أعقبت الاستقلال.
وأبرمت السعودية وجيبوتي، أول من أمس، اتفاقية تعاون في المجال الأمني بين حكومتي البلدين، وقعها من جانب المملكة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، ومن الجانب الجيبوتي، وزير الداخلية حسن عمر محمد برهان، وذلك في مقر ديوان وزارة الداخلية، في العاصمة الرياض.
وكان مجلس الوزراء السعودي، قد وافق في السابع من مارس (آذار) الماضي، على تفويض ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، للتباحث مع الجانب الجيبوتي، في شأن مشروع اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، وهو ما يمهد لإنشاء قاعدة عسكرية سعودية على الأراضي الجيبوتية.
وتشهد العلاقات بين البلدين تطورا لافتا وغير مسبوق في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية، وتنادي جيبوتي بالتضامن الدولي للحفاظ على أمن واستقرار مضيق باب المندب، ودرء الأخطاء الإرهابية عنه، وطالبت بالمزيد من الدعم لقواتها البحرية، حتى تضطلع بدورها في حماية مياهها الإقليمية والمياه الدولية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.