«الشاباك» الإسرائيلي يعارض أي حد لعمل جيش الاحتلال في مناطق السلطة

المفاوضات تتجه إلى زيادة مسؤولية الأمن الفلسطيني

«الشاباك» الإسرائيلي يعارض أي حد لعمل جيش الاحتلال في مناطق السلطة
TT

«الشاباك» الإسرائيلي يعارض أي حد لعمل جيش الاحتلال في مناطق السلطة

«الشاباك» الإسرائيلي يعارض أي حد لعمل جيش الاحتلال في مناطق السلطة

كشفت مصادر إسرائيلية، عن معارضة جهاز الأمن العام «الشاباك»، لوقف أو تقليص عمل الجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، التي تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، في إشارة إلى المفاوضات الأمنية الحالية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول هذه النقطة.
ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن «الشاباك» أعرب عن تحفظات حقيقية حول خطوة إسرائيلية محتملة لوقف اقتحام المناطق الفلسطينية. لكن موقفه بقي بعيدا عن أعين أعضاء المجلس الوزاري المصغر «الكابنيت»، الذي يتخذ القرارات الحاسمة في إسرائيل. وقال مصدر كبير في الشاباك، إنه تم منعه من عرض موقف الجهاز أمام وزراء الكابنيت عند طرح المسألة للنقاش. وبحسبه: «يخشى الشاباك من أن فرض قيود على أنشطة الجيش الإسرائيلي في المنطقة (أ)، من شأنه أن يمس بالجهود لمنع هجمات ضد إسرائيل، ويضع صعوبات أمام إحباط عمليات».
ويطلب الفلسطينيون من إسرائيل، في محادثات أمنية مستمرة منذ أسابيع، احترام الولاية الأمنية والإدارية للسلطة الفلسطينية في المنطقة (أ)، التي تضم المدن الفلسطينية الكبرى، وبالتالي التوقف عن اقتحام هذه المناطق.
وعقد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي اجتماعات عدة، بدأت بطلب فلسطيني لإبلاغ إسرائيل نية السلطة التحلل من الاتفاقات الأمنية، بما في ذلك التنسيق الأمني، وفق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني التي نصت على إعادة تعريف العلاقة مع إسرائيل، إذا لم تلتزم بالاتفاقات السابقة وتعترف بولاية السلطة، السياسية والأمنية، على المناطق الفلسطينية، وتذهب إلى حل سياسي. وبحسب المصادر، فقد عقد الأحد، اجتماع استمر 5 ساعات من أجل حسم المسألة. لكن لم تتسرب منه أية معلومات.
وكانت إسرائيل اقترحت أن يوقف الجيش الإسرائيلي عملياته أولا، في مدينتي رام الله وأريحا، فيما عدا العمليات التي تتعلق بـ«القنابل الموقوتة»، على أن ينتقل إلى مدن أخرى إذا نجحت التجربة. لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الاقتراح، وطالبوا بخروج الجيش من كل المُدن الفلسطينية، كما ينص عليه اتفاق أوسلو.
وفي الاجتماع الذي حدث الأسبوع الماضي، حدث تقدم على هذا الصعيد. ونقلت هآرتس، عن مسؤول أمني لم يذكر اسمه قوله إن الجانبين يبحثان، حتى الآن، في الحد من اقتحامات الجيش الإسرائيلي لجميع المدن الفلسطينية مع زيادة مسؤولية أجهزة الأمن الفلسطينية. وبحسبه، فإن من بين الاقتراحات التي تناقش في إسرائيل، اقتراح بأن يصبح دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة (أ) مشروطا بموافقة رئيس القيادة المركزية في الجيش بدلا من موافقة قائد فرقة، كما هو الوضع حاليا.
ويعارض «الشاباك» أي تخفيف حتى لعمل الجيش، بخلاف موقف الجيش الإسرائيلي نفسه ووزيره موشيه يعالون، الذين يعتقدون أن أجهزة الأمن الفلسطينية قادرة على تولي جزء كبير من العمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ويساند الشاباك في موقفه وزراء كثر من اليمين، بينهم نفتالي بينيت وأييليت شاكيد (البيت اليهودي)، وكذلك زئيف إلكين، وغلعاد إردان (الليكود)، الذين يخشون أن يتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعالون، قرارات سياسية حول مسائل متعلقة بالفلسطينيين من خلال الجيش، ويعرضونها كمحادثات أمنية متعلقة فقط بتغييرات تكتيكية على الأرض.
ولم ينف الشاباك أو مكتب نتنياهو وجود موقف حاد للأمن العام. وقال الشاباك إن موقفه حول «مسائل سياسية حساسة» يتم عرضها على القيادة السياسية، وليس من خلال الإعلام. في حين نُقل عن مكتب رئيس الوزراء قوله إن «الجيش الإسرائيلي يحافظ وسيحافظ دائما على حرية النشاط الكاملة في كل مكان بحسب الضرورات العملياتية». ومن جهتها، أعلنت حركة حماس أمس، رفضها للمفاوضات الأمنية بين السلطة وإسرائيل، وعدتها نوعا من التنسيق. وقال الناطق باسم الحركة حسام بدران «إن السلطة، وعبر لقاءاتها المتواصلة والمكثفة مع المستويات الأمنية والسياسية في الكيان الصهيوني، تؤكد إصرارها على معاداة الشعب الفلسطيني ومحاربة انتفاضته المباركة». وأوضح القيادي في حماس، أن «مقترح السلطة بوقف ما سمته «نشاطات الجيش في المناطق الفلسطينية المصنفة أ»، التي تبدو في ظاهرها خيرًا للشعب الفلسطيني، ستجعل من السلطة أداء خادمة للاحتلال على مدار الساعة، حيث ستكثف من ملاحقتها للمقاومة، إثباتًا لجدارتها في العمل ضد ما تسميه بـ«الإرهاب»، وحرصًا منها على إرضاء حكومة المتطرف بنيامين نتنياهو».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.