الشرطة اليمنية تحبط هجومين بسيارات ملغومة في عدن وتلقي القبض على خلية إرهابية

عشرات الآلاف يتوافدون إلى العاصمة المؤقتة عشية مليونية الحراك الجنوبي تحت شعار «حق تقرير المصير»

قوات الأمن اليمنية تتفقد موقع هجوم انتحاري على نقطة تفتيش بالقرب من المطار الدولي في عدن أمس (أ.ف.ب)
قوات الأمن اليمنية تتفقد موقع هجوم انتحاري على نقطة تفتيش بالقرب من المطار الدولي في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

الشرطة اليمنية تحبط هجومين بسيارات ملغومة في عدن وتلقي القبض على خلية إرهابية

قوات الأمن اليمنية تتفقد موقع هجوم انتحاري على نقطة تفتيش بالقرب من المطار الدولي في عدن أمس (أ.ف.ب)
قوات الأمن اليمنية تتفقد موقع هجوم انتحاري على نقطة تفتيش بالقرب من المطار الدولي في عدن أمس (أ.ف.ب)

قالت الشرطة اليمنية إنها أحبطت هجومين بقنابل قرب مطار مدينة عدن الجنوبية في وقت مبكر من صباح أمس الأحد. وأضافت الشرطة أن أفرادها فتحوا النار عند نقطة تفتيش على سيارة مسرعة فانفجرت؛ مما أسفر عن إصابة خمسة منهم على الأقل.
وذكرت الشرطة أنها أبطلت أيضا مفعول سيارة ملغومة كانت متوقفة على طريق ساحلي قرب المطار في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن محاولتي الهجوم بالقرب من المطار المغلق منذ شهور لأعمال تجديد وصيانة.
وقال الناطق الرسمي باسم شرطة عدن عبد الرحمن النقيب إن قوات الأمن أحبطت عمليتين إرهابيتين، فجر الأحد، الأولى سيارة مفخخة كانت تمشي بسرعة جنونية محاولة تخطى حاجز أمني بالقرب من مطار عدن الدولي المؤدي إلى ساحة الفعالية، وتم إطلاق النار عليها من قبل قوات الأمن والمقاومة الجنوبية الذي يتولون حراسة بوابة المطار.
عبد الرحمن النقيب أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن إحباط المحاولة الإرهابية، تأتي بعد تلقي معلومات عن السيارة وفور التحقق من السيارة قام رجال الأمن باعتراضها وتفجيرها قبل وصولها بوابة المطار، لافتا إلى أن ذلك أدى إلى إصابة عدد خمسة من الأمن الذين أحبطوا العملية الإرهابية؛ حيث هرعت قوات الأمن وفرضت طوقا أمنيا على المكان.
ولكن أفاد مصدر أمني رفض كشف اسمه وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة، فجر نفسه، أمس، عند وصوله إلى نقطة تفتيش قرب مطار عدن»، وأضاف أن التفجير أدى إلى «مقتل أربعة جنود وإصابة اثنين آخرين».
العملية الإرهابية الثانية بحسب ناطق شرطة عدن هي تفكيك سيارة مفخخة في خط الكورنيش قرب جولة العريش بعد تسلم معلومات عن السيارة، قامت قوات من الأمن والمقاومة بملاحقة السيارة وضبطها وتفكيك العبوات التي كانت بداخلها، التي كانت تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية في التجمعات السلمية التي ينظمها الحراك الجنوبي السلمي بحي خور مكسر وسط عدن. وطمأن عبد الرحمن النقيب، الناطق الرسمي باسم شرطة عدن، جميع أبناء الجنوب المشاركين في فعالية ساحة العروض بأن الوضع الأمني تحت السيطرة، وهناك دوريات أمنية تمشط الشوارع وتتولى حراسة الجماهير، مشيدا في الوقت نفسه بيقظة رجال الأمن الذي تمكنوا من إحباط العمليات الإرهابية قبل وصولها إلى أهدافها.
وفي سياق متصل عثرت الأجهزة الأمنية بمديرية البريقة غرب عدن أمس على عبوة ناسفة زرعت بالقرب من جسر البريقة، وقال العقيد خالد عبد الله العلواني، مدير شرطة البريقة، إن أفراد القسم عثروا على عبوة ناسفة على بعد 150 مترا من جسر البريقة تحديدا أمام مدخل منطقة الفارسي، داعيًا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي أجسام غريبة أو مشتبهة حتى يتم التعامل معها تجنبا لأي مخاطر قد تحدث من ذلك.
وكانت القوات الأمنية قد ألقت القبض، أول من أمس، على خلية إرهابية يقودها عناصر من الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح، كانت تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية في الفعالية المليونية التي ينظمها قوى الحراك الجنوبي للمطالبة بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم؛ حيث تلقت قوات الأمن بلاغات من سكان محليين عن تحركات مشبوهة لعناصر غريبة يقطنون أحد الشقق بمدينة إنماء السكنية، وهو ما أدى إلى تحرك قوة لمحاصرتهم وإلقاء القبض عليهم مع وجود عبوات وأحزمة ناسفة ومخطط لاستهدف التجمع السلمي اليوم الاثنين بحسب مصدر أمني رفيع.
وكان اللواء شلال علي شايع هادي، مدير عام شرطة عدن، قد قام أمس بالإشراف المباشر على الانتشار الأمني والنقاط الأمنية المنتشرة في مداخل ومخارج ساحة العروض ومحيطها وفقا للخطة الأمنية التي وضعها وأشرف على تنفيذها شخصيا وذلك لحماية شعب الجنوب المحتشدين في الساحة وتأمين مواكبهم التي وصلت من جميع محافظات الجنوب للمشاركة في فعالية اليوم الاثنين، خوفا من أي عمليات إرهابية تستهدف التجمعات بعد معلومات تحصلت عليها الشرطة عن تجهيزات للجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية بسيارات مفخخة. وأشاد اللواء شلال شايع بيقظة رجال الأمن والمقاومة في السيطرة على الوضع الأمني وإحباط العمليات الإرهابية قبل وقوعها، مشددًا على المزيد من اليقظة الأمنية؛ حيث واصل زيارته إلى الساحة وتجول فيها وتفقد الجماهير التي هتفت بأعلى صوت: «يا شلال سير سير وحنا بعدك بالمسير»، شاكرين له ولشرطة عدن كل الجهود التي تبذل في تحقيق الأمن والاستقرار والسيطرة الأمنية على مدينة عدن.
وتأتي عمليات إحباط التفجيرات الإرهابية قبيل ساعات من إقامة قوى الحراك الجنوبي فعالية حاشدة في حي خور مكسر وسط عدن تزامنا مع انطلاق مفاوضات الكويت التي استثنت الحراك الجنوبي المطالب بحق تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب التي دخلت في وحدة طوعية غير مدروسة مع الشمال في 1990، ولم يكتب لها النجاح حيث أجهضت في حرب صيف 94.
وتوافد عشرات الآلاف من الجنوبيين من محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى ولحج وابين والضالع إلى ساحة العروض بحي خور مكسر وسط عدن تلبية لدعوة الحراك الجنوبي للمشاركة في مليونية تحت شعار «حق تقرير المصير للجنوب» تقام اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة؛ حيث جدد المشاركون دعمهم للتحالف العربي وتأكيدهم أن عدن والجنوب عربية، ومحاربتهم للإرهاب الدخيل على الجنوب حد قولهم. وكانت المقاومة الجنوبية استطاعت، العام الماضي بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، تحرير كل مدن ومحافظات الجنوب من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في حرب 2015 التي شنها تحالف الحوثي وصالح على عدن والجنوب.
كما استطاعت المقاومة وقوات الأمن بدعم وإشراف مباشر من قوات التحالف العربي بعدن من تطهير عدن ولحج من الجماعات الإرهابية المدعومة من الحوثيين والمخلوع صالح ومن المزمع انطلاقها خلال أيام لتطهير محافظة أبين القريبة من عدن، ومن ثم استكمال تطهير محافظتي شبوة وحضرموت في ظل تواصل غارات التحالف لاستهداف أي تحركات للقاعدة في المحافظات الجنوبية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.