وفد روسي يبدأ زيارة لمصر لتفقد إجراءات تأمين مطاري شرم الشيخ والغردقة

مصادر: شركات السياحة الروسية تضغط على حكومتها لعودة نشاطها

وفد روسي يبدأ زيارة لمصر لتفقد إجراءات تأمين مطاري شرم الشيخ والغردقة
TT

وفد روسي يبدأ زيارة لمصر لتفقد إجراءات تأمين مطاري شرم الشيخ والغردقة

وفد روسي يبدأ زيارة لمصر لتفقد إجراءات تأمين مطاري شرم الشيخ والغردقة

بدأ وفد خبراء روسي زيارة إلى مصر أمس، تستمر أسبوعًا، لتفقد الإجراءات الأمنية بالمطارات المصرية، وبحث إمكانية عودة حركة الطيران الروسية إلى مصر والمتوقفة منذ نحو 6 أشهر، بسبب حادث الطائرة المنكوبة في سيناء. وعلقت روسيا، ومعها بريطانيا ألمانيا وتركيا، رحلات الطيران إلى مصر، بعد تحطم طائرة روسية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عقب 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ونتج عن الحادث مقتل جميع من كانوا على متنها البالغ عددهم 224 شخصًا أغلبهم روس.
وقالت مصادر سياحية مصرية لـ«الشرق الأوسط» إن «شركات السياحة الروسية تضغط بقوة على حكومتها من أجل عودة النشاط السياحي الروسي إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، حيث تظل وجهة سياحية مفضلة لدى الروس، لكن السلطات الروسية ترى أن الوضع ليس آمنًا حتى الآن».
وذكر المتحدث الرسمي لوزارة الطيران المدني أن وفدًا روسيًا وصل إلى القاهرة أمس للاجتماع بمسؤولي الأمن بالطيران المدني المصري في كل من مطاري شرم الشيخ والغردقة ولتفقد الإجراءات الأمنية. وأوضح المتحدث أنه من المقرر أن تستمر الزيارة، التي تأتي في إطار التعاون بين الجانبين المصري والروسي في مجال تأمين المطارات، حتى 23 أبريل (نيسان) الحالي.
وتطالب روسيا مصر بإجراء مراجعة أمنية صارمة لمطاراتها. وبالفعل تعاقدت الحكومة المصرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع شركة كونترول ريسكس البريطانية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها. وهذه ليست أول مراجعة يقوم بها خبراء روس لمطارات مصرية، حيث قام وفد من سلطة الطيران الروسية، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بتفقد إجراءات الأمن بمطار القاهرة الدولي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حواره السنوي المباشر مع مواطنيه الخميس الماضي، إن استئناف رحلات الطيران الروسي إلى مصر يتطلب أولاً إيجاد آلية مشتركة بين السلطات الروسية والمصرية لتفتيش الركاب والحقائب والوجبات التي تقدم على متن الطائرات. وأضاف بوتين: «حتى الآن، لم نتوصل إلى مثل هذه الآلية في عملنا مع الشركاء المصريين، رغم مواصلة التعامل بين الاستخبارات والأجهزة الأمنية الروسية والأصدقاء المصريين لإيجاد حل لهذه المسألة». وأشار بوتين إلى أن السلطات المصرية تحارب المتطرفين، لكن هذه الجهود «لم تتكلل بالنجاح في كثير من الحالات».
وتلعب روسيا دورًا رئيسيًا في السياحة الوافدة إلى مصر، حيث تحتل المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة. فقد بلغ عدد السياح الروس العام الماضي نحو 3.16 مليون سائح، تليها بريطانيا، وتأتي ألمانيا في المرتبة الثالثة.
وقدر وزير السياحة السابق هشام زعزوع خسائر قطاع السياحة نتيجة الأزمة بـ2.2 مليار جنيه شهريًا. وتعد السياحة أحد مصادر الدخل الرئيسية في مصر، حيث تشكل عائدات القطاع 11.3 في المائة من إجمالي الدخل القومي للبلاد. ونسبة 14.4 في المائة من إيرادات مصر من العملات الأجنبية.
ويعتقد مسؤولون روس أن الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي، عبارة عن انفجار قنبلة وضعت على متنها.
وقبل أيام قرر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق إحالة القضية إلى نيابة أمن الدولة العليا، في إشارة رسمية إلى أنها عمل إرهابي. وقال بيان للنائب العام، إن قرار الإحالة جاء لاختصاص نيابة أمن الدولة باستكمال التحقيقات، بعد أن أحالت لجنة تحقيق حوادث الطيران المدني بوزارة الطيران التقرير الفني الوارد إليها من مكتب التحقيقات الروسية للنيابة العامة، لما انطوى عليه هذا التقرير «مما يثير شبهة الجريمة الجنائية» وراء سقوط الطائرة.
وكان الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق في حادث الطائرة قد أعلن في مارس (آذار) الماضي تلقي اللجنة تقريرًا رسميًا صادرًا عن مكتب التحقيقات الروسية، يشير إلى وجود شبهة جنائية في الحادث، وأنه بعد دراسة التقرير تم رفعه للنائب العام المصري لاستكمال الإجراءات القانونية والتحقيقات.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.