اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على القضايا التي تهتم بها أوروبا والشرق الأوسط بمواجهة الإرهاب والتعامل مع ظاهرة المقاتلين الأجانب والتأكيد على حل عادل للأزمة السورية وتنشيط جهود عملية السلام وصولا إلى إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. ودعم هولاند حكومة فايز السراج باعتبارها الحكومة الشرعية في ليبيا، ودعا في مؤتمر صحافي في نهاية الجلسة الأولى لمباحثاته مع الرئيس السيسي البرلمان الليبي لاعتماد الحكومة الجديدة التي تؤدي إلى مرحلة انتقالية جديدة، كما أعلن اتفاقه مع الحل السعودي بالنسبة لحل أزمة اليمن، كما أشار إلى حل للقضية الفلسطينية. وكشف عن زيارته إلى فلسطين وإسرائيل لدفع التفاوض بين الطرفين. وقد أكد الرئيس السيسي على التطورات التي يشهدها البلدان مصر وفرنسا واستمرار تبادل العلاقات رفيعة المستوى بين البلدين. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن زيارة هولاند تحمل في طياتها ما يتجاوز بعدها الاقتصادي على أهميته، فهي تغطي مجالا واسعا يشمل البعد السياسي والتعاون الاستراتيجي في مجال مكافحة الإرهاب وتوازنات القوى في المنطقة والعالم.
وتفرض الأوضاع في ليبيا نفسها على أجندة المباحثات بين الزعيمين، خاصة في ضوء المناورات المشتركة الأخيرة، التي شهدتها سواحل مصر الشمالية الغربية وشاركت فيها حاملة الطائرات شارل ديغول التي تولت قيادة التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق. ومن المقرر أن تشهد القمة التوقيع على كثير من مذكرات التفاهم، واتفاقيات التعاون بين البلدين، في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والطرق والنقل والسياحة، مع تسويات للديون الفرنسية المستحقة على مصر، وتخفيض وإعادة جدولتها. وتشير المصادر إلى أن الزيارة تعكس قدرة القاهرة على استيعاب التباينات في مواقف دول الاتحاد الأوروبي، بما يعطي مصر مرونة أكبر في رسم سياساتها الخارجية.
وقبيل ساعات من القمة المصرية الفرنسية بحث الرئيس السيسي سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع مستشار المستشارة الألمانية. وقال زيغمار غابريل خلال مؤتمر صحافي بقصر الاتحادية عقب المباحثات إن بلاده تدعم مصر سياسيا واقتصاديا، لافتا إلى أن الرئيس السيسي «يستحق الإعجاب بالفعل». وقال إن بلاده لا تضع عقبات أمام التسليح والمعدات العسكرية لمصر. وأضاف غابريل أن ألمانيا يمكن أن تسهم في دعم الاقتصاد المصري وخاصة في مجالي التدريب والتأهيل المهني، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية. وتابع نائب المستشارة الألمانية أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تطرقت إلى قضية الأمن وتأمين الحدود، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر لتأمين الحدود ومنع تهريب السلاح عبرها «ليس فقط على حدود سيناء بل أيضا على الحدود الليبية». من جانبه قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وفرنسا، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا.
وأضاف: «ستتيح الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث يرافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أخذًا في الاعتبار أن فرنسا تُعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 نحو 2.6 مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة، وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في الكثير من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية». وأضاف المتحدث الرسمي أن لقاء الرئيس مع الرئيس الفرنسي أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد شهد الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي هولاند مراسم توقيع حزمة من الاتفاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، حيث إن زيارة الرئيس الفرنسي تعكس قوة العلاقات الموجودة بين البلدين، وتسمح بتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
السيسي وهولاند اتفقا على مكافحة الإرهاب وتنشيط {السلام} وصولا إلى حل الدولتين
نائب المستشارة الألمانية: برلين لا تضع عقبات أمام التسليح والمعدات العسكرية لمصر
السيسي وهولاند اتفقا على مكافحة الإرهاب وتنشيط {السلام} وصولا إلى حل الدولتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة