السيسي وهولاند اتفقا على مكافحة الإرهاب وتنشيط {السلام} وصولا إلى حل الدولتين

نائب المستشارة الألمانية: برلين لا تضع عقبات أمام التسليح والمعدات العسكرية لمصر

الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا هولاند يستعرضان حرس الشرف في القاهرة قبل بدء جولة من المباحثات بينهما أمس (أ.ف.ب)
الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا هولاند يستعرضان حرس الشرف في القاهرة قبل بدء جولة من المباحثات بينهما أمس (أ.ف.ب)
TT

السيسي وهولاند اتفقا على مكافحة الإرهاب وتنشيط {السلام} وصولا إلى حل الدولتين

الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا هولاند يستعرضان حرس الشرف في القاهرة قبل بدء جولة من المباحثات بينهما أمس (أ.ف.ب)
الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا هولاند يستعرضان حرس الشرف في القاهرة قبل بدء جولة من المباحثات بينهما أمس (أ.ف.ب)

اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على القضايا التي تهتم بها أوروبا والشرق الأوسط بمواجهة الإرهاب والتعامل مع ظاهرة المقاتلين الأجانب والتأكيد على حل عادل للأزمة السورية وتنشيط جهود عملية السلام وصولا إلى إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. ودعم هولاند حكومة فايز السراج باعتبارها الحكومة الشرعية في ليبيا، ودعا في مؤتمر صحافي في نهاية الجلسة الأولى لمباحثاته مع الرئيس السيسي البرلمان الليبي لاعتماد الحكومة الجديدة التي تؤدي إلى مرحلة انتقالية جديدة، كما أعلن اتفاقه مع الحل السعودي بالنسبة لحل أزمة اليمن، كما أشار إلى حل للقضية الفلسطينية. وكشف عن زيارته إلى فلسطين وإسرائيل لدفع التفاوض بين الطرفين. وقد أكد الرئيس السيسي على التطورات التي يشهدها البلدان مصر وفرنسا واستمرار تبادل العلاقات رفيعة المستوى بين البلدين. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن زيارة هولاند تحمل في طياتها ما يتجاوز بعدها الاقتصادي على أهميته، فهي تغطي مجالا واسعا يشمل البعد السياسي والتعاون الاستراتيجي في مجال مكافحة الإرهاب وتوازنات القوى في المنطقة والعالم.
وتفرض الأوضاع في ليبيا نفسها على أجندة المباحثات بين الزعيمين، خاصة في ضوء المناورات المشتركة الأخيرة، التي شهدتها سواحل مصر الشمالية الغربية وشاركت فيها حاملة الطائرات شارل ديغول التي تولت قيادة التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق. ومن المقرر أن تشهد القمة التوقيع على كثير من مذكرات التفاهم، واتفاقيات التعاون بين البلدين، في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والطرق والنقل والسياحة، مع تسويات للديون الفرنسية المستحقة على مصر، وتخفيض وإعادة جدولتها. وتشير المصادر إلى أن الزيارة تعكس قدرة القاهرة على استيعاب التباينات في مواقف دول الاتحاد الأوروبي، بما يعطي مصر مرونة أكبر في رسم سياساتها الخارجية.
وقبيل ساعات من القمة المصرية الفرنسية بحث الرئيس السيسي سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع مستشار المستشارة الألمانية. وقال زيغمار غابريل خلال مؤتمر صحافي بقصر الاتحادية عقب المباحثات إن بلاده تدعم مصر سياسيا واقتصاديا، لافتا إلى أن الرئيس السيسي «يستحق الإعجاب بالفعل». وقال إن بلاده لا تضع عقبات أمام التسليح والمعدات العسكرية لمصر. وأضاف غابريل أن ألمانيا يمكن أن تسهم في دعم الاقتصاد المصري وخاصة في مجالي التدريب والتأهيل المهني، مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية. وتابع نائب المستشارة الألمانية أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تطرقت إلى قضية الأمن وتأمين الحدود، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر لتأمين الحدود ومنع تهريب السلاح عبرها «ليس فقط على حدود سيناء بل أيضا على الحدود الليبية». من جانبه قال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وفرنسا، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا.
وأضاف: «ستتيح الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث يرافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أخذًا في الاعتبار أن فرنسا تُعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 نحو 2.6 مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة، وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في الكثير من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية». وأضاف المتحدث الرسمي أن لقاء الرئيس مع الرئيس الفرنسي أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد شهد الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي هولاند مراسم توقيع حزمة من الاتفاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، حيث إن زيارة الرئيس الفرنسي تعكس قوة العلاقات الموجودة بين البلدين، وتسمح بتعزيز التعاون في مختلف المجالات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.