«الخط المباشر مع الرئيس بوتين».. قضايا تقلق المواطنين والإعلام يراقب توصياته

تقليد سنوي يحظى باهتمام محلي واسع.. 3 ملايين سؤال تمكن من الإجابة عن 81 منها فقط

مركز تلفزيوني لتلقي الاتصالات في برنامج الحوار المباشر مع  بوتين
مركز تلفزيوني لتلقي الاتصالات في برنامج الحوار المباشر مع بوتين
TT

«الخط المباشر مع الرئيس بوتين».. قضايا تقلق المواطنين والإعلام يراقب توصياته

مركز تلفزيوني لتلقي الاتصالات في برنامج الحوار المباشر مع  بوتين
مركز تلفزيوني لتلقي الاتصالات في برنامج الحوار المباشر مع بوتين

أدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدة برامج تلفزيونية يكون هو محورها الرئيسي ضمن تقليد سنوي إعلامي اعتاد الجميع عليه في روسيا وخارجها، لا سيما وسائل الإعلام والصحافيين، بينما يترقبها ويتابعها المواطنون الروس والسياسيون حول العالم. ومن تلك البرامج التي أصبحت تقليدًا، وتبثها غالبية محطات التلفزيون والإذاعات الروسية، هناك اللقاء السنوي المباشر الذي يجريه بوتين مع مراسلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ويجيب فيه عن أسئلة متنوعة تتعلق بصورة رئيسية بالسياسة الخارجية الروسية، وبرنامج آخر عنوانه «على الهواء مباشرة مع فلاديمير بوتين» ويجيب فيه عن أسئلة المواطنين الروس حول القضايا الداخلية، ويستمع إلى همومهم وشكواهم، ويبدي خلالها حرصًا على متابعة القضايا التي يعرضونها عليه طالبين مساعدته شخصيًا. اختار الكرملين هذا العام يوم الرابع عشر من أبريل (نيسان) موعدًا للقاء الرابع عشر بين بوتين ومواطنيه عبر برنامج «على الهواء مباشرة مع فلاديمير بوتين». وحافظ على التقليد بالنسبة لموعد بدء البرامج في منتصف النهار، أي الساعة الثانية عشرة. كما لم يتغير التقليد بالنسبة للوسائل التي يمكن للمواطنين توجيه أسئلتهم عبرها للرئيس بوتين، فهناك أسئلة يقوم مراسلون بنقلها من مختلف المدن الروسية عبر البث المباشر، ويوجهها المواطنون مباشرة للرئيس بوتين، حيث توفد قنوات التلفزيون الحكومية الروسية أعدادًا كبيرة من مراسليها للقيام بهذه المهمة، والتحضير مسبقًا لاختيار الأسئلة المناسبة. وقبل البرنامج بأسبوع تقريبًا يتم افتتاح مركز فيه مئات الموظفين يردون على اتصالات المواطنين ويسجلون أسئلتهم عبر الهاتف، وعبر الرسائل الإلكترونية، أو عبر رسالة (SMS)، وإضافة إلى إمكانية توجيه سؤال للرئيس عبر الوجود داخل الاستوديو، فقد أصبح بوسع المواطنين الروس هذا العام توجيه أسئلة عبر اتصال «فيديو» مع المركز الخاص لتلقي أسئلة المواطنين، يتم تسجيله وعرضه خلال البرنامج لاحقًا.
أما آلية طرح الأسئلة على بوتين فيتولاها إعلاميون من قنوات التلفزيون الروسية الرئيسية، يختارون ما يرونه مناسبًا من أسئلة لطرحه، ويلعب أحدهم دور «مقدم البرنامج» ويوزع المهام بين أسئلة الاستوديو والأسئلة المسجلة والأسئلة التي يتم توجيهها مباشرة عبر المراسلين في المدن. ولا تجري الأمور بشكل تلقائي بل تكون هناك تحضيرات مسبقة، لا سيما بالنسبة للمشاركين في البرنامج دخل الاستوديو الذين سيوجهون الأسئلة، وقد ذكرت قناة «آر بي كا» الروسية نقلا عن مصادر مقربة من الجهات المنظمة لبرنامج «على الهواء مباشرة مع فلاديمير بوتين»، أن «موظفي الإدارة الرئاسية بحثوا قبل الموعد المحدد للبرنامج بوقت عن أشخاص يمكنهم توجيه سؤال من داخل الاستوديو لبوتين، وتم اختيار مئات الأشخاص، الذين وجهت لهم الدعوات، وأقاموا في المجمع الفندقي الذي سيتم تسجيل البرنامج فيه، ومن ثم شاركوا في بروفات ليتم بعد ذلك اختيار العشرات منهم فقط للمشاركة في البرنامج، وتحديد من منهم سيوجه سؤاله الشخصي، بينما يتم منح أسئلة لآخرين كي يوجهونها لبوتين».
هذا العام وعلى مدار أسبوع قبل موعد البرنامج، تلقى مركز استقبال اتصالات المواطنين أكثر من 3 ملايين سؤال، تمكن بوتين من الإجابة عن 81 منها فقط، وذلك خلال بث متواصل على الهواء مباشرة استمر لمدة ثلاث ساعات وأربعين دقيقة، أي أقل بكثير من المدة القياسية للبرنامج ذاته عام 2013، حيث استمر البث المباشر وإجابة بوتين عن الأسئلة لمدة قاربت الخمس ساعات. أما الرقم القياسي بعدد الأسئلة التي تمكن بوتين من الإجابة عنها فهو برنامج عام 2011، حيث أجاب حينها على 90 سؤالاً.
ومن الطبيعي أن يكون برنامج كهذا محط اهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام الروسية، التي بدأت تعلن عن موعد «على الهواء مباشرة مع بوتين» قبل أسبوع، وتركز في تقاريرها اليومية على عمل مركز استقبال اتصالات المواطنين وتسجيل أسئلتهم، ومع اقتراب الموعد المحدد للبرنامج تبث تلك القنوات تقارير حول التحضيرات في الاستوديو وما إلى ذلك. وفي الرابع عشر من أبريل، منذ الصباح كانت العبارات التي تحدد الوقت الفاصل قبل بدء البث المباشر للقاء مع بوتين عنوانًا رئيسيًا على الشريط الإخباري الخاص للأنباء «عاجل».
في هذا الصدد وضمن تقرير بعنوان «أفضل أسئلة خلال البث المباشر مع بوتين» رأت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن أفضل سؤال كان حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهو «من نصدق الحكومة أم فاتورة الحساب من المخزن؟». أما ثاني أفضل سؤال حسب «تاس»، فهو من مواطنة في موسكو قالت إن «الحكومة الروسية قد أعلنت سبع مرات حتى الآن أن الاقتصاد الروسي بلغ القعر، وقد بدأت مرحلة الانتعاش، السيد بوتين أين هو اقتصادنا الآن باعتقادكم؟». على السؤال الأول أجاب بوتين أنه يجب تصديق «الحكومة والوصل في آن واحد»، مشيرًا إلى أن التباين سببه أن الحكومة تعرض المؤشرات العامة للبلاد، أما السؤال الثاني فاعتبر بوتين في الإجابة عنه أن «الاقتصاد الروسي لم ينتعش بعد لكن هناك حركة إيجابية».
التغطية الإعلامية لبرنامج «على الهواء مباشرة مع فلاديمير بوتين» لا تنتهي مع نهاية البرنامج نفسه بل تستمر لفترة طويلة بعد ذلك، حيث تجد البرامج الحوارية فيما قاله بوتين مادة جيدة لإعداد حلقات جديدة، وكذلك الأمر بالنسبة للصحف التي يواصل الأخبار والمحللون السياسيون فيها عرض وجهات نظرهم حول ما قاله بوتين. إلا أن أول خطوة تقوم بها عادة وسائل الإعلام الروسية بعد نهاية البث المباشر هي رصد استجابة السلطات المحلية أو الفيدرالية لشكاوى المواطنين، بعد أن أعلن بوتين عبر الشاشات عن ضرورة حل تلك المشكلات، التي تم عرضها ضمن البرنامج. هذا العام أثارت جملة قضايا أدى فيها تقاعس السلطات المحلية في أقاليم روسية، أو عدم اتخاذ تلك السلطات للقرارات المناسبة، إلى خلق معاناة إنسانية.
ومن تلك القضايا سيدة تُصنف وفق القوانين الروسية «أمًا في أسرة فيها عدد كبير من الأطفال» وهذه التصنيف هو فئة اجتماعية تحصل على امتيازات من الدولة. اشتكت تلك الأم أن السلطات المحلية في إقليم ستافروبل منحتها بموجب القانون قطعة أرض لكن سرعان ما تراجعت السلطات عن قرارها واستعادت قطعة الأرض تلك على اعتبار أن السيدة لم تعد من عائلة «بحاجة للدعم». هذا الوضع لم يرضِ بوتين، وعبر على الهواء مباشرة عن استيائه مطالبا السلطات بمنح الأم قطعة أرض بغض النظر عما إذا كانت بحاجة إلى المساعدة أم لا، لأنها تستحق بالقانون تلك الأرض كونها أمًا لعدد كبير من الأطفال. في اليوم التالي، أي الخامس عشر من أبريل، تناقلت كل وسائل الإعلام الروسية خبر تقديم سلطات مقاطعة ستافروبل جنوب روسيا قطعة أرض للأم التي شكت أمرها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يصف الحوار عبر البث المباشر مع المواطنين بأنه «أقوى أداة مسح اجتماعي» تسمح لقيادة البلاد بإيصال وجهة نظرها وتقديراتها للوضع بشكل مباشر عبر الحوار مع المواطنين.



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.