الروائية والناشرة رشا الأمير تواكب جوائز الرواية العربية؛ إن لناحية ترشيح «دار الجديد»، وهي الدار التي تملكها، لكتّابها، أو لناحية المتابعة، وهي ترى أن هذه الجوائز عموما، وبشكل خاص جائزة الرواية العربية (البوكر)، أسالت كثيرا من اللعاب، وأنها يليق بها عنوان الفيلم المصري الشهير «دمي ودموعي وابتسامتي»، «بل ويمكن أن نطلق عليها أيا من عناوين الأفلام العربية المثيرة للمشاعر الجياشة».
وتعتقد الأمير أن العنصر الأهم في كل القصص التي رافقت هذه الجائزة، هو العنصر الإعلامي، «الذي نجحت في أن تستقطبه بشكل كبير، وهو ما لم تنجح فيه جوائز أخرى حتى الآن. وجائزة (كتارا) رغم أنها تعرض مبلغًا مرقومًا ومغريًا، فإنها لا تزال بعيدة عن الضجيج الإعلامي. جائزة (نوبل) على سبيل المثال، ما كان لها أن تنال قوتها الضاربة لولا الإعلام الذي رافقها». وترى الأديبة والناشرة أن هناك عناصر عدة تضافرت لجائزة الرواية العربية «بوكر»، لم تحظ بها غيرها، وهي المكافأة الكبيرة، إضافة إلى الصدى الإعلامي.. «أما جانب الترجمة، فهو الذي لم تنجح فيه، وبقي نقطة ضعفها، فالترجمات لم تنفذ بالشكل المطلوب، وهؤلاء الكتاب لم يصبحوا عالميين، كما قيل لهم، لأنهم حتى لو ترجموا فلن يجدوا من يقرأهم».
وتقول الأمير إن المال أمر مهم، وإن الكتاب تغريهم الجوائز المالية، وإنهم بحاجة إليها، وترى أنها أمر مفيد ومطلوب، شرط أن يعطى المال لمستحقه، ولمن له العمل الأفضل.
وتضيف الأمير «أننا في عصر معولم، والعولمة تسأل عن السوق، والسوق ليس محقًا دائمًا. أنا أفضل كتابا جيدًا له عشرة قراء، على منطق «الجمهور عايز كده». وتسأل رشا الأمير: أين دور المدارس والجامعات؟ أين النخب؟ في الغرب ثمة ما يحفظ التوازن وإن كان السوق له دوره، هناك ثلاثي المال، والجامعات، والسوق. نحن ينقصنا عنصر مهم هو الأخلاق، الذي يمكن أن تمثله حياة أكاديمية صحيحة، تستطيع أن تفرض نفسها في الميزان، لتحدث التوازن المطلوب بين السوق والسوء. لو كانت سوقنا مضبوطة، لفتحت شركة (أمازون) خدماتها في منطقتنا، لبيع الكتب، كما فعلت شركتا (آيفون) و(سامسونغ) فيما يخص التليفونات. لكن الحقيقة أن كل ما حولنا هو تزوير في تزوير. أما الجوائز فتعطى من دون تدقيق، وبصرف النظر عن اللغة وأخطائها. كثرت الجوائز، لكنها لم تحظ بالمصداقية المطلوبة، والسؤال الذي يبقى عالقًا: هل مجتمعاتنا ستتغير بالأدب؟ بالتأكيد، لا. إذا لم يتم التغيير سوسيولوجيًا وسياسيًا، فمن الصعب الحديث عن تأثيرات مهمة للكتابات الأدبية.. النجاح يأتي بالعمل وليس بالجوائز، مارسيل خليفة ليس بحاجة لجوائز، غادة السمان كل العالم العربي قرأها، من يرد أن يصبح نجمًا، فعليه أن يملأ موقعه، والمناهج عليها أن تحتفي وتعترف بأولئك الذين أثروا فينا، ومنحونا أدبهم وفكرهم. لماذا لم تدخل غادة السمان إلى المناهج مثلا، هذا أمر غير مفهوم. يجب أن تكون هناك حالة رؤيوية للنظر إلى الأدب وفهمه، ومكافأته، وهو ما ليس بموجود حتى اللحظة، وبات الأدباء يصنعون كما يصنع المغنون، في برامج المسابقات التلفزيونية مثل (ذي فويس) وغيره من البرامج».
عناصر عدة تضافرت لجائزة «بوكر» العربية لم تحظ بها غيرها
عناصر عدة تضافرت لجائزة «بوكر» العربية لم تحظ بها غيرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة