المغرب: «العدالة والتنمية» يعلن تشبثه بحليفه «التقدم والاشتراكية» بعد الانتخابات

ابن كيران: هناك قوى تريد الهيمنة على الوسط السياسي

المغرب: «العدالة والتنمية» يعلن تشبثه بحليفه «التقدم والاشتراكية» بعد الانتخابات
TT

المغرب: «العدالة والتنمية» يعلن تشبثه بحليفه «التقدم والاشتراكية» بعد الانتخابات

المغرب: «العدالة والتنمية» يعلن تشبثه بحليفه «التقدم والاشتراكية» بعد الانتخابات

أعلن حزبا العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية المغربيان، أمس، استمرار تحالفهما إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة، سواء شاركا في الحكومة المقبلة أو انتقلا إلى المعارضة، حيث عبر قياديو الحزبين عن رغبتهم في دعم «التجربة الناجحة» التي جمعت بين حزب إسلامي، وآخر يساري (شيوعي سابقا) في زمن «قل فيه الالتزام السياسي».
جاء ذلك في لقاء تشاوري كبير، عقده حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي، وحليفه في الحكومة حزب التقدم والاشتراكية، ترأسه الأمينان العامان للحزبين، عبد الإله ابن كيران، ونبيل بن عبد الله، الذي يشغل منصب وزير السكنى وسياسة المدينة.
وطغى على اللقاء، الذي حضره قياديو الحزبين بمقر حزب العدالة والتنمية في الرباط، كثير من العواطف وتبادل رسائل الود بين الطرفين، وذلك على بعد خمسة أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، حيث عاد كل من ابن كيران وبن عبد الله للتذكير بأن تحالفهما بدأ إبان الحراك الاجتماعي، الذي قادته حركة 20 فبراير عام 2011. حيث اتفق الحزبان على عدم الانضمام إلى تلك المظاهرات: «مع مساندة المطالب المشروعة للشارع من دون المغامرة بمصير البلاد والذهاب إلى المجهول». كما تحدث الزعيمان السياسيان عن عدد من النقاط المشتركة التي تجمعهما، رغم اختلاف مرجعية حزبهما: «فالشيوعيون يؤمنون بقيم التغير والتكيف مع الواقع»، كما قال بن عبد الله، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الإسلاميين، حسب ابن كيران، الذي أوضح أن حزبه «صحح بعض الأخطاء واندمج في المجتمع»، مؤكدا بالقول: «نحن حزب سياسي وليس دينيا، مرجعيتنا مختلفة ومتضاربة.. وقد كنتم في الماضي خصومنا ونحن خصومكم الأصليون، لكن الأمور تغيرت»، وزاد، موجها خطابه لحليفه «نحن اشتراكيون أكثر منكم في بعض المواقف».
وأشاد ابن كيران بحزب التقدم والاشتراكية، وعدّه من الأحزاب الكبرى «لأن الكبار ليسوا بالعدد فقط»، كما وصفه بأنه حزب متماسك وله وزن سياسي، معلنا تشبثه بالتحالف معه، وقال في هذا الخصوص «سنكون معا سواء في الحكومة أو المعارضة».
وترك الحزبان الباب مواربا أمام التحاق أحزاب أخرى من التحالف الحكومي بهما، ممثلة في الحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، حيث سبق لحزب العدالة والتنمية أن عقد لقاء مع قيادات الحركة الشعبية بشأن الموضوع.
وأقر ابن كيران بأنه «لم نصل إلى درجة أن نكون في جهة واحدة بشأن الموقف من الحكم».
ورغم الضربات المتتالية التي تلقاها من حزب التجمع الوطني للأحرار، فإن ابن كيران لم يرد أن يقطع حبل الود مع حليفه الحكومي، وقال في هذا الإطار إن «علاقتنا بالتجمع ودية، فقد وقعت أشياء كثيرة. لكن إذا أرادوا الانضمام فنحن مستعدون».
أما نبيل بن عبد الله، فلم ييأس بعد من إمكانية إعادة «الكتلة الديمقراطية» إلى الحياة من جديد، حيث وجه رسالة إلى حزب الاستقلال المعارض بشأن تحديد موقفه من الانضمام إلى التحالف الذي يجمع بين «التقدم والاشتراكية» و«العدالة والتنمية»، فيما لم يعد هناك مجال لاستقطاب حزب الاتحاد الاشتراكي لـ«القوات الشعبية المعارض»، أحد أبرز مكونات «الكتلة الديمقراطية» سابقا، لأنه «اختار طريقا مغايرا»، وهو التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، يلمح بن عبد الله الذي جعل مصداقية الأحزاب تكمن في مدى استقلالية قرارها «وعدم ركوعها لأي جهة»، حسب تعبيره. ولم يفوت ابن كيران فرصة اللقاء، لانتقاد خصمه السياسي الأول حزب الأصالة والمعاصرة، وإن لم يذكره بالاسم، وقال: إن «هناك قوى تريد الهيمنة على الوسط السياسي، وتشكل خطرا على المؤسسات»، مشددا على أن «المغرب لن يتقدم بالمكر والخداع والاختيارات الفاشلة».
وجدد ابن كيران تأكيد ثقة العاهل المغربي الملك محمد السادس في حكومته، وقال في هذا الصدد، «لولا ثقة الملك لما استمرت الحكومة، والمغرب خرج من المأزق رغم كل المشكلات»، وتحسبا لمعركة الانتخابات المقبلة، قال ابن كيران «لا تخيفنا النتائج وأينما كنا سنقوم بدورنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.