صعود ليستر.. إنجاز حقيقي أم فقاعة مؤقتة؟

3 من نجومه في قائمة المرشحين للقب أفضل لاعب في الموسم.. والفريق أصبح نموذجًا للأندية الطامحة لمنافسة الكبار

رانييري تفوق على جميع أقرانه من المدربين رغم ميزانية ليستر الصغيرة  و آلان باردو مدرب كريستال بالاس اعترف ببراعة سيتي و ألارديس لا يجد عذرًا مع سندرلاند و فاردي ومحرز قطبا ليستر بين المرشحين للقب أفضل لاعب في الموسم (رويترز)
رانييري تفوق على جميع أقرانه من المدربين رغم ميزانية ليستر الصغيرة و آلان باردو مدرب كريستال بالاس اعترف ببراعة سيتي و ألارديس لا يجد عذرًا مع سندرلاند و فاردي ومحرز قطبا ليستر بين المرشحين للقب أفضل لاعب في الموسم (رويترز)
TT

صعود ليستر.. إنجاز حقيقي أم فقاعة مؤقتة؟

رانييري تفوق على جميع أقرانه من المدربين رغم ميزانية ليستر الصغيرة  و آلان باردو مدرب كريستال بالاس اعترف ببراعة سيتي و ألارديس لا يجد عذرًا مع سندرلاند و فاردي ومحرز قطبا ليستر بين المرشحين للقب أفضل لاعب في الموسم (رويترز)
رانييري تفوق على جميع أقرانه من المدربين رغم ميزانية ليستر الصغيرة و آلان باردو مدرب كريستال بالاس اعترف ببراعة سيتي و ألارديس لا يجد عذرًا مع سندرلاند و فاردي ومحرز قطبا ليستر بين المرشحين للقب أفضل لاعب في الموسم (رويترز)

جاء صعود ليستر سيتي غير المتوقع تحت قيادة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري ليغير أسلوب تفكير جميع الأندية الأخرى المشاركة بالدوري الإنجليزي الممتاز - وتتساءل هذه الأندية: إذا كان ليستر سيتي فعلها، فلماذا لا نفعلها نحن؟
من المصطلحات التي ظهرت حديثًا على الساحة الكروية «تأثير ليستر»، وتشير الاحتمالات إلى أنه قد يستمر لفترة أبعد من مجرد موسم واحد، بغض النظر عما إذا كان رانييري ورجاله سينجحون في اقتناص بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
والآن: ما هو «تأثير ليستر»؟ دعونا نصفه بأنه نموذج - وكانت تلك هي إجابة آلان باردو، مدرب كريستال سيتي، لدى طرح ذلك السؤال عليه. الملاحظ أن النموذج القديم للنجاح فيما يتعلق بكرة القدم عادة ما كان يتضمن الاستعانة بمدرب من بين قرابة اثني عشر مدربًا فحسب على مستوى القارة الأوروبية، يمكن الاعتماد عليهم في إبهار اللاعبين أنفسهم والجماهير بالسيرة الذاتية التي تضم إنجازاتهم السابقة، ثم إنفاق الملايين على مجموعة من الأسماء اللامعة من اللاعبين، بل وبناء فريقين كاملين منهم، تحسبًا للإصابات والخلافات والالتزامات المرتبطة ببطولة دوري أبطال أوروبا.
اللافت في نموذج ليستر سيتي أنه يستغني عن غالبية هذه العناصر، ويقدم حجة مقنعة تشير إلى أن بإمكانك الاستعانة بلاعبين من أندية خارج دائرة الدوري الممتاز - من دوري الدرجة الثانية، أو تحصل عليهم مقابل مبلغ زهيد من فرنسا، ومع ذلك تنجح في تصدر جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، مع طرح أسماء ثلاثة أو أكثر من لاعبيك للمنافسة على لقب «لاعب العام». ويكشف نموذج ليستر سيتي كذلك أن الاستعانة بمدرب مخضرم يعي جيدًا الهدف الذي يسعى خلفه، ويملك القدرة على العمل مع اللاعبين المتاحين أمامه بالفعل، يمثل خيارًا فاعلاً حتى وإن كانت الأندية ذات الأسماء الكبيرة لم تعد تطرق بابه. ويبدو كذلك من نموذج ليستر سيتي أنك لست بحاجة لتخطيط تكتيكي معقد، وإنما خطة بسيطة مثل اللعب بتشكيل 4 - 4 - 2 كافية، بجانب أنه يمكن التخلص من كل الجلبة المحيطة بتدوير فرصة المشاركة بين اللاعبين التي تعانيها الأندية الأخرى من خلال التشبث بذات المجموعة من اللاعبين الـ11 كل أسبوع.
ومع ذلك، فإن النقاد الذين يسعون لنشر مزاعم بأن ليستر سيتي يحظى بدعم مالي ضخم مثل باقي أندية الدوري الممتاز، تغيب عن أعينهم الحقائق سالفة الذكر. في الواقع، لقد حقق ليستر سيتي ما وصل إليه حتى الآن بتكلفة معقولة للغاية وفي متناول الجميع. وعليه، فإن التساؤل الذي سيفرض نفسه على جميع الأندية الأخرى، خاصة المشابهة له في الحجم والتي دائمًا ما كانت ترضى من قبل وتستسلم لفكرة أنها خارج دائرة المشاركين في دوري أبطال أوروبا: هل يمكن أن نحقق إنجازا مشابهًا؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي، فلماذا؟
كان هذا تحديدًا التساؤل الذي طرح على باردو في وقت سابق من الأسبوع، وفيما يلي كان نص إجابة مدرب كريستال بالاس: «علينا جميعًا بعد ما حققه ليستر سيتي أن نجلس ونفكر مليًا بشأن كيفية المضي قدمًا، لأن هذا النادي غير فكرة ما هو ممكن تحقيقه أمام رؤساء الأندية وقادتها التنفيذيين ومجالس إدارتها. بالنسبة لنادٍ في حجم نادينا، يجب أن نسأل أنفسنا: «حسنًا، لماذا لم نحقق ذلك؟»، «ولماذا لم يحقق هذا واتفورد، أو هل يمكن لبورنموث تحقيق ذلك؟» إنه مع رؤيتنا لما حققه ليستر سيتي، من الطبيعي أن نرغب في الاحتذاء بحذو هذا النموذج، لكنه قد لا ينجح معنا، فكل نادٍ يختلف عن الآخر. وقد سبق وأن عايشنا هذه الحقيقة كثيرًا، فما ينجح في نادٍ قد لا ينجح مع آخر».
قد يكون هذا القول صحيحا بالفعل، ذلك أنه ستكون بمثابة مفاجأة كبرى أن يؤتي النموذج الذي حقق هذا النجاح الكبير مع ليستر سيتي هذا الموسم نجاحًا الموسم المقبل داخل النادي ذاته. ويعود ذلك لإمكانية تعرض الفريق لعدد أكبر من الإصابات، أو إقدامه على بيع لاعبين لأندية منافسة، أو خسارته عنصر المفاجأة الذي ساعده على الصعود وتصدر أندية الدوري خلسة. ومع كل هذا، يبقى ما قاله باردو صحيحًا - ليس على مستوى مجالس الإدارة فحسب.
الواضح أن مشجعي كرة القدم بمختلف أرجاء البلاد يدركون جيدًا أنه ما من معجزة فيما يخص صعود ليستر سيتي وانضمامه لدائرة النخبة التي تضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا. الموسم الماضي، كان النادي يناضل هربًا من الهبوط، بينما على النقيض نجده على رأس جدول ترتيب أندية الدوري هذا الموسم رغم اعتماده على ذات المجموعة من اللاعبين. اللافت أن مثل هذه التحولات أصبحت بمثابة واقع جديد على الساحة الكروية.
إلا أنه مع هذه التحولات تأتي بأسئلة صعبة للجميع. إذا كان باستطاعة ليستر سيتي تحسين أدائه على نحو يمكنه من قفز 20 درجة في جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز في غضون موسم واحد فقط، فكيف يعجز أرسنال عن قفز ثلاث أو أربع درجات؟ ومثلما قال مدرب أرسنال أرسين فينغر منذ قرابة شهرين، إن الناس سيسخرون منا إذا توجهنا لفرنسا لشراء لاعبين، وعدنا بلاعب جناح لا تعرفه الغالبية مقابل 500 ألف جنيه إسترليني. وبذلك يتضح أن أرسنال محصور داخل نموذج الإنفاق الضخم واستقدام لاعبين من أندية كبرى. جدير بالذكر أنه جرى ضم مسعود أوزيل وأليكسس سانشيز مقابل 42 مليون جنيه إسترليني و35 مليون جنيه إسترليني على الترتيب، رغم أن رياض محرز متفوق عليهما في المنافسة على لقب «أفضل لاعب خلال الموسم وثمنه نصف مليون فقط».
الملاحظ أن إيفرتون أيضًا مر بموسم مثير للإحباط بدرجة بالغة. ومع أنه من الطبيعي أن تتخذ جماهير النادي موقفًا غاضبًا من المدرب روبرتو مارتينيز، لبقاء النادي فترة طويلة للغاية في النصف الأسفل من جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، فإن غضبها سيتفاقم بالتأكيد بالنظر إلى هذا الصعود المذهل لليستر سيتي. ولا يعود ذلك فحسب لامتلاك إيفرتون، على ما يبدو، مجموعة أفضل من اللاعبين، مع حصول أربعة أو خمسة منهم لتصنيفات متقدمة في إطار المقارنة بين لاعبي دوري أبطال أوروبا، وإنما أيضًا لعجز إيفرتون عن الدفاع بشكل جيد، في وقت يبدو ليستر سيتي قادرا على ذلك. بجانب ذلك، يواجه إيفرتون صعوبة في إنجاز المباريات لصالحه، رغم أن ليستر سيتي في المقابل يحقق هذا بصورة أسبوعية. وفي الوقت الذي يبدو أن ليستر سيتي نجح في اكتساب هذه اللمسات المميزة والصلابة في الأداء من مكان ما، ربما أثناء نضاله ضد شبح الهبوط العام الماضي، يشتعل الجدال داخل صفوف إيفرتون حول سر اختفاء التناغم بين عناصر الفريق.
وجاء المؤشر الأوضح على أن صعود ليستر سيتي يثير حالة من التوتر في صفوف جميع الأندية الأخرى، عندما حاول مدرب سندرلاند سام ألادريس خلال عطلة نهاية الأسبوع طرح مبررات وراء عدم ممارسة لاعبيه للنمط الصحيح من كرة القدم. خلال حديثه، بدت العبارات صادرة عن مدرب يعي جيدًا أنه قريبًا سيتعين عليه التخلي عن طرح أعذار أمام الإعلام، وتقديم شرح لقيادات النادي للسبب وراء عجز سندرلاند حتى الآن عن تحقيق ما سبق وأن حققه ليستر سيتي الموسم الماضي، ناهيك عن هذا الموسم.
جدير بالذكر أن ألادريس يشتهر بكونه مدربا يميل لأسلوب اللعب الفاتر المعتمد على الأرقام والنسب المئوية. ورغم أن ميزته الكبرى كمدرب أنه لم يسبق وأن هبط فريق أثناء توليه تدريبه، فإن هذه الميزة تواجه اختبارا بالغ الصعوبة في الوقت الراهن. ولا بد وأن جماهير سندرلاند شعرت في تصريحاته بنبرة استسلام.
إن ليستر سيتي يقدم أداء يليق بنادٍ يتصدر الدوري الممتاز، الأمر الذي لا ينطبق على سندرلاند. وحتى إذا نجح سندرلاند، بقيادة ألارديس في الهروب من شبح الهبوط هذا الموسم، فإنه لا يبدو في الأفق أية مؤشرات على كونه قادرا على تحقيق إنجاز مماثل لما حققه ليستر سيتي قريبًا. ومثلما اعترف باردو عن حق، فإن إنجاز ما أنجزه ليستر سيتي ليس بالخيار الممكن أمام جميع الأندية.
ولا يمكن إغفال الدور الذي قدمه عدد من نجوم ليستر الذين كانوا خارج دائرة الضوء، والآن ينافس 3 لاعبين منهم وهم: جيمي فاردي، ورياض محرز، ونغولو كانتي بين قائمة المرشحين للقب أفضل لاعب بالموسم عن جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين.
ويشكل 3 لاعبين من ليستر سيتي نصف قائمة المرشحين لنيل لقب «أفضل لاعب بالموسم»، أما الثلاثة الآخرون بالقائمة فهم: هاري كين مهاجم توتنهام الذي سجل 22 هدفًا حتى الآن، ولاعب خط وسط أرسنال مسعود أوزيل، وديمتري باييه من وستهام.
أيضًا، ينافس كين على الاحتفاظ بلقب «أفضل لاعب صاعد للعام»، التي فاز بها منذ 12 شهرًا. وفي هذا السياق، يظهر اسمه بقائمة أخرى تضم 6 مرشحين، منهم زميله في توتنهام هوتسبر ديلي ألي، ولاعبا إيفرتون روميلو لوكاكو وروس باركلي، بجانب جاك بوتلاند من ستوك سيتي، وفيليبي كوتينهو من ليفربول.
على الجانب الآخر، فإن جي سو يون، التي نالت لقب أفضل لاعبة كرة قدم بين السيدات العام الماضي، تنافس على اللقب مجددًا هذا العام، بجانب هيدفيغ ليندال وغيما دافيسون من «تشيلسي لايديز»، وإزي كريستيانسن من «مانشستر سيتي ويمين»، وبيث مياد من «سندرلاند ليديز.» أيضًا، تنافس مياد على لقب «أفضل لاعبة ناشئة خلال العام»، وينافسها على اللقب نيكيتا باريس وكيرا والش من مانشستر سيتي ويمين، وحنا بلنديل من تشيلسي، ودانييل كارتر من آرسنال لايديز.
ومن المقرر إعلان النتائج في 24 أبريل (نيسان). ويعكس الحضور القوي لليستر سيتي بقائمة اللاعبين الرجال الموسم المذهل الذي قدمه الفريق، ما ضمن له بالفعل المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا.
ويفصل بين فاردي وزميله بالمنتخب الإنجليزي كين هدف واحد في إطار المنافسة بينهما على جائزة الحذاء الذهبي، بينما بلغ عدد إجمالي الأهداف التي سجلها محرز 16 هدفًا، وساعد في تسجيل 11 آخر. أما دور كانتي الدفاعي وسط الملعب فقد اجتذب إشادات على نطاق واسع.
ومثل كانتي، نجح باييه في تقديم أداء جيد خلال النصف الأول من الموسم، بينما تصدر اللاعب الألماني الدولي أوزيل لاعبي الدوري الممتاز من حيث عدد الأهداف التي ساعد في تسجيلها هذا الموسم، بإجمالي 18 هدفا. يذكر أنه خلال 8 مرات من بين آخر 11 موسما جاء حامل لقب «أفضل لاعب بالموسم» من واحد من الأندية الثلاثة: تشيلسي ومانشستر يونايتد وليفربول. ومع ذلك، لا تظهر هذه الأندية بقائمة المرشحين لهذا العام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».