الميليشيات تتجاهل وقف النار وتغِير على مواقع قرب صنعاء

مقتل 8 من «القاعدة» في قصف نفذته «أباتشي» التحالف

الميليشيات تتجاهل وقف النار وتغِير على مواقع قرب صنعاء
TT

الميليشيات تتجاهل وقف النار وتغِير على مواقع قرب صنعاء

الميليشيات تتجاهل وقف النار وتغِير على مواقع قرب صنعاء

أفاد مسؤول محلي وآخر طبي بمقتل 3 أطفال تراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات إثر سقوط قذيفة هاون أطلقها المتمردون على قرية في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة.
يأتي ذلك رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد (الاثنين) الماضيين، الذي يمهد لاستئناف مباحثات سلام برعاية الأمم المتحدة في 18 أبريل (نيسان) بالكويت.
كما استشهد 13 عنصرا من القوات الحكومية اليمنية في هجوم للمتمردين على مواقع لها قرب صنعاء، في تواصل للمعارك رغم وقف إطلاق نار معلن منذ أيام، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية أمس (الخميس).
وقالت المصادر الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي: «قتل 13 عنصرا على الأقل من الجيش الوطني (...) الأربعاء في هجوم واسع» شنه الانقلابيون الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح على مواقع للقوات الحكومية في مديرية نهم شمال شرق صنعاء.
وأشارت المصادر إلى «سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين الحوثيين خلال إحباط الهجوم» الذي استهدف مواقع مستحدثة من القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.
ويتعرض وقف النار لخروقات يومية. المجلس العسكري بمحافظة تعز قال: «إن الانقلابيين الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي صالح، ارتكبوا 135 خرقا للهدنة خلال الـ48 ساعة الماضية».
وكانت مصادر عسكرية أفادت الأربعاء بمقتل ضابط برتبة عميد ركن في القوات الحكومية، وإصابة 6 عناصر في رصاص قنص وقذائف هاون أطلقها المتمردون في منطقة نهم.
وتأمل الأمم المتحدة في أن تساهم المباحثات التي من المقرر عقدها الأسبوع المقبل في التوصل إلى حل للنزاع الذي أدى بحسب أرقامها، إلى مقتل زهاء 6300 شخص، نصفهم تقريبا من المدنيين.
واستغلت جماعات متطرفة كتنظيمي القاعدة وداعش التمرد في اليمن لتعزيز نفوذها في مناطق عدة، خصوصا في الجنوب.
وأفادت مصادر أمنية الخميس بمقتل ثمانية عناصر مفترضين من القاعدة في قصف جوي نفذته مساء الأربعاء مروحيات من طراز «أباتشي» تابعة للتحالف، في مدينة الحوطة، مركز محافظة لحج (جنوب).
وتركز القصف على مبنى النيابة العامة وفرع وزارة الصحة وملعب الحوطة ومنزلين كان يتحصن فيهما المسلحون، بحسب المصادر نفسها.
وبدأ التحالف والقوات الحكومية الشهر الماضي في استهداف المتطرفين بشكل مباشر في جنوب اليمن، خصوصا في عدن، التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين في سبتمبر (أيلول) 2014.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.