«داعش» يخسر 30 % من قادته وعناصره القتالية في العراق وسوريا

«الإفتاء» المصرية: هزائم التنظيم تدفعه للإعلان عن ولايات جديدة لرفع معنويات مقالتيه

«داعش» يخسر 30 % من قادته وعناصره القتالية في العراق وسوريا
TT

«داعش» يخسر 30 % من قادته وعناصره القتالية في العراق وسوريا

«داعش» يخسر 30 % من قادته وعناصره القتالية في العراق وسوريا

قالت دار الإفتاء في مصر: إن «تنظيم (داعش) الإرهابي فقد ما يقرب من 30 في المائة من قادته وعناصره القتالية في سوريا والعراق»، مضيفة أن «هزائم التنظيم وخسائره الفادحة التي مُني بها خلال الشهور القليلة الأخيرة في الأراضي الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق، قد تدفعه للإعلان عن ولايات جديدة لرفع معنويات مقاتليه». بينما حذر مصدر مطلع بدار الإفتاء من «سعي (داعش) لتأسيس خلايا صغيرة في أفريقيا وأوروبا، للقيام بعمليات انتحارية وهجمات خاطفة على غرار هجمات باريس وبروكسيل الأخيرة».
وأوضحت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن «الشهور الماضية شهدت تراجعا كبيرا في سيطرة (داعش) الإرهابي على المناطق الواقعة تحت سيطرته، بالإضافة إلى فقد العديد من قادته وعناصره القتالية، حيث فقد التنظيم ما بين 25 و30 في المائة من الأراضي في العراق وسوريا». لكن المصدر المطلع نفسه في الدار قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن (داعش) يخطط لزيادة الأفراد المستقطبين إليه سواء من الشباب أو الفتيات عبر رسائله الخادعة، خاصة بعد هزائمه المتكررة أمام القوات العراقية والغارات الجوية من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».
وتابع مرصد دار الإفتاء في تقريره: إن «التنظيم خسر نحو 600 مقاتل في مناطق دير الزور والحسكة والرقة وحلب وإدلب، إضافة إلى مقتل عدد من قادة التنظيم، من بينهم أبو عمر الشيشاني القيادي بالتنظيم، ونائب أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي المزعوم»؛ وهو ما دفع التنظيم إلى طلب الهدنة الفورية، بعد أن تكبد خسائر فادحة في القتال بينه وبين فصائل أخرى في المعارضة السورية.
وأكدت دار الإفتاء المصرية في تقريرها، أن سلسلة الهزائم التي مُني بها تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الفترة الأخيرة في سوريا والعراق، قد تدفعه أيضا نحو تغيير استراتيجيته في الخارج؛ كي يثبت أنه لا يزال قادرا على الانتصار، وذلك على نحو القيام بعمليات نوعية خارج أراضي سوريا والعراق.. والإعلان عن إنشاء ولايات جديدة على غرار الإعلان عن ولاية «خراسان» في لبنان؛ بهدف رفع معنويات عناصر التنظيم القتالية بعد خسائره المتتالية.. وتأكيد أنه ما زال يمتلك القوة.
من جهته، قال المصدر المطلع في دار الإفتاء المصرية: «إن قادة تنظيم (داعش) الإرهابي لديهم حرية تكتيكية مدروسة بعناية حين يختارون أهدافهم في الدول؛ بغية تكييف مخططاتهم بحسب الظروف المحددة لهم؛ ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على قوات الأمن في هذه لدول، لكي ترصد مثل هذه المخططات الإرهابية، وكشف الأشخاص الذين يقومون بتنفيذها في بداية المرحلة المبكرة لهذه المُخططات»، لافتا إلى أن «داعش» يسعى خلال الفترة المقبلة لهجمات جديدة من خلال خلاياه الصغيرة التي شكلها من الشباب والفتيات في أوروبا ودول أفريقيا وليبيا؛ بهدف القيام بهجمات إرهابية، أو عمليات تفجيرية بأحزمة ناسفة مثل التي شهدتها الأشهر الماضية، نفذها أطفال أو مراهقون، بدعوى الجهاد ونيل الشهادة ودخول الجنة.
وشدد مرصد دار الإفتاء في مصر، على أن تراجع قوة ومناطق نفوذ تنظيم «داعش» لا تعني نهايته، وإنما هي مؤشر إيجابي على تراجع قوة التنظيم وفقدانه نفوذه بشكل كبير، ونجاح الجهود الدولية لمكافحة التنظيم في معاقله في سوريا والعراق، ودلالة على ضرورة مواصلة العمل الجماعي في مواجهة التنظيم، واستمرار المعارك الفكرية والميدانية مع التنظيم للقضاء عليه بشكل كامل.
ولفت المرصد في تقريره أمس، إلى أهمية حرمان التنظيم الإرهابي من تحقيق انتصارات خارج سوريا والعراق ترفع من الروح المعنوية لمقاتليه، كأن يستمر في التمدد في ليبيا، أحد المعاقل المحتملة للتنظيم، أو يتمدد في الصومال على حساب تنظيم القاعدة الإرهابي هناك، أو أن يؤسس لولايات جديدة في نيجيريا والكاميرون، وهي مساحات في أفريقيا يسعى التنظيم، لتكون عوضا عن خسائره الفادحة في كل من سوريا والعراق.
في السياق ذاته، قال مفتي مصر الدكتور شوقي علام: «إن العالم الآن يموج بكثير من التحديات، وعلى رأسها جماعات التطرف والإرهاب، التي تتطلب من الدول جميعا التعاون والعمل من أجل مواجهتها والقضاء عليها؛ لأنها أصبحت تهدد الجميع والمجتمعات الآمنة»، لافتا إلى أن إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء تستقبل ما يزيد على 350 سائلا يوميا يحضرون إلى الدار للسؤال عن فتاوى الجماعات المتطرفة وآرائهم المتشددة، فضلا عن إدارة الفتاوى الإلكترونية، التي تستقبل ما يقرب من 650 سؤالا يوميا عبر موقع دار الإفتاء وكذلك البريد الإلكتروني، والتي تتعلق أغلبها بالرد على آراء التنظيمات الإرهابية التي تخالف تعاليم الدين الإسلامي، إضافة إلى الفتوى الهاتفية التي تستقبل ما يقرب من 600 اتصال من السائلين يوميا، وأيضا الفتاوى المكتوبة.
وأشار مفتي البلاد في تصريحات أمس، إلى أن دار الإفتاء أصدرت عديدا من الإصدارات باللغات العربية والإنجليزية، من بينها موسوعة الفتاوى الإسلامية في 39 مجلدا منتقاة من فتاوى المفتين السابقين على مدار تاريخ دار الإفتاء، وإصدارات أخرى بلغات غير العربية؛ للرد على فتاوى الجماعات الإرهابية المتطرفة ومزاعمهم، وفتاويهم وآرائهم البعيدة تماما عن تعاليم الإسلام السمحة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.